المتابعون

الثلاثاء، 21 يونيو 2016

" عبدالرحمان سيساني " واحد من شهــــــداء انتفاضة 20 يونيو 1981

من رحم الشرق بالمغرب ، ومن عمق المعاناة والوجع .تأبط " عبدالرحمان سيساني " الأمل وركب ساعديه ، وحمل قوة عمله في حقيبة واتجه الى البيضاء " ..بعدما توفي والـــده ، وأصبحت أسرته الفقيـــــرة تعتمد عليه كمعيل وحيـــــد لها .
غادر الشهيد ''عبدالرحمان سيساني'' بلدته تاوريرت نهاية سبعينات القرن الماضي سعيا وراء توفير لقمة عيش كريــــــــــــمة لأفواه كثيـــــــــــــــرة ـ كانت في انتظــــاره . التحق كعامل بمعمل " كوزيمار " لإنتاج السكر ــ التابع للهولدينغ الملكي "الشركة الوطنية للاستثمارات" والذي كانت تملك الأسرة الملكية كل أسهمه ــ .
فقبل إشراقة شمس الصباح ليوم الانتفاضة ــ 20 يونيو 1981 ــ خرج " عبدالرحمان " وكان قد ودع والدته "مي يامنة " التي كانت تقيم معه في ذاك البيت الضيق الذي كان يكتريه وسط سكن مشترك مع أُسرٍ أخـــــــــر .وكانت آنذاك شرارة الانتفاضة قد انطلقت بجل أنحاء الدار البيضاء .. احتجاجات وشعارات مدوية في سماء المدينة .....
وما كان على " عبدالرحمان سيساني" إلا أن ينخرط في الاحتجاج ، وهو الحـــالم بخبز نظيف مغمس في صحن من كرامة . ....
... اختطف وعـــذب مع الآلاف من أقرانـــه .وسرعان ما اختفى وسط الأجسام التي تكدست وملأت كل المخافــــر والزنازين والمقاطعات ....بالدار البيضاء ....التفاصيل بموقع ينايري على الرابط :

" عبدالرحمان سيساني " واحد من شهــــــداء انتفاضة 20 يونيو 1981
ينايري موقع مغربي للخبر والرأي: " عبدالرحمان سيساني " واحد من شهــــــداء انتفاضة 20 يونيو 1981 -
yennayri.com
.........................

" عبدالرحمان سيساني " واحد من شهــــــداء انتفاضة 20 يونيو 1981

"من مدينة تاوريرت ، من رحم الشرق بالمغرب ومن عمق المعاناة والوجع .تأبط " عبدالرحمان سيساني " الأمل وركب ساعديه ، وحمل قوة عمله في حقيبة واتجه الى البيضاء " المدينة الغـــــــول " كما سماها أحدهم .
بعد وفــــاة والـــده ، أصبحت أسرته الفقيـــــرة تعتمد عليه كمعيل وحيـــــد لها .
غادر الشهيد ''عبدالرحمان سيساني'' بلدته تاوريرت نهاية سبعينات القرن الماضي سعيا وراء توفير لقمة عيش كريــــــــــــمة لأفواه كثيـــــــــــــــرة ـ كانت في انتظــــاره . التحق كعامل بمعمل " كوزيمار " لإنتاج السكر ــ التابع للهولدينغ الملكي "الشركة الوطنية للاستثمارات" والذي كانت تملك الأسرة الملكية كل أسهمه ــ .
قبل إشراقة شمس الصباح ليوم الانتفاضة ــ 20 يونيو 1981 ــ خرج " عبدالرحمان " وكان قد ودع والدته "مي يامنة " التي كانت تقيم معه في ذاك البيت الضيق الذي كان يكتريه وسط سكن مشترك مع أُسرٍ أخـــــــــر .
وكانت آنذاك شرارة الانتفاضة قد انطلقت بجل أنحاء الدار البيضاء .. احتجاجات وشعارات مدوية في سماء المدينة . تدين كلها الزيادات في الأسعار ومواجهة سياسة التقشف التي استهدفت الطبقات الكادحة .وضربت في العمق عيش الطبقة العاملـــة ...
وما كان على " عبدالرحمان سيساني" إلا أن ينخرط في الاحتجاج ، وهو الحـــالم بخبز نظيف مغمس في صحن من كرامة . حلم بسيط ظل يراوده في حياته من تاوريرت الى البيضاء .
انخرط ولم يكن كغيره من المحتجين يدرك ما كان يخبؤه النظام الديكتاتوري القائم في المغرب . حيث اختطف وعـــذب مع الآلاف من أقرانـــه .وسرعان ما اختفى وسط الأجسام التي تكدست وملأت كل المخافــــر والزنازين والمقاطعات ....بالدار البيضاء .
أما "مي يامنة " فبقيت طول اليوم تنتظر عودة ابنها . ودقات قلبها كانت تدق مسرعة ومتوترة . ظلت من دون توقف تحملق بعينيها من ثقب النافـــــذة ومن فتحات الباب . تتلصص علَّها تسمع رنين خطوات " عبدالرحمان " الذي على غير العادة ، لم يعد الى بيته في ساعة كانت معلومة لديها .
قلبها ظل مشدودا وكأنها كانت تعلم أن مكروها ما أصاب فلــــذة كبدها . أسدل الليل ظلامــــه ولم تظهر طلعته أو أي خبر عن غيابـــــــه . وكان الهلع والخوف قد تمكن من " الأم " وألم َّ بها ، وبقيت جفونها مفتوحة حتى الصباح .
وفي اليوم الثاني للانتفاضة اضطرت " مي يامنة " التي لا تعرف دروب المدينة الوحش . أن تركب رحلة الشقاء الأسود ، للبحث عن ظل ابنها الذي يأتي و قد لا يأتي .. وظلت طول اليوم تتنقل بلا ماء بلا غــــــذاء ، للبحث عن ابنها عبر " الكوميساريات " . ولم تجد في استقبالها غير صدى المخافــــر وصرخات تعذيب المعتقلين والمعتقــــــلات .
داهمها الهلع والخوف وأحست أنها في بلد غير آمن . خصوصا لما تفحصها ذاك البوليسي الغليـــظ بعينين مُحمرَّتين وهو يتمتم وشظايا اللعاب تتطاير من تحت شاربه الأسود الكثيف . بالقـــــول " سيري تق... غ نَجَّمْعُوا دِينْ امَّـك معاهْ " .
مر أسبوع / شهر / أعوام وسنين ، وعاشت " الأم " كوابيس رعب لا زالت لم تفارقها .وغابت الحقيقة حول الاختفاء والاختطاف والاغتيال ... سواء بالنسبة لعبدالرحمان أو آلاف آخرين ..
وبعد التحريات والنضال المستميت من أجل الكشف عن الحقيقة والمساءلة وإعمال مبدأ عدم الإفلات من العقــــــاب . من طرف " الجمعية المغربية لحقوق الإنســــان " أوهيئات حقوقية أخرى. .. توصلت '' الأم '' الى كون اسم الشهيـــــد " عبدالرحمان سيساني " يوجد فعلا بما سمي بملف " مجهــــــولي المصيـــر" .
و الاحتمال الأرجح يفيـــــد بأنه استشهـــــد . مع المئات إن لم نقل مع الآلاف من المواطنين خلال الانتفاضة المجيدة ل 20 يونيو 1981 . وذلك إما بالرصاص الحي الطائش الذي أطلقته بشكل عشوائي قوات القمع النظامية على الجماهير المنتفضة . أو بعدما كدستهم أجهزة القمع في دهاليـــز مهجورة ونسيتهم هناك بلا مأكل بلا ماء أو هـــــــواء إلى أن فقدوا أرواحهم و تحللت جثثهم.
هكذا أميط اللثــــام عن جزء من صفحة الاختطاف والتعذيب وجرائم الاغتيالات بسنوات الرصاص. و بقيت قضايا المقابر الجماعية و مساءلة الجلادين تراوح مكانها .فهل من طعم أو رائحة لحقيقة دون محاسبــــة ؟؟
المجد والخلود لشهداء الشعب المغرب

ـ عبدالمالك حوزي ــ