المتابعون

الاثنين، 4 يوليو 2016

محمد حقيقي: بنكيران نعت عمر بنجلون بوصف شنيع بعد اغتياله

محمد حقيقي: بنكيران نعت عمر بنجلون بوصف شنيع بعد اغتياله

13578657_301628613558496_330710436_n
يوسف كمال
بعد التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران حين قال بأنه كان عضوا في الشبيبة الاتحادية في الفترة التي اغتيل فيها عمر بنجلون و أن علاقته بالقيادي الاتحادي بنجلون كانت جيدة  مما يؤكد براءته من دمه و بعده التام عن التورط في  التخطيط لاغتياله.
انقسم المغاربة الذين تابعوا التصريحات إلى قسمين أحدهما تأثر بخطاب رئيس الحكومة ونحا باللائمة على الاتحاديين الذين حاصروه أمام بوابة المقر التاريخي لحزب الاتحاد الاشتراكي، والقسم الآخر رأى أن تصريحات رئيس الحكومة نوع من الغزل السياسي الموجه لقادة الاتحاد الاشتراكي، بعد اقتراب موعد الانتخابات التشريعية ،في سياق البحث عن إطار جديد للتحالف بعد أن كشفت الفترة الماضية من عمر الحكومة هشاشة التحالفات التي جمعت مكوناتها.
نون بريس استضافت الدكتور محمد حقيقي ممثل الرابطة العالمية للحقوق و الحريات بالمغرب في الوقت الحالي  وعضو الشبيبة الإسلامية سابقا وأحد المشرفين على متابعة ملف القيادي الاتحادي من داخل هيئة الإنصاف والمصالحة واستعادت معه ذكرياته عن قضية الاغتيال التي لم تكشف كل ملابساتها بعد فكان هذا الحوار:
بعد اغتيال بنجلون سارعت قيادات من الشبيبة الإسلامية إلى التبرؤ من العملية لماذا    ؟
نعم صدرت بيانات عن الشبيبة الإسلامية تبرأت فيها قياداتها من اغتيال القيادي الاتحادي عمر بنجلون وأنا أذكر أن علاقة عبد الكريم مطيع مؤسس الشبيبة الإسلامية بالقيادات الاتحادية كانت قوية ، إذ أن هذا الأخير أشرف رفقة الراحلين محمد عابد الجابري وعمر بنجلون على اللجنة المكلفة بشؤون الطلبة ورجال التعليم  داخل الاتحاد الوطني للقوات الشعبية قبل تأسيس الاتحاد الاشتراكي
لكن المشاركين في اغتيال بنجلون اعترفوا بانتمائهم للشبيبة الإسلامية
هذا صحيح لكن القضية شابها الكثير من الغموض فالذين اتهموا باغتيال بنجلون صرحوا بأنهم كانوا يحاولون تخويفه ولم يدر في خلدهم تصفيته ، كما يؤكدون أن الطعنات التي وجهت إليه لم تكن قاتلة ، وقد كنت مكلفا داخل هيئة الإنصاف والمصالحة بتتبع هذا الملف وللأسف الشديد  وجدنا أن مجموعة من الوثائق سرقت من ملف المحاكمة  التي انعقدت  عقب مقتل بنجلون،   وقد اختفت نهائيا من الأرشيفات مثلما اختفى تقرير التشريح الطبي إن كان هذا التشريح أنجز أصلا .
مع ذلك  فهذا لا يعفي الشبيبة الإسلامية من المسؤولية عن اغتيال الراحل 
هناك غموض كما ذكرت لك في القضية وأنا لا أحاول تبرئة أحد ولكنني أحاول نقل الحقيقة مثلما عشتها ، ولأوضح أكثر سأقول أن بنجلون بنشاطه النقابي وحركيته أزعج الكثير من الأطراف داخل النظام في تلك الحقبة، نفس الشيء بالنسبة لعبد الكريم مطيع الذي صار مزاحما للملك في الاختصاصات الدينية وهذا لم يكن مقبولا ، اغتيال بنجلون وضع حدا لقياديين مزعجين بأقل تكلفة ، لم يكن النظام ولا شك مستعدا لتحمل تبعات قضية جديدة مثل قضية بنبركة التي أخذت بعدا دوليا وشكلت عبئا حقيقيا على النظام المغربي
معنى هذا أنك تتهم النظام بالضلوع في اغتيال بنجلون ؟
لا أقصد توجيه الاتهام لأي طرف لكنني أضع أمامك كل الاحتمالات الممكنة ، فالنظام  استفاد من اغتيال الراحل أما الحركة الإسلامية فتعرضت لضربات قاسية وزج بأعضائها في السجون ولم يكن من مصلحتها قط اغتيال بنجلون بل إنه لم يكن من ضمن أهدافها في تلك الحقبة أن تدخل في صدام مع الاتحاد الاشتراكي.
هناك من نسب عملية الاغتيال للنعماني وقد كان قياديا داخل الشبيبة الإسلامية
الشبيبة الإسلامية كانت مخترقة و النعماني بعدما اتهم باغتيال بنجلون كان يتحرك بكامل الحرية داخل المغرب،  واجتاز إحدى المباريات المهنية ،وحسب ما كنا نسمع في تلك الفترة فقد استطاع أن يغادر المغرب بسهولة ويسر قبل أن يتعرض للاغتيال بطريقة غامضة، وهنا أقول أنه لا بد من إعادة فتح تحقيق محايد في ما حدث فمن الذي سهل للنعماني مهمة الخروج بأمان من المغرب ؟
سيخرج أنصار الشبيبة الإسلامية في مظاهرات حاشدة بعد اغتيال بنجلون للمطالبة بإطلاق سراح المتورطين في اغتياله وهذا يؤكد مرة أخرى مسؤولية الحركة عن اغتيال القيادي الاتحادي
حسب ما أذكر كانت هناك مسيرة واحدة، وهي التي خرجت من المسجد المحمدي عام 1980م، ويجب أن أوضح لك أنه في هذه الفترة حدث اضطراب كبير داخل حركة الشبيبة الإسلامية ومن سمات هذا الاضطراب أن القيادات تبرأت من اغتيال القيادي الاتحادي لكن كثيرين في الصف الثاني سيثنون على العملية،
أذكر أنه في الفترة التي تلت الاغتيال وبعد صلاة الجمعة في المسجد المحمدي سيقوم شاب بإلقاء كلمة نارية أشاد فيها بقتل بنجلون ووصفه وصفا شنيعا (نتحفظ عن ذكره )  وسيدعو إلى التظاهر من أجل إطلاق سراح المتهمين باغتياله هذا الشاب لم يكن سوى عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة الحالي ، والذي كان من نشطاء الشبيبة الإسلامية .
هناك تصريحات صدرت عن  بنكيران تبرأ فيها من اغتيال بنجلون وأكد من خلالها على أنه انفصل عن الشبيبة
هذا تاريخ ويجب أن نسرده كما حدث ، والذين شاركوا في المظاهرة التي ذكرت لك كثر وبإمكانهم الإدلاء بشهادتهم في الموضوع ، لقد شتم بنكيران القيادي الاتحادي بعد مقتله وقاد مظاهرة للمطالبة بإطلاق سراح المتهمين باغتياله مع أن الشبيبة كانت حركة سرية ولم يكن مفهوما كيف تسرع نشطاؤها ودعوا للتظاهر العلني ، لاحقا سيتعرض معظم المشاركين في المظاهرة للاعتقال ومن بينهم وجوه غير معروفة و لم تكن لديهم ملفات أمنية ،لتتوالى بعد ذلك سلسلة المواقف المتضاربة من داخل الشبيبة والتي بلغت حد التناقض ، وهنا ستنفصل مجموعات كثيرة عن الشبيبة وستعلن عن تبرؤها من اغتيال بنجلون.
هل كان بنكيران من بين الذين انشقوا عن الشبيبة؟
صحيح ، لقد كان بنكيران واحدا من الذين انشقوا عن الشبيبة وأشرفوا على إقناع الكثير من النشطاء  بالانتقال من العمل السري إلى العلني ،فبعد أن خرج  نشطاء الشبيبة من جحورهم كان من المنطقي أن يجري إدماجهم في المشهد السياسي بالمغرب لتحقيق بعض التوازنات ،خاصة وأن تلك الحقبة كانت تعرف مدا يساريا عاتيا،
وأنا هنا أتحدث عن كيفية إدارة إكراهات تلك المرحلة من طرف النظام …
اعتقل عبد الإله بنكيران وأدين على خلفية الدعوة للتظاهر فكم كانت مدة سجنه ؟
ربما شهران أو ثلاثة أشهر إن لم تخني الذاكرة
وكم كانت المدد التي أدين بها المتابعون بتهمة الانتساب للشبيبة الإسلامية في تلك الفترة ؟
(يبتسم) هناك من أدين بالإعدام وهناك من أدين بالمؤبد وهناك من أدين بثلاثين سنة في قضايا تتعلق بتوزيع منشورات الشبيبة الإسلامية وهناك أيضا من أدين بمدد مخففة ومن تمت تبرئته.

  • نسخة مصورة لمحضر الحكم على عبد الإله بن كيران بتهمة التظاهر بدون ترخيص، بعد اغتيال عمر بنجلون
wd