المتابعون

الخميس، 26 يوليو 2018

محمد السافيني .. شذرات من سيرة بطل استُشهد من أجل فلسطين


المناضل محمد السافيني بطل مغربي آخر قدم حياته فداء لفلسطين.
ما زال مصيره مجهولا حتى الآن ومنذ 44 سنة.
الشهيد الحي محمد السافيني كان عضوا بالتنظيم السري لحزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية الذي أسسه القائد الراحل محمد الفقيه البصري. وهو التنظيم الذي ساهم أعضاؤه بفعالية كبيرة في إسناد الجهد الشعبي الفلسطيني المقاوم، في نفس الوقت الذي قام أعضاؤه بمواجهة النزوع السلطوي للنظام المغربي في العقود الأربع الأولى لمرحلة ما بعد الاستقلال.
شكرا للصديق محمد لومة الأستاذ والباحث على نبشه في هذا التاريخ المنسي لأبطال شرفوا المغرب.

***********


تَحُل الذكرى الرابعة والأربعون لاختفاء محمد السافيني، الشاب الأمازيغي - العُروبي ورفيقي في التنظيم السري المسلح للاتحاد الوطني للقوات الشعبية -على عهد سنوات الجمر والرصاص- ابن جماعة الساحل بإقليم تزنيت، والذي أَوفَده قائدنا محمد الفقيه البصري في أكتوبر 1974 من دمشق حيث كان يدرس إلى الرباط، لتنفيذ مهمة تاريخية كبرى.
كان مهندسها الفعلي هو المناضل صلاح خلف – أبو إياد – وكانت تتمحور حول ممارسة أقصى الضغوط السياسية والدبلوماسية والنفسية على الملك الأردني حسين عشية انعقاد القمة العربية بالرباط، لإجباره على الإقرار الرسمي العربي المطلوب لاعتبار منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني، ورفع وصاية نظامه الهاشمي عن القدس والضفة الغربية إلى غير رجعة، والتي لم تكن إلا وبالاً على شعب فلسطين منذ البداية.
ونظرا لأهمية الخطة، فقد كلف أبو إياد صديقه – اللدّاوي فخري العمري أبو محمد – ونائبه بنفس الوقت في جهاز الأمن الموحد وفي فصيل – أيلول الأسود – بترؤس فريق من 14 عنصرا، ضمنهم ثلاث فتيات تونسيات من باب التمويه؛ كما يتذكر الصديق الصحافي خالد الجامعي.
وفي مذكراته التي تحمل عنوان "فلسطيني بلا هوية"، تحدث أبو إياد طويلا عن الإطار العام لهذه العملية؛ ولكنه أحجم عن ذكر التفاصيل، بما في ذلك اسم رفيقنا السافيني.
وبالفعل، انعقدت قمة الرباط لذلك العام في جو أمني خانق، ومليء بشائعات اعتزام اغتيال حسين الأردن، بنفس طريقة اغتيال رئيس حكومته في القاهرة وصفي التل.. وجدّه عبد الله الأول بالقدس في يوليوز 1951.. لذات الأسباب والدواعي!!؟
ثم خرجت القمة بالقرار التاريخي المطلوب، فلم يمض سوى أسبوعين اثنين، حتى كان الرئيس ياسر عرفات يُستقبل استقبال الأبطال بمقر الأمم المتحدة يوم 13 نونبر 1974.. ليلقي خطابه التاريخي الشهير أمام التصفيق الحاد والمتواصل لممثلي حوالي مائة وأربعين دولة في العالم.. تلاها إعطاء منظمة التحرير الفلسطينية صفة العضو المراقب، والتأكيد على حرية الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.
نعم.. لقد استرجع أبو إياد الفريق المكلف بالاغتيال عن طريق مصر.. هذا الفريق الذي لم يكن مزودا بما يلزم من أسلحة وذخائر حربية، حيث بقيت في مخازنها في إسبانيا.. كما قرر القائد أبو إياد إمعانا في التضليل والمناورة لدفع الحسن الثاني إلى إقناع صديقه حسين الهاشمي بالتنازل الطوعي قبيل حدوث ما لا تحمد عقباه لاحقا.
وسيخصص الملك الحسن الثاني في الرباط ضيافة باذخة لأبي إياد وزوجته وأطفاله الستة ولثلاثة من كوماندو الرباط المفرج عنهم، بعد انتزاع الاعتراف الدولي الشهير، احتفالا بعيد ميلاد صلاح خلف المصادف ليوم 31/08/1975.
فماذا ننتظر للكشف عن رفيقنا محمد السافيني.. المختفي الوحيد في هذه العملية منذ حوالي 44 عاما؟؟
ولقد لبى داعي ربه بعد ذلك كل من أبي إياد والفقيه البصري وهما على خصام شديد، بسبب التضحية برفيقنا السافيني بهذا الشكل؛ ذلك أن الفقيه ساورته شكوك قوية في البداية من أن يكون أبو إياد هو من أخبر الحسن الثاني شخصيا بالمخطط.
لقد تسلمت منظمة التحرير الفلسطينية 14 عضوا من تنظيم صلاح خلف (أبو إياد) من المغرب عبر مصر، حيث كان مقررا أن ينفذوا عملية ضد الملك حسين في الرباط في حال رفضه رفع وصايته عن القضية الفلسطينية،
أقول عاد الفريق المكلف سالما وبقي مصير رفيقنا محمد السافيني مجهولا حتى اليوم، علما بأن لجنة الإنصاف والمصالحة اعتبرته رسميا في عداد مجهولي المصير.
والمؤلم هو أن لا أحد يتكلم عنه، بعد كل هذا الغياب الطويل منذ أكتوبر 1974. وهي القضية التي أنجزت عنها كتابا خاصا يتضمن تفاصيل غير معروفة في حوالي مائتي صفحة، سيصدر عما قريب.
الرحمة والمغفرة لكل شهداء فلسطين، وإنها لثورة حتى النصر.

*باحث ومؤرخ

**********

مساهمة الأستاذ محمد لومة في أشغال ندوة: دور المغاربيين في دعم نضالات فلسطين (الرباط 9-10/7/2018)

آنساتي سيداتي سادتي
أيها الضيوف الكرام

يتزامن قيام المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مشكورة بتنظيم هذه الندوة الهامة مع ظرف تاريخي على جانب كبير من الدقة والحساسية في ضوء ما تطالعنا  به الأحداث في هذه الأيام، بتسارع مذهل، عما أصبح يدعى بصفقة القرن، وذلك تحت ضغوط دولية هائلة، ومشاركة عدد من دول منطقتنا العربية، والتي تتراوح مواقفها من صفقة القرن المخزية هذه – لبالغ الأسى والأسف- ما بين  الاستحسان  العلني والمستفز ومابين التأييد الخجول والمحتشم، في أفق التحضير لوضع خارطة (سايكس بيكو) جديدة لمجموع دول المنطقة، تستهدف في الحقيقة والواقع اقبار  القضية الفلسطينية الى الأبد، من خلال مصادرة كل مقررات الشرعية الدولية التي انتزعناها خلال 7 عقود بدماء عشرات آلاف الشهداء… بما يوفر أمام دويلة إسرائيل كل ما تريده وتطمح اليه لإحكام سيطرتها على مقدراتنا ومصائرنا الى الأبد، برعاية غير مسبوقة من كامل أطراف المعسكر الامبريالي والرأسمالي العالمي.
أيتها الأخوات ايها الإخوة… لقد كانت منطقة المشرق العربي منذ قرون سحيقة ولا تزال بالنسبة لنا، نحن المغاربيين بمثابة القبلة، أو المنارة الهادية والمرشدة، أو البوصلة التي ينعكس  في صفحتها بكل صفاء عمقنا العربي، الإسلامي، كلما ادلهمت الآفاق، وتكثفت المخاطر ضد وجودنا وهويتنا، بما يجعلنا منشدين على الدوام الى انتصارات مشرقنا العربي والإسلامي كما بنفس الدرجة.. الى انتكاساته.. والى قضاياه الجوهرية والمصيرية كما لو أنها بحجم ومكانة قضايانا القطرية أو المحلية سواء بسواء.
وهكذا لم يكن من قبيل الصدف العابرة ان قامت كتلة العمل الوطني المغربية منذ عام 1934 بإحداث لجنة خاصة ضمن لجان برنامجها السياسي لمناهضة الاستعمار الفرنسي.. دعتها بلجنة حماية فلسطين والأماكن المقدسة بل وجعلت ترتيبها بين اللجان، يأتي قبل لجنة الشؤون الاقتصادية للقطر المغربي نفسه، على سبيل المثال، وذلك تأكيدا منها على ما كانت توليه من أهمية قصوى للمسالة الفلسطينية، وفي القلبمنها القدس الشريف بكل رموزها اليهودية والمسيحية والإسلامية.
ولقد فعلت الكتلة ذلك، حتى قبيل قيام دويلة اسرائيل في ماي 1948 بنحو أربعة عشر عاما، هذا مع العلم بأن الكتلة المغربية يومها كانت بمثابة التنظيم السياسي المغربي الأول (في أعقاب اندحار ثورة الريف المجيدة في عام 1926… واندحار ثورات جبال الأطلس لغاية 1934)… أقول كانت كتلة العمل الوطني هي الأداة السياسية السلمية بعد اندحار الكفاح المسلح ضد الاحتلال، والتي تفرعت عنها لاحقا عشرات الأحزاب والنقابات والمنظمات التربوية والفدائية، والتي ستقود بنجاح نضالات شعبنا نحو انعتاقه، ونحو بناء دولته المستقلة ذات السيادة بعد عام 1956.
وهكذا، ظلت أنظار مغاربيينا-على العموم- مشدودة الى القضية الفلسطينية، لدرجة تنظيم التظاهرات المليونية الشهيرة في الألفية الثالثة، في أهم مدن المغرب، وذلك في كل مرة يرتفع فيها منسوب التآمر والعدوان والتوسع ضد عمقنا العربي الإسلامي.
ولا يمكننا هنا نسيان واقعة بليغة مؤداها أن الأمين العام لجامعة الدول العربية الأستاذ عبد الرحمان عزام عشية إعلان قرار تقسيم فلسطين في 1947، توجه الى الأمير المناضل محمد بنعبد الكريم الخطابي في القاهرة رفقة الرئيس اللبناني رياض الصلح وعدد غفير من القادة السياسيين والدينيين العرب، وذلك لمناشدته توجيه نداء لكافة الشعوب العربية لدعوتها إلى إعلان الجهاد في فلسطين لمواجهة مخاطر التقسيم، وزرع كيان غريب في جسم المنطقة، لخدمة الصهيونية والإمبريالية العالمية، وذلك اعتبارا للمكانة العالية للأمير الخطابي في وجدان كل العرب المسلمين.
ولقد حدثني مرارا وتكرارا قائدي وصديقي المرحوم المجاهد الكولونيل الهاشمي الطود.. قائلا: (… لم يمض سوى أسبوع واحد على نداء الأمير حتى حضرالالآف من المتطوعين العرب في سبيل القضية الفلسطينية بحيث تكلفت الجامعة العربية بتجميعهم تحت إشراف صاحب نداء الجهاد، الأمير بن عبد الكريم الخطابي، حيث كان من بينهم أكثر من ألف متطوع مغاربي، معظمهم كان من ليبيا وتونس بحكم القرب الجغرافي، وأقل من ذلك من المغرب  والجزائر بحكم التباعد.
كما لا ينسى الكولونيل الطود التذكير بأن أولئك المتطوعين المغاربيين عادوا الى مصر مكرهين بعد إعلان حالة الهدنة في نهاية 1948م، لكنهم سرعان ما استفادوا من التدريب العسكري المكثف الذي وفره لهم القائد جمال عبد الناصر من أجل التعجيل بتحرير أوطانهم، ليشكلوا بعد ذلك تحت اشراف الأمير الخطابي وحدات ضاربة لجيش تحرير المغرب العربي، كما كان يسميها الأمير … مع أنه أمازيغي … ولكنه دوما كان ينأى بنفسه عن توظيف لفظ الأمازيغي كالعلامة المختار السوسي في اتجاه الانفصال والعزلة والترامي في أحضان الغرب أو الماسونية أوالصهيونية.
وهكذا، على خطى قادتنا المتطوعين الأوائل من أجل فلسطين: الكولونيل الهاشمي الطود- حمادي العزيز- عبد الحميد الوجدي- ابراهيم القاضي- حدو أقشيش وغيرهم… أقول على خطاهم المباركة، واقتداء بمساراتهم تشرفت بأن انخرط بدوري كمتطوع في صيف 1968 في تداريب منظمة الصاعقة- طلائع حرب التحرير الشعبية- التابعة لحزب البعث العربي الاشتراكي، وذلك بمعسكر الزبداني بضواحي دمشقكأول عضو زكته قيادته الحزبية المغربية، حيث ضحيت بوظيفتي كمدرس ابتدائي في إقليم اكادير للذهاب إلى المشرق العربي بينما كان سني لا يتجاوز 21 عاما.
ولقد كان ذلك الانخراط في دمشق مباشرة بعد نكبة الخامس من يونيو 1967 والتي أدمت قلوبنا جميعا، كما كان ذلك التطوع بعيد معركة الكرامة المجيدة في أغوار الأردن في صيف 1968م.
ولقد كان علي وفقا لتعليمات قيادتي في التنظيم السري المسلح في الاتحاد الوطني للقوات الشعبية بأن أدون كل ما أتلقاه من دروس عسكرية، كي يستفيد منها لاحقا من سيأتي بعدي من المتطوعين المغاربة والذين فاق عددهم الأربعين اعتبارا من شهر يونيو 1969، قبل إخضاعهم لنفس التداريب على دفعات- سواء بمعسكر الزبداني أو بمعسكر عين بيضاء، وذلك لتصليب تكويننا العسكري في خدمة خيار العنف المسلح الذي تبناه تنظيمنا في الداخل في مواجهة الظروف القاسية المدعاة بسنوات الجمر والرصاص في المغرب كما تعلمون جميعا… هذا من جهة، ومن جهة ثانية لكي نساهم في المجهود الحربي لدعم الكفاح الفلسطيني المسلح، باعتبار ذلك كان جزءا أساسيا من برنامجنا السياسي القومي العربي، الهادف الى حشد الطاقات ضد معسكر الخصم المتمثلآنذاك في الأنظمة الامبريالية والصهيونية  والعنصرية والرجعية العربية.
وبينما جرى تقسيمنا بعد ذلك الى فصيلين عاد الأول الى المغرب، بينما بقي الثاني مناضلا مع المنظمات الفلسطينية لتنفيذ مختلف الأعمال القتالية ضد العدو… لدرجة أن رفيقنا – موح أو موح نايت بري (من جماعة تكفلت بأعالي الأطلس الكبير) نفذ لوحده 44 عملية فدائية في غضون أربع سنوات (من صيف 1969 الى صيف 1972) بينما اضطلع بنفس الواجب القومي رفاقنا الآخرون عبد الله المالكي وعبد الرحمان شوجاروزين البشير بن قدور  وغيرهم، وستنفذ أحكام الإعدام في بعض هؤلاء الرفاق في أعقاب أحداث 3 مارس 1973 المعروفة.
أما أنا، فبعد تخرجي من الكلية الحربية السورية في حمص كمهندس عسكري في صيف 1971، فقد توجهت الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة الرفيق الدكتور جورج حبش، حيث زاولت مهام تدريب مقاتليها في القطاعات: الشرقي ثم الأوسط ثم الغربي التابعة لها على مختلف صنوف الأسلحة وتكتيكات القتال ، وصولا لتدريب المئات من أعضاء المنظمات الأممية الحليفة للجبهة كالجيش الأحمر الياباني بقيادة (فوساكوشيكينوبو) والجيش الشعبي التركي بقيادة ماهر كايان ودنيس كزميش، وفصيل مجاهدي خلق الماركسي الإيراني الذي سيساهم بعد ذلك في تفجير الثورة في ايران… وغيرهم.
ولقد كان هؤلاء المقاتلون الأمميون القادمون من مختلف أطراف العالم ينفذون أعمالا قتالية ضد اسرائيل، بينما كانوا يتلقون تداريبهم، على غرار ما قام به المقاتل الياباني (كوزو أو كاموتوو) ورفاقه الأبطال في صيف 1972 بمطار  بنكوريون ضد مئات الصهاينة…
وكذا ما قام به ماهر كايان ودنيس كزميش ضد القنصل الإسرائيلي العام المدعو (ايلروم) في أنقرة.
كما حصل لي الشرف بقيادة القطاع العسكري للجبهة الشعبية في قطاع العرقوب، شمالي فلسطين المحتلة في قواعدنا براشيا الفخار وحاصبيا ومرج الزهور.
وستأتي بعدنا موجة أخرى من المتطوعين المغاربة لدعم كفاح إخواننا الفلسطينيين من خارج تنظيمنا السري المسلح، وذلك اعتبارا من أواخر عام 1972 ليستشهد منهم العديد في ساحات الكفاح المسلح من أمثال:
  • الحسين الطنجاوي- ابن مدينة تطوان والمنتمي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والذي استشهد في إحدى العمليات الفدائية في شهر نونبر 1974.
  • عبد الرحمان امزغار – ابن بلدة اصيلا والذي استشهد في 15 يونيو 1975.
  • النومريالركراكي – ابن مدينة آسفي والذي استشهد في نونبر 1988.
  • مصطفى قزيبر- ابن مدينة آرفود والذي استشهد جنوب لبنان 1994،
  • عبد القادر بوناجي – طالب بكلية الطب بمونبولييه الفرنسية ابن مدينة وجدة، والذي كان منتميا لجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول) والذي استشهد إبان الغزو الإسرائيلي لبيروت في عام 1982.
  • الرفيقة ناديا برادلي والتي أصابها الإسرائيليون بسرطان خطير أثناء تحقيقاتهم معها في اسرائيل مع أختهاغيثة برادلي مما أودى بحياتها بعد عودتها الى المغرب.
  • حسن بن الطيب- أبو الطيب- ابن بلدة بركان المنتمي لجبهة التحرير العربية، ثم لحركة فتح، والذي عشت معه في مخيم النبطية بعد عام 1972 والذي استشهد تحت تعذيب الأمن اللبناني في سنة 1983 وغيرهم….
ولا يسعني قبل اختتام هذه الكلمة المتواضعة إلا أن أذكر محمد السافيني،  رفيقي في التنظيم السري المسلح، والذي اعتبرته لجنة الإنصاف والمصالحة في المغرب من مجهولي المصير.
فهذا المناضل لعب دورا بارزا في عملية استصدار القرار الشهير باعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، ذلك القرار التاريخي الذي أصدرته قمة الرباط في  اكتوبر 1974، والذي مكن الرئيس ياسر عرفات في أقل من أسبوعين من إلقاء خطاب تاريخي هام أمام ممثلي 140 دولة بمقر هيئة الأمم المتحدةفي نيويورك في 13 نونبر 1974، بحيث ظلوا يصفقون وهم وقوف لعدة دقائق.
كما إن قرار الرباط الآنف الذكر أتاح للمنظمة فور ذلك فرصة الحصول على مقعد العضو المراقب بالأمم المتحدة، وأكد حق الشعب الفلسطيني في الاستقلال والسيادة.
سيداتي … سادتي…
لقد تسلمت منظمة التحرير 14 عضوا من تنظيم صلاح خلف أبي أياد من المغرب عبر مصر، والذين كان مقررا أن ينفذوا عملية ضد الملك حسين في الرباط في حال رفضه رفع وصايته عن القضية الفلسطينية، أقول … عاد الفريق المكلف سالما وبقي مصير رفيقنا محمد السافيني مجهولا حتى اليوم، علما بأن لجنة الإنصاف والمصالحة اعتبرته رسميا في عداد مجهولي المصير.
والمؤلم أن لا أحد يتكلم عنه بعد كل هذا الغياب الطويل منذ اكتوبر 1974.
هذا مع العلم بأنني أنجزت كتابا خاصا عنه سيصدر عما قريب.
فالرحمة والمغفرة لكل شهداء فلسطين وإنها لثورة حتى النصر.
والسلام عليكم.