المتابعون

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2020

أكودار اليزيد.. أيقونة المُختفين في أحداث 1984*يونس جنوحي*

 أكودار اليزيد.. أيقونة المُختفين في أحداث 1984

26 مارس 1980، كان أكودار اليزيد، العون التقني بوزارة الفلاحة بأكادير، يتجه إلى عمله غير مدرك أن ذلك سوف يكون آخر يوم عمل له. تم اختطافه وبحثت العائلة عنه لأيام سرعان ما تحولت إلى أسابيع وأشهر طرقوا خلالها كل الأبواب الممكنة، حتى أن بعض أقاربه اضطروا إلى المبيت أمام دار العامل في أكادير في انتظار أن يتم استقبالهم لتسجيل تظلمهم وفتح تحقيق للبحث عن مصير معيلهم الشاب الذي كان معروفا في أكادير بأنشطته النقابية.
تلك السنة الساخنة، أي 1980، كانت تنذر باحتقان نقابي كبير، خصوصا وأن قيادة حزب الاتحاد الاشتراكي كانت تسجل تظلمات كثيرة ضد وزارة الداخلية التي ضيقت في عهد إدريس البصري على نزاهة الانتخابات وحاولت التحكم في النقابات عن طريق نسف المكاتب النقابية وشحنها بالجواسيس والمخبرين وعناصر إفشال دعوات الإضرابات.
كانت التقارير التي ترفع عن أعضاء المكاتب النقابية النشيطين، تمنح للبوليس السري «زوار الليل» كما كان يسميهم ضحايا سابقون من زمن سنوات الرصاص، لكي يتم إعداد لائحة لمُختطفين مستقبليين للتحقيق معهم.
كان ملف اليزيد من ضمن هؤلاء. إذ أن ملفه لا يمكن فصله من هذا السياق رغم تضارب الروايات بشأن أسباب اختفائه. إذ أن بعض الأسماء التي لم يكن لها علاقة بالعمل النقابي والإضرابات في الإدارات والمؤسسات العمومية، تعرضوا بدورهم لاختطافات بالخطأ بسبب إما تشابه في الأسماء، أو وشايات كاذبة ضدهم وماتوا تحت التعذيب في محاولة انتزاع اعترافات منهم بالقوة، ودفنوا سرا في مقابر عشوائية، إما منفردين أو بشكل جماعي، لكن مجهودات الإنصاف والمصالحة لم تنجح في الوصول إلى أماكن تلك المقابر. وبقي مكان بعض الأسماء التي تبحث عنها العائلات مجهولا إلى اليوم.