المتابعون

الاثنين، 28 أغسطس 2017

زيارة إلى منزل الام حبيبة أم المختطف عبد اللطيف سالم

المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف البيضاء في 28غشت 2017
لجنة التنسيق لعائلات المختطفين مجهولي
المصير وضحايا الاختفاء القسري بالمغرب
إعلان عن تنظيم زيارة إلى منزل أمنا حبيبة أم المختطف عبد اللطيف سالم الذي لا زال مصيره مجهولا بمناسبة اليوم العالمي لحماية جميع الأشخاص من الإختفاء القسري الذي يصادف 30 غشت من كل سنة يوم الاربعاء 30 غشت على الساعة الخامسة مساء بمقر منزلها الكائن بالبرنوصي الدار البيضاء بلوك 5 وقم 25.
في 30 غشت من كل سنة يخلد المنتظم الدولي " اليوم العالمي لضحايا الاختفاء القسري " ، حيث لم يكشف عن مصير الآلاف من حالات الاختفاء القسري و تسجل سنويا اختفاءات جديدة عبر العالم.
ففي المغرب – مع الأسف الشديد – رغم التقدم النسبي الحاصل في مجال تسوية إرث سنوات الجمر و الرصاص ، لا تزال العشرات من العائلات ، و منذ مدة طويلة ، تنتظر الكشف عن مصير ذويها، كما سجلت حالات جديدة للاختفاء.
وبالمناسبة تعلن لجنة التنسيق لعائلات المختطفين مجهولي المصير وضحايا الاختفاء القسري بالمغرب و مكتب فرع الجمعية المغربية لحوق الانسان فرع البرنوصي و مكتب المنتدى المغربي من احل الحقيقة و الانصاف فرع الدار البيضاء عن تنظيم زيارة إلى منزل أمتا حبيبة أم المختطف عبد اللطيف سالم الذي لا زال مصيره مجهولا بمناسبة اليوم العالمي لحماية جميع الأشخاص من الإختفاء القسري الذي يصادف 30 غشت من كل سنة و ذلك يوم الاربعاء 30 غشت على الساعة الخامسة مساء بمقر منزلها الكائن بالبرنوصي الدار البيضاء بلوك 5 وقم 25.
و لجنة التنسيق لعائلات المختطفين مجهولي المصير و ضحايا الاختفاء القسري بالمغرب إذ تحتفي بهذا اليوم العالمي فإنها تعبر عن مساندتها المطلقة لعائلات المختفين عبر العالم و تذكر بمطالبها الأساسية :
أ- الكشف عن مصيرجميع المختطفين مجهولي المصيرمع نشر اللوائح الكاملة لضحايا الاختفاء القسري و تضمينها كل المعلومات الأساسية : ( هوية المختفي – تاريخ و مكان اختطافه – أماكن احتجازه – تاريخ و مكان الوفاة عند حدوثها – تحديد المؤسسات و الأجهزة المسؤولة عن الاختطاف والاحتجاز .... ).
ب- الكشف عن الحقيقة الكاملة لجميع حالات الاختفاء القسري بالمغرب بما فيها حالة الوفيات تحت التعذيب في مراكز الاستنطاق و أماكن الاحتجاز و الاعتقال ، وكل الحيثيات السياسية والأمنية التي أدت إلى هذه الجرائم وتوضيح جميع ملابساتها.
د- الحفاظ الايجابي على ذاكرة الاختفاء القسري من خلال الحفاظ على مراكز الاعتقال و المدافن الفردية و الجماعية ، وتحويلها إلى متاحف.
إن لجنة التنسيق لعائلات المختطفين مجهولي المصير و ضحايا الاختفاء القسري تجدد نداءها لكل القوى الحية بالبلاد للتعبئة من أجل معرفة الحقيقة الكاملة و تحقيق الإنصاف و العدالة .
و دمتم للنضال أوفياْء
لجنة التنسيق لعائلات المختطفين مجهولي المصير وضحايا الاختفاء القسري بالمغرب
*************
 عائلة المختطف عبد اللطيف سالم

أمه السيدة حبيبة الحكماوي
للإتصال : أخوه موسى سالم
الهاتف : 0663859967

الحقيقة لا تتجزأ

لقد أصدر المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان,في موقعه الإلكتروني يوم 14 يناير 2010,تقريره حول حصيلة متابعة التوصيات الواردة في التقرير الختامي لهيئة الإنصاف و المصالحة(نونبر 2005) و الذي أوصت فيه باستكمال التحريات للكشف عن الحقيقة حول مجهولي المصير...
و جاء في تقرير المجلس أن هيئة المتابعة المكلفة من طرفه قد أجرت تحرياتها في الموضوع، و حللت المعطيات المقدمة لها من طرف السلطات المعنية بملف الاختفاء القسري,و قدمت للرأي العام نتائجها .
إننا تحن عائلة سالم عبد اللطيف، وأمام النتائج التي حملها هذا التقرير،وبعد قراءته نسجل باستغراب,أنه لم يضف جديدا للنتائج التي سبق لهيئة الإنصاف و المصالحة أن أعلنت عنها في نونبر2005و قد عبرنا آنذاك عن عدم رضانا عنها.
وبالتالي فإننا نذكرمن جهة أن اسم ابننا كان قد أدرج ضمن لائحة 112الصادرة بتاريخ 13 أكتوبر 1998 عن المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان ،مما أكد اعتراف الدولة المغربية الصريح باختطافه . وصنف حينها ضمن لائحة مجهولي المصير.
ومن جهة أخرى,يتأكد من خلال هذا التقرير- مرة أخرى- أن اسم سالم عبد اللطيف كان موجودا بين الحالات 66 التي لم تتوصل فيها هيئة الإنصاف و المصالحة إلى نتائج .تلك اللائحة التي كان يحيط بها الغموض و اللبس منذ 2005, و لم يجرؤ أحد على الكشف عن أسماء أصحابها منذ ذلك الحين.
بعد كل هذا ,تأتي لجنة المتابعة –على لسان رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان - لتزف لنا و للرأي العام بشرى غريبة:لقد أعلن السيد حرزني – بفخر و اعتزاز-في ندوته الصحافية حول مصير الحالات 66 المتعلقة بالاختفاء القسري . "أنه بقيت هناك تسع حالات فقط لم تتوصل اللجنة الى الحقيقة بشأنها كما قال، و أنها جد معقدة. و أن الباقي تم كشف الحقيقة بشأنه.
فأية حقيقة تلك التي تعلنون أنكم قد توصلتم إليها وبهذا الاعتزاز !!!!!!؟؟؟؟؟؟
إن عليكم أن تعلموا أن الحقيقة حول الاختفاء القسري لم تعد تخص الضحايا و عائلاتهم والمجتمع برمته فقط, بل إن الكشف عن مجهولي المصير مسألة تهم الرأي العام المغربي والدولي ، وإن هؤلاء بصفتهم هيآت غير حكومية هم الذين يستطيعون تقييم مستوى النتائج التي أعلنتم عنها ، ومصداقية الحقائق التي تضمنها تقريركم .
إننا نريد الحقيقة الكاملة حول مصير إبننا سالم عبد اللطيف،فهل تعتبرون مجرد نشر إسمه ضمن لائحة المتوفين أثناء الإحتجاز حقيقة ؟؟؟! ، هل هذه هي الحقيقة التي انتظرناها كل هذه العقود ؟؟؟! ، إن هذه الحقيقة المزعومة لم تكشف :
- متى وكيف وأين اختطف ، ومن هم المسؤولون عن اختطافه ،وماهو إسم المكان الذي ظل فيه إبننا مختطفا أكثر من عشرين سنة دون تهمة ودون محاكمة ، ونفي جميع السلطات قضائية وأمنية علمها بمصيره، وتأتون اليوم ببرودة دم وتقولون أنه مات أثناء الإحتجاز ، فأين هوقبره؟وأين هو رفاته ؟ وماهي الظروف والملابسات التي فارق فيها الحياة ؟.
من حقنا ومن حق الرأي العام أن نعرف كل هذا وأكثر ، إن الأمر يتعلق بروح بشرية ، والمسؤولية تستدعي منكم ذلك.
- فبالنسبة لنا ما زال مصير إبننا مجهولا ، ونحن على قناعة تامة بأنه لم يتم تحقيق جدي في قضيته لا من طرف هيئة الإنصاف والمصالحة ، ولامن طرف المجلس الإستشاري لحقوق الإنسان، هذا الأخير الذي يتحدث عن التعاون مع العائلات ، لم يسبق له أن استدعى عائلتنا .
وأخيرا فإننا نتوجه بنداء إلى منظمات حقوق الإنسان المغربية والدولية من أجل تحركها العاجل لحمل الدولة المغربية بالكشف عن مصير إبننا وعن كافة المختطفين مجهولي المصير ببلادنا ، ووضع حد للمعاناة المستمرة للعائلات أمهات وآباء وزوجات وأبناء وإخوان وأخوات...
عن عائلة المختطف عبد اللطيف سالم
أمه السيدة حبيبة الحكماوي
 في الوقت الذي لوح فيه الرئيس الجديد ل«المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف» بخوض معركة لدفع الرئيس الحالي للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان احمد حرزني إلى الكشف عن المعطيات التي أمده بها جهاز الدرك الملكي والمتعلقة بمصير المختطفين مجهولي المصير، كشف مصدر مأذون بالمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان أن المعلومات التي كشف عنها الدرك الملكي والخاصة بمجهولي المصير هي معلومات مرتبطة ب66 حالة لم تتوصل فيها هيئة الإنصاف والمصالحة إلى نتائج، وهي اللائحة التي كان يحيط بها الغموض واللبس منذ 2005. وأكد المصدر ذاته أن المعلومات التي تقدم بها الدرك الملكي بخصوص هذه الحالات أكدت وفاة مجموعة من الأسماء التي تضمنها تقرير هيئة الإنصاف والمصالحة.
وكشف المصدر ذاته أن المجلس بصدد إصدار ملحق يتضمن لائحة تتضمن ما يزيد على 1000 اسم مصنفة في عداد مجهولي المصير، تمت معالجتها من لدن لجنة المتابعة، كما سيصدر المجلس ملحقا آخر يتضمن لائحة كاملة بأسماء الضحايا الذين تسلموا تعويضاتهم، سواء من قبل هيئة الإنصاف والمصالحة أو اللجنة المستقلة للتحكيم. وخلف التقرير الأخير الذي أصدره المجلس الخاص بتنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة موجة ردود فعل غاضبة وسط عائلات مجهولي المصير التي أقدمت على نشر بلاغات تفند فيها ما ورد في تقرير حرزني.
وعبرت عائلة المختطف مجهول المصير سالم عبد اللطيف عن استغرابها النتائج التي حملها هذا التقرير، مشيرة إلى أنه لم يضف جديدا إلى النتائج التي سبق لهيئة الإنصاف والمصالحة أن أعلنت عنها في نونبر 2005، حيث عبرت العائلة آنذاك عن عدم رضاها عنها. وتشير العائلة، في بلاغ تم تعميمه على نطاق واسع وتوصلت «المساء» بنسخة منه، إلى أن اسم ابنها كان قد أدرج ضمن لائحة ال112 الصادرة بتاريخ 13 أكتوبر 1998 عن المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، مما أكد اعتراف الدولة المغربية الصريح باختطافه، وضُمن اسمه حينها في لائحة مجهولي المصير. ويتأكد من خلال هذا التقرير -تضيف العائلة- أن اسم سالم عبد اللطيف كان موجودا بين الحالات ال66 التي لم تتوصل فيها هيئة الإنصاف والمصالحة إلى نتائج.. تلك اللائحة التي كان يحيط بها الغموض واللبس منذ 2005، ولم يجرؤ أحد على الكشف عن أسماء أصحابها منذ ذلك الحين. وتشير العائلة إلى أن الحقيقة حول الاختفاء القسري لم تعد تخص الضحايا وعائلاتهم والمجتمع برمته فقط، بل إن الكشف عن مجهولي المصير مسألة تهم الرأيين العامين المغربي والدولي، وأن هؤلاء، بصفتهم هيئات غير حكومية، هم الذين يستطيعون تقييم مستوى النتائج المعلن عنها. وتتساءل العائلة عن زمان ومكان اختطاف ابنها وعن المسؤولين عن اختطافه والمكان الذي ظل فيه محتجزا إلى حين وفاته وعن مكان دفنه وعن رفاته.
















الجمعة، 25 أغسطس 2017

بيان لعائلة الشهيد الدريدي بمناسبة الذكرى 33 لاستشهاد المناضلين م. بوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري

بيان لعائلة الشهيد الدريدي
بمناسبة الذكرى 33 لاستشهاد المناضلين م. بوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري
في 27 غشت 1984 استشهد ابننا م. بوبكر الدريدي وفي اليوم الموالي 28 غشت 1984 استشهد رفيقه مصطفى بلهواري ضمن مجموعة مراكش للمعتقلين السياسيين الذين زج بهم في السجون إثر حملة الاعتقالات الواسعة التي أعقبت الانتفاضة الشعبية المجيدة ليناير 1984، التي انطلقت من مراكش وامتدت إلى عدة مناطق بالمغرب، خاصة مدن الشمال ومناطق الريف.
وإذ نحيي هذه الذكرى الأليمة والمفخرة في ذات الوقت، وصونا للذاكرة، لابد من استحضار الأجواء القمعية وحملات الانتقام التي باشرها النظام ضد الجماهير الشعبية المنتفضة وضد الحركات والتنظيمات المناضلة، من خلال المحاكمات الصورية وفرض حالة الاستثناء غير المعلنة، بغاية تجفيف مختلف منابع النضال سواء داخل الجامعة والمؤسسات التعليمية أو مختلف الفضاءات الثقافية والأحياء الشعبية؛ وهي الفضاءات التي كانت حاضنة لنضال الشهيدين ورفاقهما ضمن مختلف مكونات الحركة التقدمية.
لقد انطلق الشهيدين ورفاقهما في إضراب لا محدود عن الطعام بداية شهر يوليوز 1984، دفاعا عن حقوقهم وعن إنسانيتهم، وكذلك تحديا ووقوفا في وجه آلة النظام السجنية؛ وكان سقوطهما شهداء إفشال لمحاولات التطويع التي استهدفتهم ورفاقهم، وتحطيم لأسطورة جبروت النظام، وانتصار لعزيمة لا تلين أمام استبداد المخزن؛ وهو ما استمر على تأكيده من بعدهم، رفاقهم وكافة المعتقلين السياسيين التقدميين، من خلال مختلف ما خاضوه من معارك نضالية في أقسى الظروف السجنية، التي كانت محط تنديد واستنكار على المستويين الوطني والدولي.
وفي الأخير، ونحن نقف إجلال وإكبارا لروح الشهيدين، وعرفانا لتضحياتهم وعطاءاتهم، واسترشادا بدرس الصمود الكبير والتحدي المنقطع النظير الذي تركوه للأجيال المناضلة القادمة، لا يفوتنا في هذه الذكرى المجيدة، إلا أن نستحضر نضالات وتضحيات عائلات المعتقلين السياسيين والمختطفين والمنفيين والشهداء في الماضي كما في الحاضر، وفي مقدمتهم أمنا السعدية الدريدي أم الشهداء والمعتقلين، ونوجه لهم جميعهم بهذه المناسبة، وإلى القوى الحقوقية وعموم القوى السياسية والاجتماعية الديمقراطية المناضلة، نداء حارا بهدف توحيد الصفوف وتقويتها لمواجهة القمع السياسي، ولدعم المعتقلين السياسيين وتطوير النضال الوحدوي من أجل إطلاق سراحهم، ومن أجل الغايات النبيلة الكبرى التي استرخص الشهداء حياتهم من أجلها؛ وفي مقدمة ذلك تشييد مجتمع الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والمساواة، وبناء نظام ديمقراطي ببلادنا.
عن عائلة الشهيد الدريدي
في 25 غشت 2017
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
Déclaration de la famille du martyr DOURAIDI
A l’occasion du 33ieme anniversaire des martyrs
My Boubker DOURAIDI et Mustapha BELHOUARI
°°°°°°°°°°°°°°°°°
Le 27 août 1984 et son lendemain 28 août 1984, nos fils My Boubker DOURAIDI et son camarade Mustapha BELHOUARI ont été martyrisés, respectivement, parmi le groupe de détenus politique de Marrakech, incarcérés suite aux arrestations massives qui ont suivi le glorieux soulèvement populaire de janvier 1984, déclenché à Marrakech puis étendu à plusieurs localités du Maroc, en particulier au nord et aux régions du Rif.
Nous commémorons annuellement cet anniversaire douloureux, avec grande fierté, pour sauvegarder notre mémoire collective. En effet, il nous paraît important de garder en mémoire le climat de répression et les compagnes de vengeances qui ont étaient menées par le régime contre les masses populaires révoltées et à l’encontre des mouvements et organisations militantes. Ceci s’est traduit par des procès formels et l’instauration, non déclarée, de l’état d’exception, afin d’exterminer toutes sortes de militantisme dans les universités, les institutions scolaires, les espaces culturels et dans tous les quartiers populaires qui étaient un incubateur de la lutte des martyrs et leurs camarades au sein du mouvement progressiste.
Et c’est en défense de leurs droits et leur dignité que nos martyrs et leurs camarades ont lancé une grève de la faim illimité le début de juillet 1984, défiant la machine pénitentiaire du régime. Leur martyr était une mise à l’échec des tentatives d’apprivoisement menées par le régime contre eux et leurs camarades, une destruction du mythe de la puissance du système et un triomphe de leur détermination inébranlable contre la tyrannie du makhzen. Et c’est ce qui a été continuellement confirmé, après eux, par leurs camarades et tous les détenus politiques progressistes à travers les divers batailles qu’ils ont entamé dans les plus dures conditions de détention.
En hommage à l’esprit des martyrs, en reconnaissance de leurs sacrifices, et guidé par la leçon de grande détermination exceptionnel qu’ils ont laissé aux générations futurs, il est important également de considérer avec gratitude les luttes et les sacrifices des familles des prisonniers politiques, des disparus, des exilés et des martyrs du passé comme du présent, et en premier lieu notre mère SAADIA DOURAIDI, mère courage, mère des martyrs et des détenus. Nous adressons, à cette occasion, un appel fort aux organisations des droits humains et aux forces politiques et sociales, démocrates et progressistes, afin d’unir les rangs et de développer la lutte unitaire afin de libérer tous les détenus politiques. Notre appel aux organisations porte également sur le renforcement de nos luttes face à la répression et pour les grands et nobles objectifs pour lesquels les martyrs ont offerts leurs vie; et en premier lieu la construction d’une société de liberté, de dignité, de justice sociale et d’égalité ainsi que l’instauration d’un système démocratique dans notre pays.
LA FAMILLE DOURAIDI
LE 25 AOUT 2017

الخميس، 10 أغسطس 2017

العقيد الشهيد حدو بن عبد السلام أقشيش


تعريف موجز بقيدوم المختطفين بالريف العقيد حدو بن عبد السلام أقشيش

بقلم عمر لمقدم


سبق للجنة محمد بن عبد الكريم الخطابي للتنسيق بين الجمعيات، أن أصدرت في دجمبر 2003 بمناسبة إحيائها للذكرى 44 لانتفاضة الريف، ورقة تعرف بالمناضل المختطف حدو أقشيش، ونظرا لأهميتها فإننا في جمعية ذاكرة الريف اعتمدنا عليها لإصدار هذا التعريف الموجز

هو حدو بن عبد السلام أقشيش، ويذكر في بعض المصادر التاريخية باسم: أحمد عبد السلام الريفي، ولد سنة 1918 بقرية تماسينت، فخذة إمرابضن، قبيلة أيث ورياغل، إقليم الحسيمة. بعد أن تعلم الفقه وحفظ القرآن في عدد من المساجد المتواجدة بالريف، غادر بلدته تماسينت ليتابع دراسته في إحدى المعاهد بمدينة تطوان، حيث انكب على الدراسة وعلى تأطير الحركة الاحتجاجية المطلبية لطلاب المعهد التي كانت تروم فرض الحق في المنحة والتغذية

نظرا لنشاطاته النضالية واهتماماته بالشأن السياسي سيطرد من المعهد، ويغادر تطوان قاصدا مدينة فاس حيث سيتابع دراسته في إحدى معاهدها، لكن سرعان ما تم طرده لنفس الأسباب السابقة. قرر العودة مجددا إلى تطوان حيث سيتابع نشاطاته السياسية المعادية للتواجد الإسباني على تراب الريف. وفي سنة 1945 ستلقي عليه السلطات الاستعمارية القبض وتقوم بترحيله عنوة إلى مسقط رأسه، حيث ستفرض عليه الإقامة الإجبارية. في أواخر 1946 سيتمكن رفقة أحد أصدقائه من مغادرة تماسينت دون إخبار أحد ولو من عائلته، بعد مدة من الزمن سيعلن عن تواجده بالقاهرة عاصمة دولة مصر

كان أول ما قام به عند وصوله القاهرة هو البحث عن بيت الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي، أقنعه الأمير بضرورة الاستمرار في متابعة الدراسة بجامع الأزهر، وعندما اكتشف الأمير جرأته ومواقفه الشجاعة، اقترحه ضمن أفراد البعثة العسكرية الأولى التي أرسلت في 01 أكتوبر 1948 إلى الكلية العسكرية ببغداد عاصمة العراق، لتلقي التداريب الضرورية قصد تشكيل الخلايا الأساسية لجيش التحرير الذي أراده الأمير أن يعمل من أجل فرض الاستقلال التام لكل أقطار شمال أفريقيا

بعد تخرجه في 30 يونيو 1951 من الكلية العسكرية برتبة ملازم ثاني، سيكون ضمن المجموعة التي كلفها الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي للقيام بمهمات ثورية في كل من الجزائر وليبيا. حيث شارك حدو في تموين المقاومين الجزائريين بالأسلحة وتدريب ما يزيد عن 30 ألف مقاتل جزائري وليبي، وقيل أنه كان أول من أطلق الرصاص في جبال الأوراس بالجزائر

مع أواخر سنة 1956 سيتمكن من العودة إلى مدينة تطوان لإنجاز عدد من المهمات التي كلف بها من قبل الأمير، لكن السلطات الاستعمارية سرعان ما ألقت عليه القبض، حيث نقلته إلى مدينة سبتة وسجنته لمدة 3 أشهر بتهمة التخطيط لمحاولة انقلابية

بعد إطلاق سراحه سيعود إلى مسقط رأسه، ومن هناك بدأ يطوف على دواوير وأسواق منطقة الحسيمة وتجمعاتها السكانية، يشرح للسكان المؤامرات التي كانت تحاك ضد البلاد، ويوضح لهم مواقف الأمير من اتفاقية "إيكس ليبان" المشؤومة التي أعطت للمغرب استقلالا أعرجا بدل استقلال حقيقي ناضل من أجله الأخيار،

ويطالبهم بالاستمرار في دعم المقاومة المسلحة حتى يفرض جلاء شامل لكل القوات الاستعمارية، ويفضح الأساليب الخسيسة لجماعة الحزبيين وعملاء الاستعمار، وكان يقول

"لا حياة للريف بدون عبد الكريم الخطابي"

وقصد تحقيق مآربهم وأهدافهم عمل الحاكمون والحزبيون على محاربة كل الذين ارتبطوا بتجربة الأمير عبر تصفبتهم واختطافهم وتعذيبهم والزج بهم في غياهب السجون والمعتقلات السرية التي أنشئوها لهذا الغرض في العديد من المراكز والنقط. ففي أواخر شهر أبريل (وقيل أواخر ماي) من سنة 1956 سيهاجم كومندو مسلح مكون من عشرات المسلحين منزل عائلة حدو أقشيش بتماسينت، حاول أفراد العائلة في البداية مواجهة الكومندو، لكن عدد المسلحين الذين طوقوا المنزل من جميع الجهات حال دون ذلك، ألقي القبض على حدو أقشيش، وحينما هموا باقتياده إلى السيارة التي كانت معهم، قال لوالدته

"لقد وقعنا أخيرا في أيدي الأراذل، لكن إن كتب لي العيش فسأعيش رجلا، وإن مت فسأموت رجلا مرفوع الرأس"

منذ اختطافه من قبل ذلك الكومندو، لم يظهر لحدو أقشيش أي أثر، فهناك من يقول بأنه اغتيل منن قبل ميليشيات حزب الاستقلال التي نشرت الموت والرعب والهلع وسط ساكنة الريف، وأنه تعرض لعذاب وحشي رفقة مناضلين آخرين على يد علال الفاسي والطريس والمهدي بنبركة… وحسب رواية للمهدي المومني التجكتاني في كتابه "دار بريشة أو قصة مختطف"، فإن حدو لقي مصرعه في جنان ابريشة المتواجد بتطوان والذي كانت تستعمله ميليشيات حزب الاستقلال للتنكيل بالمناضلين الشرفاء، وقيل أنه دفن في مكان مهجور غير معلوم لحد الآن

ومهما يكن مصير حدو، فإن الحقيقة التي لا ريب فيها هو أنه اختطف من قبل المتآمرين الذين تضايقوا من استمرار المقاومة حتى التحرير الشامل، الذين فضلوا الوصول إلى الكراسي والامتيازات على جثث أخيار هذا الوطن

وتجدر الإشارة إلى أن هيئة الإنصاف والمصالحة تجاهلت في تقريرها الإشارة إلى المختطف حدو أقشيش، ولم تبحث عن حقيقة مصيره ولم تورد إسمه ضمن لائحة المختطفين المجهولي المصير، واكتفت باستدعاء أخيه امحمد المرابط (أقشيش) إلأى إحدى الجلسات التي نظمتها، ليتكلم في دقائق معدودة عن أخيه حدو وعن معاناة العائلة بعد اختطافه خاصة والده الذي تعرض لاعتقال بعد انتفاضة الريف وحوكم بالإعدام، ورغم قرار العفو فإنه ظل في السجن أربع سنوات ليخرج وهو يعاني من العديد من الأمراض
**************
  بورتريه.. حدو أقشيش صوت الثورة الذي خنقه الأراذل..

بورتريه.. حدو أقشيش صوت الثورة الذي خنقه الأراذل..

محمد المساوي
بورتريه زاوية أسبوعية تقترحها هيئة تحرير موقع أنوال بريس على زواره وقراءه، هي زاوية ستخصص لبعض الشخصيات التي كانت لها بصمات واضحة في تاريخ هذا البلد، سواء التاريخ السياسي أو الثقافي أو النضالي أو الرياضي… لن يقتصر الأمر على من رحلوا فقط بل حتى بعض الذين هم ما زالوا بيننا …
ضيوف “بورتريه” ليسوا بالضرورة هم فقط من قدّموا أشياء جميلة للوطن، ومن كان مسير حياتهم إيجابياً، بل سنستضيف حتى أولئك الذين طعنوا ظهر الوطن، ومن طعنوا أيضا ظهر الجماهير التي كانت تنظر إليهم بوصفهم زعماء وقادة… باختصار هي زاوية تعمل على حثّ الذاكرة على الاشتغال حتى لا يتسيّد النسيان وتتيتّم الحقائق.
البورتريه هنا ليس سيرة غيرية وليس تأريخاً لحياة شخصٍ ما بالمعنى الأكاديمي للتأريخ، بل هو مبني على تقنيات كتابة “البورتريه الصحفي” وهو محاولة لرسم ملامح الشخصية /الضيف بناءً على تشكيل صورة كلية استناداً الى مصادر عدّة، كما قد يتدخل أحيانا التخييل لرتق ما انفرط من الحكايات المتباينة حول حياة ضيف زاوية “بورتريه”. عن هيئة التحرير
سنخصص العدد الأول من هذه الزاوية للشهيد المختطف المجهول المصير، حدو أقشيش أحد تلامذة الزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي.

 

الصورة أعلاه صورة نادرة غير معروفة ل “حدو أقشيش”.

صرخة الحياة وسط أصوات بنادق الحرية..
ذات يوم من أيام سنة 1918 سيعرف حدّو الصغير النور في دوار ايت القاضي بتماسينت، فخذة امرابطن، التابعة لقبيلة ايت ورياغل، كانت  حينها منطقة الريف تحت وقع الاستعمار الاسباني، كان الأهالي يقومون بجهود حثيثة للم الشمل بعد مرحلة “الريفوبليك” لإعداد العدّة وتنظيم الصفوف لمواجهة المستعمر، وفي حمأة تصاعد صوت المقاومة بقيادة الزعيم محمد ابن عبد الكريم الخطابي سيطلق حدّو صرخة الحياة بوصفه الابن البكر لوالده لعبد السلام أقشيش ..
بعد سنوات قليلة وعندما كان الزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي يحقق انتصارات ساحقة سيلتحق حدّو ب”لمسيد” (الكتاب) لحفظ القرآن وتعلّم الكتابة والحساب، أظهر الطفل حدّو قدرات جيدة في الحفظ والذكاء، لكن رغم ذلك لم يشفع عند والده لمواصلة دراسته، فبمجرّد ما تمكن من القراءة والكتابة وحفظ ما تيسّر من القرآن سحبه والده من الكتّاب ووفر له قطيعا من الغنم ليرعاه ويساعده في أعمال الفلاحة…
ذات يوم كان أحد الضيوف مدعوا للعشاء مع والد حدّو، وعندما نزل هذا الضيف الذي هو أحد “علماء” المنطقة وقتئذ يدعى ” السي امحند السي حمو”  صادف حدّو قافلا الى المنزل يسوق قطيعاً من الغنم كان يرعاه، نظر فيه الشيخ ملياً وقال له :
–  هل ستبقى طول حياتك ترعى الغنم يا حدو؟
– وماذا سأفعل يا عمي السي امحند ، أجابه حدّو.
– عليك أن تعود لاستئناف دراستك لتضمن مستقبلك يا بني..
– سأفعل يا عمي إن أقنعت والدي بذلك.


جانب من الفضاء الذي احتضن طفولة حدّو أقشيش.
 وفعلا بعد العشاء فاتح السي محند والد حدّو في الموضوع وأقنعه بإرجاع ابنه لاستكمال دراسته، وهو ما قام به الوالد خصوصا أن من طلب منه ذلك شخص يحوز احترام أبناء المنطقة، فالسي امحند لم يكن فقيها فقط بل كان عالماً بمقاييس ذلك الوقت، حيث كان الفقهاء الذي يقومون بمهة التدريس في الكتاب وإمامة الصلاة وأيضاً كان هناك فقهاء لهم اطلاع واسع على علوم الحساب والفلك والفقه والحديث يسمون ب “العلماء”، ويتميزون بشخصية رزينة وحكيمة تجلب لهم الاجماع على احترامهم من طرف الأهالي، وكانوا مرجع الناس حينئذ في الحسم في بعض النزعات والمسائل الفقهية وموضوعات الأحوال الشخصية…
عاد حدّو لاستكمال دراسته وأظهر تفوقاً ملحوظاً في الحفظ والتعلم مقارنة بأقرانه مما مكنه من استكمال دراسته خارج إقليم الحسيمة في تطوان وفاس..
“خبزة حدّو” شاهدة على جذوة النضال المتقدة..
صار حدّو يتقدم في دراسته بخطى حثيثة، حيث جاب المنطقة الجبلية من الحسيمة حتى الشاون يتردّد على مراكز العلم والفقهاء لأخذ علوم اللغة والدين والحساب على يديهم إلى أن توجه إلى تطوان لاستكمال دراسته في أحد المعاهد هناك نزيلا في داخليتها..
حدّو الشاب الفتي الممتلئ حيوية ونشاطاً، يقول عنه مجايلوه أنه كان يتميز بخفة دم وذكاء حاد وجسد رياضي يمنحه قوة الفتوة والاندفاع، يحكي أحد أفراد عائلته أن مرة زارت احدى فرق “أولاد سيدي احمد اوموسى” سوق الاحد بتماسينت لإلقاء احد عروضها التي تتميز بحركات بهلوانية ورياضية من طرف أفراد الفرقة، تحلّق الناس حول المشهد يتفرجون بإعجاب وحدو بين المتفرجين، وفي لحظة اندسّ بين أفراد الفرقة وراح يقلّد حركاتهم بطريقة رياضية متقنة، وأضحى الجمهور كلّه يصفّق لحدّو ويشجعونه بينما أشاحوا بعيونهم عن أفراد الفرقة… بعد نهاية العرض قصد كبير الفرقة والد حدّو وترجاه كي يترك حدّو يعمل معه ويدمجه في فرقته، لكن جواب الوالد كان هو الرفض القاطع وهو الذي يريد لإبنه أن يواصل دراسته ليتخرّج عالما يشار إليه بالبنان..
بمجرّد ما وطئ حدّو المعهد في تطوان بدأ في تنظيم الطلبة والدخول في أشكال احتجاجية لتحقيق مطالب تتعلق بالمنحة وبظروف الدراسة في المعهد والقسم الداخلي، وهو ما عرّضه باستمرار ليكون نزيلا عند السلطات الاسبانية بسبب انشطته النضالية، كما اعتقل مرات عديدة، وكان من المعارك القوية التي خاضها وهو طالب هو أن تزعم احتجاجا طلابيا داخل المعهد للزيادة في الوجبات الغذائية، وبعد معركة طويلة استطاع الاحتجاج الذي تزعّمه حدّو من أن يظفر بمكسب اضافة خبزة الى الوجبات الغذائية، سميت حينئذ ب “خبزة حدّو” نسبة الى الدور الفعال الذي لعبه في تنظيم الاحتجاج…
بعد ذلك سيطرد حدّو من المعهد، سيضطر للذهاب الى فاس لاستكمال دراسته هناك، لكن اسمه سيظل منقوشاً في ذاكرة الطلبة وعلى ألسنتهم لسنوات من بعد، ظلت “خبزة حدّو” شاهدة ودليل على جسارته النضالية حتى بعد سنوات من مغادرته للمعهد ولمدينة تطوان..
تشديد المضايقات على حدّو والهجرة إلى مصر..
بعد التحاقه بفاس لاستكمال دراسته هناك سيتعرض للطرد مرّة أخرى بسبب نشاطه النضالي، مما سيجعله يقفل عائداً إلى تطوان مرّة أخرى للبحث عن امكانية لاستكمال دراسته من جديد، لكن اسمه كان موضوعا على اللائحة السوداء ولم تقبله المعاهد المتواجدة في المدينة آنذاك، فمكث بعض الوقت في تطوان يحرضّ الناس ضدّ الاستعمار الاسباني وينسج علاقات مع ساكنة المدينة، وهو ما أثار حفيظة الاسبان فتم اعتقاله في مسيرة ضدّ الاستعمار الاسباني وتم الحكم عليه بثلاثة أشهر سجناً بتهمة رفع العلم المغربي في مسيرة ضدّ اسبانيا، وبعد الافراج عنه تمّ ابعاده من تطوان و فرضت عليه السلطات الاستعمارية الاقامة الاجبارية في بلدته بتماسينت وتم الزامه بإبلاغ السلطات عن أي تحرك له خارج البلدة..
ظل حدّو في تماسينت يساعد والده في أعمال التجارة التي كانت مزدهرة في هذه البلدة آنذاك، حيث كانت من أهم المراكز التجارية  في الريف وقتئذ، بيد أن هذا الوضع لم يرق حدّو كثيراً، أحس معه بالاختناق، كأنه طائر قُصّت جناحاه، وهو المسكون بحلم استكمال دراسته، وحلم إحياء مقاومة محمد بن عبد الكريم الخطابي للقضاء على الاستعمار الذي طغى وتجبّر على الأهالي…
ظلّ حدّو يفكر في الأمر جليّاً إلى أن اهتدى رفقة أحد أصدقاء الدراسة “السي محمد نعما نرحاج علي” واتفقا على مغادرة البلدة ليلاً والسفر إلى مصر لملاقاة الزعيم محمد بن الكريم الخطابي وللبحث عن فرصة لاستكمال الدراسة، وفي اواخر سنة 1946 جمع حدّو أمتعته القليلة واستعان ببعض التين المجفّف والزبيب ثم اتفق مع صديقه على أن يغادرا البلدة تحت جنح الظلام هروبا من أعين المخبرين وجنود الاستعمار…
تسلّلا الصديقان خارج البلدة وواصل طريقهما إلى مصر مشياً على الأقدام، وفي الغد شاع خبر اختفاء حدّو وصديقه في البلدة، فحتى العائلة لم يخبرها بسفره، فكثرت التكهنات، وشرعت السلطات الاسبانية في استنطاق افراد عائلته وأصدقائه بحثاً عنهما…
الوصول الى مصر واستكمال الدراسة في كنف الزعيم محمد ابن عبد الكريم الخطابي..
بعد شهرين ستحمل الاخبار القادمة من مصر أن حدّو أقشيش متواجد في مصر مع الزعيم محمد ابن عبد الكريم الخطابي، حيث بمجرّد وصول حدّو وصديقه إلى مصر بحثا عن إقامة ابن عبد الكريم، وبعد ان وجدوها استقبلهما بحفاوة بالغة، سألهما عن أحوال الريف ورجاله، ثم سألهما عن قصدهما من القدوم إلى مصر، وبعد أن أوضحا له قصدهما، نصح “ميس نعما نرحاج علي” بأن يعود إلى عائلته وهي في حاجة ماسة إليه، وخاصة أن الزعيم على علمٍ بأن والد “عما نرحاج علي” قد اعتقل في سبتة من طرف سلطات الاستعمار بتهمة ارسال ابنه الى القاهرة للتخابر مع محمد بن عبد الكريم الخطابي، فقام بتأمين رحلة العودة له إلى المغرب عبر باخرة قادمة من مصر، بينما أبقى على حدّو معه، وجعله مثل أبنائه، كواحد من أبناء الدار، يدرس مع أبنائه يأكل معهم وينام معهم.. يقول أحد أبناء الزعيم “السي حدّو هو شقيقنا، وكان والدنا (ابن عبد الكريم) يُجلسه على يمينه في كل اجتماعاته مع الوفود والشخصيات وكل البعثات، وكثيرا ما كان يضع يده على رأس حدّو ملامسا شعره وهو يردد: (أمي ابو ثقيوحث إينو)”..
وبعد مكوثه لسنتين في منزل الزعيم بالقاهرة ومتابعة دراسته في جامع الأزهر، في أكتوبر سنة 1948 سيقترح عليه الزعيم ارساله إلى العراق ضمن وفد لتلقي التدريبات والتكوين العسكري في الكلية العسكرية ببغداد لتشكيل الخلايا الأساس لتكوين جيش التحرير لمواصلة حرب تحرير اقطار شمال افريقيا..
بعد ثلاث سنوات سيتخرج حدّو من الكلية العسكرية ببغداد برتبة ملازم ثاني، وستكون أولى المهام الميدانية التي كلفه بها الزعيم هي الاشراف على تموين وتدريب المقاتلين الجزائرين والليبين، حيث تذكر المصادر أن حدو رفقة بعض تلامذة محمد ابن عبد الكريم الخطابي أشرفوا على تدريب أزيد من 30 ألف مقاوم جزائري بداية الخمسينيات، كما تشير مصادر أخرى إلى التأكيد على أن حدّو أقشيش هو من أطلق رصاصة انطلاق المقاومة الجزائرية من جبال الأوراس…


احدى الصور المعروفة لحدّو أقشيش وهو بزيه العسكري.
العودة إلى المغرب والسقوط في أيدي الأراذل ..
بعد أداء مهمته في الجزائر وليبيا سينتقل حدّو إلى تنفيذ مهمات أخرى حيث تم تكليفه للرجوع إلى المغرب والتنسيق مع المقاومين لتشيكيل خلايا جيش التحرير، فكان أن قصد مباشرة بعد عودته مدينة تطوان لربط الاتصال ببعض الشخصيات والتنسيق معها، لكن السلطات الاستعمارية الاسبانية ستلقي عليه القبض بتهمة التحضير لعمليات تخريبية، وستحكم عليه بثلاثة أشهر سجن قضاها في أحد السجون الاسبانية بمدينة سبتة، وبعد الافراج عنه قصد مدينة الحسيمة وبلدته تماسينت، حيث بدأ مهمة أخرى بأن شرع يطوف على الاسواق والمداشر لتعبئة الناس وعقد تجمعات جماهيرية يشرح فيها للناس “أن لا حياة للريف بدون محمد بن عبد الكريم الخطابي”، أن الاستقلال الذي حصلنا عليه بموجب اتفاق “اكس ليبان” هو ليس استقلالاً ناجزاً بل هو استقلال شكلي فقط، “الاستقلال الحقيقي لا  يأتي إلا عبر فوهة البندقية” كما كان يحلو له أن يردّد في جل تجمعاته الجماهيرية، يحكي مجايلوه أن حوالي شهر ماي 1956 عقد تجمعاً خطابيا حاشدا في بلدة تماسينت، تحدّث فيه عن الزعيم محمد ابن عبد الكريم الخطابي وتحدث عن طبيعة الاستقلال الذي حصل عليه المغرب، وحذّر الجماهير من أن يظنوا أن المغرب قد حصل على الاستقلال فعلاً، اذ خاطبهم قائلا” اياكم أن تعتقدوا أننا قد حصلنا على الاستقلال، انه مجرّد أكذوبة، الاستقلال الحقيقي لا يمكن الحصول عليه إلاّ بهذا (وراح يرسم بيده طريقة الضغط على الزناد موحيا للجماهير أن الاستقلال يأتي عبر فوهة البندقية)…
انتهى التجمع الجماهيري والناس لا تتحدث إلا عما قاله السي حدّو، وأضحى كلامه يسري على كل لسان، وأصبح كل حديث يختتم بعبارة : “أَمُوخْ إنًّا السّي حدّو أُودِينْ بُولِسْتِقْلاَل مَرَا أُويَدْجِّي أُوقَاطَاس” أي ” كما قال السي حدّو لا استقلال بدون البندقية”..


أطلال منزل حدو أقشيش من حيث اختطف سنة 1956
بعده بأيام قليلة أواسط شهر ماي، كان الوقت وقت حصاد في الريف، في يوم سبت من اواخر شهر ماي سيهاجم كومندو مسلح منزل حدّو أقشيش في فترة ما بين المغرب والعشاء، كان حينها حدّو متواجد في المنزل، إذْ بدقات عنيفة تقرع الباب، خرج أخوه الصغير مسعود لتفقد الأمر فوجد جنوداً مدججين بالأسلحة يسألون عن حدّو، حينها استشعر حدو مصيره وحدس ما ينتظره، كان محصنا بمسدس وكان على أهبة استعماله اذا خاطب والده قبل اقتحام المنزل قائلاً:” دعني يا أبي سأقوم بمهمتي لا يمكن أن استسلم لهم هكذا، أنا أعرف أنهم يريدون تصفيتي لكن لن يتأتى لهم ذلك بسهولة حتى أصفي منهم من أستطيع تصفيته” غير أن والده ترجاه وقال له ستعرّض الاسرة والمنزل كلّه للتشرد والضياع والانتقام الأهوج… وفي نفسي حدّو كانت تتماوج مشاعر الابوة الطافحة ومشاعر رجل السلاح والمقاومة.. واستسلم اخيرا لقدره، نظر في والدته خاطبها قائلا:” لقد وقعنا في أيدي الأراذل يا أمي، لكن إن متُ سأموت رجلا شجاعاً وإن حييت فسأحي كذلك.” تلك كانت اخر الكلمات قبل أن يقتحم الكوموندو المنزل ويلقي عليه القبض، ثم كبلوا يديه ووضعوا كيساً على رأسه ومضوا به في الطريق يحرسونه ببنادقهم… وتلك كانت نظرة الوداع الاخيرة التي تركت ما حدث بعده مرهون للتخمين والتلاعب بالحقائق، فلم تعثر أسرته ولا حتى هيئة الانصاف والمصالحة عن الخطى التي سلكها حدو بعد ذلك، أين ذهبوا به؟ أين سجن؟ أين قتل؟ ولماذا…
هي أسئلة رافقت سيرة حدو من حينها إلى اليوم، ربما هو الحالة الفريدة من المختطفين ومجهولي المصير التي لم ترد ولو معلومة بسيطة بشأنه، فقط ثمة شهادات تحدثت عن وجوده لفترة في معتقل دار بريشة بتطوان، لكن ليست هناك معطيات دقيقة عن مصيره، فحتى تقرير هيئة الانصاف والمصالحة الذي قيل أنه يغطي من سنة 1956 وهي سنة اختطاف حدو إلاّ أنها لم ترد فيه أية اشارة لحالة حدّو أقشيش…
مضى حدّو إلى حتفه منتصب القامة، شامخاً حاملاً معه سرّه، فيما تعرّضت عائلته من بعد لشتى أنواع الارهاب النفسي والمساومات، حتى أنه والده الذي كان شيخاً يفوق سنه الستين تعرّض للاعتقال ابان انتفاضة 1958/1959 وتم الحكم عليه بالاعدام، إلى أن صدر في حقه العفو بعد أربع سنوات من اعتقاله وتم توقيف تنفيذ الحكم.
تلك هي بعض من سيرة حدّ أقشيش أحد زنابق الثورة التي تفتحت بين حقول الريف وأينعت في حضن الزعيم محمد بن عبد الكريم في مصر وشاء لها أن تُقْطف على أيدي الأراذل، لكن لمكر التاريخ فحدّو ما زال يتردّد على كلّ الألسنة لم يطويه النسيان كما أراد له جلادوه.
تنويــــــــــــه:
تم انجاز هذا البورتريه بناءً على :
– مقال لمحمد الزياني منشور بجريدة بادس التي كانت تصدر من الحسيمة.
– ورقة تعريفية ب “حدو أقشيش” من انجاز لجنة محمد ابن عبد الكريم الخطابي للتنسيق بين الجمعيات أعدته سنة 2003 بمناسبة احياء الذكرى 44 لانتفاضة الريف.
– شهادات شفوية لبعض الأشخاص الذين ما زالو على قيد الحياة و عايشوا المرحلة التي كان ينشط فيها حدو أقشيش.
الصور: مأخوذة من المجموعة الفايسبوكية ” كل الحقيقة حول ملف الشهيد حدو أقشيش” التي تم انشاؤها من طرف بعض النشطاء سنة 2010 وقد مدّت احدى قريبات الشهيد المجموعة ببعض الصور، منها هاته التي نشرها مرفقة بهذا البورتريه.

الجمعة، 4 أغسطس 2017

la chambre noire

خديجة المنبهي أخت الشهيدة سعيدة في دكرى استشهادها.طنجة

ذكرى استشهاد سعيدة المنبهي النهج الديمقراطي طنجة كلمة الحاضرين في حق الش...

ذكرى استشهاد سعيدة المنبهي النهج الديمقراطي طنجة كلمةاللجنة المحلية زهر...

ذكرى استشهاد سعيدة المنبهي النهج الديمقراطي طنجة الشعارات2/ 19-12-2015

أخت المناضلة سعيدة المنبهي تتهم مخرج "نصف السماء" بتزييف حقيقة موت أختها

ذكرى استشهاد سعيدة المنبهي النهج الديمقراطي طنجة كلمة أخت الشهيدة الاستا...

ذكرى استشهاد سعيدة المنبهي النهج الديمقراطي طنجة كلمة الحاضرين في حق الش...

ذكرى استشهاد سعيدة المنبهي النهج الديمقراطي طنجة كلمة للحاضرات في حق الش...

عائشة الشنا تحكي عن الشهيدة سعيدة المنبهي

معركة الشهيدين بلهواري والدريدي


معركة الشهيدين بلهواري والدريدي



    أ - الطور الأول من المعركة:
         بعد صدور الأحكام في حق المجموعة لم يبق أي عذر للتعايش مع الشروط المذلة التي سبقت الإشارة إليها. وتبعا لذلك نظمنا نقاشات متواصلة لبلورة الصيغة النضالية المناسبة لتحسين وضعيتنا داخل السجن ولإثارة واقع السجون بالبلاد الذي لا يختلف في جوهره وحتى الآن عن واقع الجماهير الشعبية المضطهدة. وأمام تباعد الرؤى السياسية واختلاف التقديرات والتقييمات للظرف السياسي الذي كانت تمر منه البلاد قرر عشرة معتقلين خوض إضراب لا محدود عن الطعام من أجل تحقيق ملف مطلبي شامل. والمعتقلون السياسيون المعنيون هم:
الشهيد مصطفى بلهواري
الشهيد بوبكر الدريدي
نور الدين جوهاري
كمال سقيتي
أحمد البوزياني
الحسين باري
حسن أحراث
الطاهر الدريدي
الحبيب لقدور
عبد الرحيم سايف.
         وفعلا، انطلقت معركة الشهيدين يوم الأربعاء 04 يوليوز 1984. وكان من الطبيعي ومن المنتظر أن يواجه الإضراب بالتجاهل والاستخفاف. ولم تتحمل إدارة السجن بمراكش حتى "عناء" أخذ الرسالة التي تضمنت قرار الإضراب ومطالب المضربين التي تجلى أهمها فيما يلي:
- الزيارة المباشرة لكافة أفراد العائلة وكذلك الأصدقاء.
- وسائل الإعلام والتثقيف: الجرائد، المجلات، الكتب، الراديو، التلفزيون.
- اجتياز الامتحانات (منع المعتقلون السياسيون في صيف 1984 من اجتياز امتحاناتهم على الصعيد الوطني).
- الإقامة في جناح ملائم وفي ظل شروط مقبولة: التغذية، الفسحة، النظافة، التطبيب...
         وتجدر الإشارة الى أنه وبعد حوالي أسبوع من انطلاق المعركة أعلن بعض المعتقلين من مجموعة مراكش عن خوض إضراب آخر عن الطعام وقدموا رسالتهم الى إدارة السجن لتلقى نفس مصير رسالة رفاق الشهيدين الدريدي وبلهواري.
         إلا أنه وبدل الاستجابة لمطالب المضربين تم انتظار فجر يوم الجمعة 20 يوليوز 1984 لتشتيت المجموعة بكاملها سواء المضربين أو غير المضربين على سجون مراكش والصويرة وآسفي. وكانت عملية التشتيت كالآتي:
- تنقيل المعتقلين المحكومين بسبع سنوات الى 15 سنة، الى السجن المدني بآسفي (22 معتقلا)
-  تنقيل المعتقلين المحكومين بثلاث سنوات الى خمس سنوات، الى السجن المدني الصويرة ( 16 معتقلا).
- إبقاء المعتقلين المحكومين بسنة واحدة بالسجن المدني بمراكش (خمس معتقلين).
         كان الاستقبال حارا بسجني الصويرة وآسفي. فقبل حتى أن تطأ أقدامنا أرضيتي السجنين المذكورين، انهالت علينا التهديدات والسب والشتم بغية تكسير حماسنا منذ الوهلة الأولى. فلم يطيقوا شعاراتنا ولا تحدينا الجريء للموت البطيء. لقد اختلفت أساليب التعذيب من مراكش الى آسفي ومن هذين الأخيرين الى الصويرة في الشكل فقط وبقيت واحدة في المضمون. ففي الصويرة تم تعذيب المعتقلين المضربين وتشويه حالتهم عن طريق الحلق العشوائي للشارب وشعر الرأس. وتم الزج بهم على هذه الحال في عنابر معتقلي الحق العام. أما بآسفي وبعد اصطدام عنيف مع الحراس وأمام بنادق رجال الدرك زج بالمضربين فرادى بالكاشوات بعد إشباعهم جلدا وتجريحا.
         ورغم كل هذا استمر الإضراب بآسفي كما بالصويرة ومراكش وتوحدت الخطوتان/الإضرابان رغم بعض التحفظات وبعض التجاوزات. وبدورها واجهت عائلاتنا بإصرار ناذر مشاق السفر لاقتفاء أثرنا من سجن لآخر وتصدت بشجاعة للمضايقات وقاومت الإشاعات المرعبة التي سعت بخبث الى الأخذ من صمودها والى زرع البلبلة في صفوفها. وواجهنا نحن الجوع والعطش والتعتيم وأصناف متعددة من الآلام والإجرام في عزلة تامة. ولم يتم تنقيلنا الى المستشفيات إلا بعد تدهور الحالة الصحية لكل المضربين حيث انطلق فصل جديد من الاحتراق تميز هو الآخر بالإهمال والتيئيس وافتعال كل ما يمكن أن يؤثر على صمودنا ومعنوياتنا. فمن التقييد بالأصفاد مع الأسرة وإغلاق النوافذ والحرمان من وسائل النظافة الى إجبارنا على القيء فوق الأرض والأسرة عندما عجزنا تماما عن الحركة. وكانت النتيجة المأساوية هي استشهاد المناضل بوبكر الدريدي بالصويرة في 27 غشت 1984 والمناضل مصطفى بلهواري في 28 غشت 1984 وهما في أسبوعهما الثامن من الإضراب عن الطعام، ثم سقوط عدد كبير من المضربين في غيبوبة عميقة. وبما أن الظرف السياسي كان استثنائيا حيث الحملة الانتخابية في أوجها (الانتخابات التشريعية لشتنبر 1984) تم العمل على تكسير الإضراب بأي شكل من الأشكال، خاصة بعد توسع التغطية الإعلامية للمعركة بالخارج وصدى الاستشهادات (استشهاد عبد الحكيم المسكيني في يوليوز 1984 بالسجن المدني ببني ملال وكذلك استشهاد الرفيقين بلهواري والدريدي) وعلى محاصرة كل ما من شأنه التشويش على طقوس الانتخابات. بعد ذلك تم تنقيل الحالات الخطيرة في صفوف المضربين من الصويرة وآسفي الى مستشفى بن زهر بمراكش مع استقدام أطباء ذوي كفاءات عالية من الدار البيضاء والرباط للإشراف على الوضعية الخطيرة التي بات يتردى فيها المضربون.
         أخيرا توقف الإضراب بعد 62 يوما من انطلاقه، وذلك بكل من مراكش وآسفي والصويرة بعد الوعود بتلبية مطالبنا والتي تلقيناها عن طريق الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في شخص رئيسها آنذاك. وبعد ما لم يعد في وسعنا بالنظر للتمزيق الذي استهدفنا والوضع الصحي الذي أصبحنا عليه التحكم في مسار المعركة.
         وبعد قضاء مدة طويلة بمستشفيات مراكش والصويرة وآسفي تخللها أكثر من إضراب إنذاري، من جهة لمعرفة مصير مطالبنا ومن جهة أخرى لانتزاع بعض المكاسب داخل المستشفى كالراديو الذي لم يتمتع به المضربون بآسفي قط بالإضافة الى الجرائد والكتب والمجلات، تم تنقيلنا الى سجون آسفي والصويرة ومراكش ما عدا بعض المعتقلين الذين كان وضعهم الصحي يستدعي البقاء بالمستشفى. أما مطالبنا فلم تلب بسجني آسفي ومراكش، وأكثر من ذلك أصبحنا أمام مطلب جديد انضاف الى مطالبنا الأخرى وهو مطلب الجمع بسجن واحد.

جريدة أنوال، 04 يوليوز 1985
رسالة تعزية:
وجهت منظمة الى الأمام المغربية رسالة تعزية الى عائلات ورفاق شهداء معركة الإضراب عن الطعام بسجون مراكش وآسفي والصويرة، هذا نصها:
الى كل زهرة نمت في أحضان الجماهير الكادحة، فداستها أقدام الهمجية...
الى كل شمعة اشتعلت فاحترقت لتضيء هذا الوطن...
الى كل الذين سقطوا في ريعان شبابهم في ميدان الشرف خدمة لقضية شعبهم...
الى كل هؤلاء الذين تحدوا القمع والحصار متشبثين بالطريق النضالي حتى الشهادة... والى كل مناضلي الشعب المخلصين وكل العائلات والأمهات نتقدم بالتحية والتعظيم.
إن عزاءنا وعزاءكم الوحيد، الذي يجعلنا نبتسم والدمع في الأجفان، هو هذا العهد الذي جمعنا وجمع كل أحرار المغرب مع شعبهم... عهد النضال ومواصلة طريق الشهداء ضد العدو الحقود المسؤول على مآسي الشعب المغربي بأجمعه وعلى فاجعته في فقدان أبناء له، من أوفى الأبناء.
فتحية لأبناء الزحف المقدس صناع الغد الجديد.
 والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار من الزرقطوني الى الدريدي...
وسيعلم طغاة اليوم أي منقلب سينقلبون...
ب - الطور الثاني من المعركة:

جريدة أنوال، 23 ماي 85

استمرت النقاشات التي كانت قد استؤنفت في صفوف المجموعة المضربة الموزعة على مستشفيات مراكش والصويرة وآسفي رغم صعوبة التواصل ورغم الشروط الصحية المتدهورة لجل أفرادها حتى بعد التنقيل الى السجون. ومن جديد برزت الخلافات حول ما يمكن أن نقدم عليه في ظل المعطيات الجديدة. مما أدى في آخر المطاف أي بعد ما وصل النقاش الى الباب المسدود الى مواصلة المعركة فقط من قبل المجموعة الأولى التي أضربت عن الطعام في 04 يوليوز 1984 واستشهد في صفوفها الشهيدان بلهواري والدريدي (رفاق الشهيدين) بالإضافة الى معتقل آخر التحق بالإضراب الأول في السجن المدني بالصويرة. علما أننا لم نسمح للمناضلين الحبيب لقدور وعبد الرحيم سايف بالدخول في الإضراب الثاني رغم إصرارهما على ذلك، نظرا لوضعهما الصحي المتردي والذي ما فتئ يزداد سوء نتيجة عزلتهما القاهرة المستمرة الى الآن، وهي نفس وضعية المعتقلين السياسيين السابقين عبد الكريم بيقاري وخالد نارداح. مما يستدعي وفي أسرع وقت الالتفات إليهم قبل فوات الأوان.
         خاض رفاق الشهيدين الموزعون على سجني آسفي والصويرة ومستشفى ابن زهر بمراكش إضرابات إنذارية عديدة كان أطولها الإضراب الذي دام من 25 أبريل الى 19 ماي 1985 (25 يوما) والذي تم توقيفه عشية حلول شهر رمضان كفرصة للمسؤولين لمراجعة وعودهم الكاذبة التي على إثرها أوقفنا الإضراب اللامحدود عن الطعام الأول. لكن، لا حياة لمن تنادي، حيث تم تنقيل ستة مضربين بعدما تم تجميع الكل بمستشفى ابن زهر بمراكش الى مستشفى الصوفي بالدار البيضاء لمدة أسبوع وليتم بعد ذلك إرجاعهم الى السجن المدني بمراكش في ظل نفس الوضعية غير المقبولة.

وأمام التعنت واللامبالاة اللذين قوبلت بهما الإضرابات الإنذارية بغية فرض الأمر الواقع، واقع الذل والمهانة خاض رفاق الشهيدين في 23 يونيو 1985 إضرابا لامحدودا عن الطعام باعتبار هذا الأخير سلاحا فعالا لإسماع صوت المعتقل وصيانة كرامته، مصرين على اختراق الصمت والحصار ورفض الذوبان كما حصل لبعض التجارب السابقة رغم التضحيات البطولية التي تم تقديمها (مجموعة تزنيت كمثال صارخ). وكالعادة ألقي بالمضربين داخل الكاشوات التي تحولت الى أفران حارقة بفعل حرارة صيف مراكش، بدون ماء ولا سكر لمدة أربعة أيام. وبعد ما يزيد عن 20 يوما داخل الكاشو نقلنا الى ما يسمى بالمصحة داخل السجن ومكثنا هناك في شروط كارثية الى غاية 03 غشت 1985، وهو تاريخ تنقيل جوهاري والدريدي وسقيتي الى مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء (موريزكو) وبالضبط الى قسم الإنعاش الجراحي (الجناح رقم 17). وفي 05 غشت 1985 ألحق باري والبوزياني وأحراث بنفس الجناح. وقد تمت محاولات عديدة بمراكش كما بالدار البيضاء عبارة عن إغراءات ومساومات كان الهدف منها هو كسر وحدة المجموعة المضربة وبالتالي ضرب المعركة خاصة إبان انعقاد القمة العربية بالدار البيضاء في غشت 1985 ومجيء البابا الى المغرب. لكنها محاولات باءت كلها بالفشل، وهو نفس ما حصل مع العائلات للتأثير على المضربين وحملهم على توقيف الإضراب.

         وأمام عدم ثقة المضربين بالوعود وبالمقابل تشبثهم الواعي والمسؤول بشروط توقيف الإضراب المتمثلة باختصار في فتح حوار مسؤول وجاد يتم في إطاره تحقيق كافة المطالب، وأمام عدم رضوخهم لأساليب الترهيب والترغيب اقتناعا منهم بخطورة ما سيشكله أي تراجع في رهان قوة أول من نوعه ببلادنا ليس فقط على المجموعة المضربة بل على كافة المعتقلين السياسيين تم اللجوء بشكل سافر وفظ مستغلين في هذه العملية القذرة عدد المضربين (06 فقط بعد توقيف الإضراب من طرف المضرب الملتحق من الصويرة) الى تخديرهم بواسطة خليط من المواد المخدرة نذكر من بينها: 
PHENERGAN, DOLOSAL,VALIUM, LARGACTIL…
و الى تقييدهم مع الأسرة (تقييد اليدين والرجلين) ثم تأكيلهم بالقوة بواسطة المسبار وآلات التأكيل الاصطناعي والتي تستعمل في الحالات العادية لتغذية المرضى في غيبوبة طويلة. وكان كل ذلك يمر تحت أنظار وبمساهمة عدد كبير من الأطباء ضدا على الضمير المهني وضدا على الأخلاق وضدا على المواثيق الدولية لحقوق الإنسان وخاصة ما تعلق بدور الطبيب أو طاقم التمريض في المشاركة في مثل العمل الإجرامي الذي تعرضنا له.
         استمرت هذه الوضعية الجهنمية مع بعض التغيرات الطفيفة التي كانت تصب كلها في اتجاه تركيع المضربين وتدميرهم واستمرت معها عذابات العائلات ومعاناتهم (التهديد بالاعتقال، الاعتقال فعليا، المضايقات...) وأدت ثمن تشبثها بأبنائها ومؤازرتهم من راحتها ومن وقتها ومن صحتها. ولا يفوتنا هنا أن نقف إجلالا و إكبارا لروح إحدى أمهاتنا الصامدات التي لم تكن تعرف للنوم أو للراحة طريقا أو طعما منذ اعتقال أول ابن لها والتي تجرعت مرارة استشهاد الثاني (بوبكر الدريدي). فقد قادت الى جانب أمهاتنا وأمهات كل المعتقلين السياسيين المعارك تلو الأخرى من أجلنا ومن أجل كل المغيبين قسرا الى أن ماتت واقفة بعد نزيف دموي في الدماغ في 17 مارس 1990.
         أما المسؤولون وأمام حدة التغطية الإعلامية للمعركة ودخول معتقلين سياسيين بكل من السجن المركزي بالقنيطرة (السرفاتي وبعض رفاقه) وسجن لعلو (بنعمرو وبعض رفاقه) في إضرابات عن الطعام لمؤازرتنا بالإضافة الى حملات التضامن الواسعة معنا من مختلف السجون المغربية أصدرت وزارة الداخلية في أكتوبر 1985 بلاغا أذيع على أمواج الإذاعة والتلفزيون يطمئن الرأي العام على وضعنا الصحي وتضمن مغالطات فجة قامت عائلاتنا بالرد عليها في حينها.
         إلا أن كل المحاولات التي دفعت نحو إيجاد حل مقبول لوضعيتنا أقبرت سواء محاولات من داخل البلاد أو من خارجها (منظمة العفو الدولية بالخصوص). واستمرت وضعية المضربين لما يفوق ست سنوات (من 23 يونيو 1985 الى 16 غشت 1991) مقيدين الى الأسرة بالأصفاد بدون زيارة وبدون كتب وبدون مجلات وبدون جرائد وبدون حتى الأقلام أو الأوراق وبدون وسائل النظافة، ما عدا عمليات موسمية كانت تمر تحت إشراف البوليس السري وتتكاثف أثناءها جهود عناصر الحراسة لنتف شعر المضربين وقلع أظافرهم ولصب بعض القطرات من الماء البارد في أغلب الأحيان على أجسادهم تحت يافطة النظافة.
         وفي يناير 1988 وبعد استكمال المضرب أحمد البوزياني المدة المحكوم عليه بها غادر المستشفى وهو في حالة إضراب عن الطعام وفي وضعية صحية يرثى لها. ونفس الشيء حصل بالنسبة للمضربين كمال سقيتي في يناير 1989 والحسين باري في أبريل 1989. وبقي المضربون الثلاثة الآخرون (أحراث والدريدي وجوهاري) يصارعون الموت والحصار والصمت الى أن قام المضرب الطاهر الدريدي بعملية فرار في شهر يوليوز 1989 واعتقل في نفس اليوم وأوقف الإضراب عن الطعام منذ ذلك الحين لينقل بعد مدة الى السجن المركزي بالقنيطرة.
         وبعد استشهاد المناضل عبد الحق شباضة في 19 غشت 1989 في الإضراب اللامحدود عن الطعام الذي خاضه بعض المعتقلين السياسيين بسجن لعلو بالرباط اشتدت مرة أخرى الحملة الإعلامية حول الإضرابين وحول واقع السجون بالمغرب. مما دفع بالوزارة الأولى الى إصدار بلاغ حول أوضاع المضربين بكل من الدار البيضاء (أحراث وجوهاري) والرباط (حسن العلمي البوطي وعبد الإله بن عبد السلام وعبد الفتاح بوقرو) أذيع بدوره على أمواج الإذاعة و التلفزيون.
         ورغم ذلك استمرت حملات التضامن بالداخل من طرف الهيئات الحقوقية بالخصوص وبالخارج من طرف منظمة العفو الدولية على رأس منظمات إنسانية وحقوقية أخرى. وسدت جميع الأبواب وأغلقت الآذان في وجه كل النداءات التي دعت الى تسوية وضعية المضربين. وهو المآل الذي لقيته توصية البرلمان الأوربي بهذا الشأن في 14 دجنبر 1989.
         وفي سنة 1990 اتخذت إجراءات عديدة على المستوى الرسمي لقيام منظمة العفو الدولية بزيارة المضربين أحراث وجوهاري. إلا أن المحاولة باءت بالفشل لما تشبث المضربان بإجراء حوار تحضره الهيئات الحقوقية المغربية.
         واستمرت المعركة حتى 16 غشت 1991 عندما أفرج عن أحراث وجوهاري إثر عفو ملكي صدر في 14 غشت 1991 وشمل في المجموع 40 معتقلا سياسيا من مختلف سجون البلاد، ومن بينها السجن المركزي بالقنيطرة.

اللائحة الكاملة لمجموعة مراكش 1984
مدة الحكم
المدينة أو المنطقة التي انحدر منها
الاسم  الكامل للمعتقل
خمسة عشر سنة
مراكش
حسن أحراث
01
خمسة عشر سنة
مراكش
محمد عباد (توفي)
02
خمسة عشر سنة 
سيدي رحال، قرب مراكش
عبد المجيد موفتاح
03
خمسة عشر سنة 
مراكش
محمد اليونسي
04
اثنا عشر سنة
هوارة، قرب أولاد تايمة
الحبيب القدور
05
اثنا عشر سنة
مراكش
عثمان حاجي
06
اثنا عشر سنة
بني ملال
سعيد كنيش
07
عشر سنوات
مراكش
مصطفى الحاميدي
08
عشر سنوات
مراكش
الشهيد مصطفى بلهواري
09
عشر سنوات
مراكش
الطاهر الدريدي
10
عشر سنوات
وادي زم
عبد الرحيم سايف
11
عشر سنوات
مراكش
عبد العزيز معيفي
12
عشر سنوات
مراكش
عبد الرزاق نكيير
13
عشر سنوات
مراكش
عبد الصمد الطعارجي
14
عشر سنوات
مراكش
عبد اللطيف العطروز
15
عشر سنوات
قلعة مكونة
الحسين العلواني
16
ثماني سنوات
وادي زم
نور الدين جوهاري
17
ثماني سنوات
مراكش
خالد نارداح
18
ثماني سنوات
مراكش
جمال بنيوب
19
ثماني سنوات
آسفي
عبد الله العمراني
20
ثماني سنوات
مراكش
عبد الكريم بيقاري
21
سبع سنوات
جمعة سحيم
محمد فخر الدين غاندي
22
ست سنوات
مراكش
محمد خشال
23
خمس سنوات
زاوية أيت اسحاق، قرب خنيفرة
الحسين باري
24
خمس سنوات
مراكش
الشهيد بوبكر الدريدي
25
خمس سنوات
القباب، قرب خنيفرة
عبد الرحمان عشاق
26
خمس سنوات
مراكش
عبد الإله المهمة
27
خمس سنوات
مراكش
كمال سقيتي
28
خمس سنوات
قلعة السراغنة
عبد الصمد سراج سني
29
خمس سنوات
قلعة السراغنة
عبد الرحيم علول (توفي)
30
أربع سنوات
مراكش
رشيد الإدريسي
31
أربع سنوات
مراكش
أحمد البوزياني
32
أربع سنوات
مراكش
يوسف بدوي
33
أربع سنوات
مراكش
احمد الكبناني
34
ثلاث سنوات
مراكش
عبد الله المخالفي
35
ثلاث سنوات
مراكش
محمد المصريوي
36
ثلاث سنوات
مراكش
أحمد المحضر
37
ثلاث سنوات
مراكش
محمد بلبرك
38
ثلاث سنوات
مراكش
رشيد مندبيس
39
سنة واحدة
فم الحصن
محمد السد
40
سنة واحدة
مراكش
إبراهيم الأنصاري
41
سنة واحدة
مراكش
عبد الرحمان الكرنصي
42
سنة واحدة
مراكش
صلاح أبو حمزة
43
سنة واحدة
زاوية الشيخ
عمر الصالحي
44