المتابعون

الأحد، 18 ديسمبر 2016

سعيدة المنبهي تظهر بالبيضاء

سعيدة المنبهي تظهر بالبيضاء

....................
مثل عروس في حلتها البيضاء
تعكس ظفيرتها للوراء كطفلة تهربت من مجاملات الغد
وهمسات الغرباء
كانت الحناجر تصدح بمرارة الغضب
وانفعالات اللحظة
كانت سعيدة تبتسم كلما ارتفعت في الغيوم صرخة ثائر
تمشت بين الصفوف تحمل وردة
لم تذبل الوردة من تاريخ معانقة اليد لتراب الوطن
مدت يدها بالوردة واعتلت صهوة الدمع والعرق وانات الشهداء
مدت يدها وهي تصعد منصة تاريخ يكتبه الرفاق/ الرفيقات حرفا حرفا
سطرا سطرا
القت قصيدتها الوحيدة بالشهادة
وقد ساد الصمت ووجم الكل
كيف لا وسعيدة تقرا التاريخ وترسم الغد
كيف لا
والشهداء كواكب وشموس في عرس لاينتهي بالبيضاء
اسرع مخبرمن ركام عظام واشلاءتنبعث اصواته المتبعثرة
-سيدي ..سيدي سعيدة ظهرت بالبيضاء
من حانة ماخور كان الضابط يرشف كؤوس اللذة المسروقة من اموال الشعب
-ماذا تقول ايها الاحمق...هل انت في خمارة مثلي ام اسكرتك نغمة الماضي البعيد
-لاسيدي هاهي ترتدي ثوب العرس وهاهي تنزل برفاقها اللامنتهين لتحتل الشوارع وترفع راية الحياة
انبعث الرسائل االبريدية والمكالمات المضطربة
-سيدي ...سيدي سعيدة ظهرت بالبيضاء
-نعم سيدي سعيدة ظهرت بالبيضاء
امتلات الشوارع وحوصرت كل الازقة والمنافذ
كل الجنود انتشروا وتقدم الضابط يترنح من سكرته التي ذهبت بها كلمات المخبر ان سعيدة قد ظهرت بالبيضاء
كانت الشرائط يتلاعب بها الهواء وهو يصرخ
-كل الشوارع محاصرة...سلمي نفسك سعيدة اواتخذ التدابير المخولة لي بحكم القانون
ابتسم الرفاق والرفيقات والضابط مازال يحاول جاهدا اختراق الصفوف يترنح في سكرته باحثا عن سعيدة
لم يكن وحده الباحث عن سعيدة
انتشر المخبرون في كل مكان يحملقون يبحثون يسالون يتهامسون
-حقا ظهرت سعيدة...حقا ظهرت سعيدة
ابتسم الرفاق والرفيقات وارتفعت الحناجر تصدح
-هذا هو العرس الذي لاينتهي ...هذا هو العرس البيضاوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق