المتابعون

الثلاثاء، 19 أبريل 2016

عبد الله أيت سي:امي فتيحة مولات البغرير أيتها الشهيدة فينا

عبد الله أيت سي:امي فتيحة مولات البغرير أيتها الشهيدة فينا

13020533_10207778877461420_685980706_n
قولي لهم يا بهية أن امرأة عجوز تبيع الرغيف على رصيف الطريق من عرق جبينها لإطعام نفسها و فلذة كبدها ،قد سرقوا رغيفها وضربوها وسحلوها وقاموا برميها خارجا ساخرين منها لماذا تبعين الرغيف يا عجوز نحن بلاد الثروة التي هربناها إلى باناما لأن شعب لا يسأل عنها ،فاحرقت نفسها ونام الشعب كله بدون ردة فعل ،وغدا سيستيقظ ويلبس الجلباب الأبيض والطربوش الأحمر قاصدا المسجد لأداء صلاة الجمعة ،وسيخطب فيهم الفقيه أن حرق الذات والإضراب عن الطعام والتظاهر هي فتن لعن الله من ايقظها ،وسيطلب منهم السمع والطاعة وأن يرضى بالقدر . يا بهية هذا الشعب مات من زمان. يا فتيحة أيتها المرأة الحرة الشهيدة فينا ،لروحك الطاهرة السلام والرحمة ،لقد أسقطت عورة هذا العفن الذي مازال يعتقد البعض أنه حياة ،لقد رحلتي لأنك رفضتي الذل والحكرة والرشوة رحلت وفضحت كل هذه الدولة الطبقية البوليسية المخزنية ،وهذه البرجوازية المتعفنة في الفكر والنضال على السواء ،فضحت تلك الجمعيات الوهمية التي تقتات من مائدة الدفاع عن المرأة، لقد فضحت المثقف الانتهازي وأحزاب ونقابات الكرتون ،فضحت هذا الذين يسمونه شعبا وهو ليس سوى غوغائية تتصاعد أسهمها كل يوم في سوق الانتهازية، يا مي فتيحة لا تحزني وأنت الشهيدة فقد خان هؤلاء من قبل وطنا بأسره وداسوا على أرواح الشهداء وتنكروا لهم ،هؤلاء أصبحوا يصنعون نجومهم الكارطونية ،سيقتلك على كرة منفوخة بالهواء وسيدعم الجلاد في تنفيذ مجازره في حقنا ،يا فتيحة لقد سبقك شهداء آخرون كانوا مثلك ورفضوا الذل والحكرة وتشبتوا بالكرامة والعزة لم يرضوا أن يكونوا عبيدا . يا وطن أحرق فيه البائع المتجول والتلميذ وبائعة الرغيف والباحث عن شهادة سكنى في وطن سكنه الأشباح ويهربون ماله ليل نهار ،والاطار العالي الذي درس لعقدين بحثا عن عمل ووقعوا معه محضرا فتنكر له تجار دين على أبواب موائد الخيانة ،يا وطن حرقت فيه فدوى وزيدون وفتيحة ذواتهم ليسقط الإستبداد والفساد، فسقط الوطن ولم يسقط الإستبداد ولا الفساد، يا وطن سقطت فيه الإنسانية والقيم والأخلاق والفنون والآداب والفكر والحقوق ورمى الشباب فيه أنفسهم للقرش وسكن فيه المرء مراحيضه وارصفته ،يا وطن لا يتحرك إلا تنورة وقبلة وصفعة ،يا وطن يتحرك بطبقية ،يتحرك لشغب الملعب و تناحر عصابات في الجامعة ولا يتحرك لجتثه التي أحرقت من زمان ،اعذرنا فستظل رماد تلك الجتثة تطار الجميع حتى يستفيقوا من نومهم الذي اقترب ليكون أبديا. اعذرنا كثيرا يا رفيق غسان كنفاني فلم يعد يسرقون رغيف الإنسان في الوطن ويعطون لك منه كسرة لتشكرهم يا لوقاحتهم ،لقد أصبحوا يسرقون رغيفنا ويقمعوننا ويسجوننا و نحرق ذواتنا ويستهزؤونا من المنظر ويصورونه بهواتفهم النقالة يا بهية هذا الشعب مات من زمان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق