المتابعون

السبت، 29 أكتوبر 2016

دولة تقتل كادحا في حاوية الزبالةهي دولةفاشلة…الرفيق الحبيب التيتي

دولة تقتل كادحا  في حاوية الزبالةهي دولةفاشلة


نشرت وسائل الاعلام الموازي صورة الشاب بمدينة الحسيمة الذي طحنته البارحة حاوية الزبالة لما اراد مقاومة حجز بضاعته المكونة من بضعة صناديق حوت كانت هي مصدر عيشه وعائلته الكادحة. صورة اختزلت لوحدها مأساة كادحي شعبنا وعلى عرض جغرافية البلد.
لفظاعة الصورة فهي لا محالة تنزع الدمعة من عين كل من فيه ذرة شهامة. الصورة اكدت و بما لا يدع مجالا للشك، بأنهم اوصلوا الشعب الى الهاوية. الصورة اكدت بأنهم يحتقرون الكادحين ولا ضير ان يرموا في المزابل مثل النفايات. بل اصبح  كادحو شعبنا نفايات لا تستحق إلا التطهير حتى لا تخدش مشاعر برجوازيتنا الطفيلية وجميع اللصوص محترفي السياسة وخدام دولتها.
الشاب المطحون في الحاوية، هو ذلك الشاب الذي رفض ان يرمي بنفسه في البحر من اجل “الحريك” الى اوروبا. هو الشاب الذي بقي يقاوم من اجل تأمين لقمة عيشه وعائلته. انهم شباب يعدون بالملايين، وهم اليوم يمتهنون حرفا بسيطة تجدهم ضمن الفراشة وباقي المهن البسيطة يكدحون طيلة ساعات اليوم.
هم اليوم الذين تطاولت عليهم السلطات المحلية والمركزية، فطاردتهم وحجزت بضاعتهم البسيطة .هي نفس السلطة التي كانت ايام حركة 20 فبراير تغازلهم وتوسع لهم الفضاء العام ليعرضوا بضاعتهم لتضمن حيادهم وعدم انخراطهم في حركة 20 فبراير.هي نفسها التي وهبت لهم شارع ادريس الحارثي او شارع الشجر بالبيضاء لكي يساعدوها على منع مسيرات حركة 20 فبراير. اليوم يعتقد المخزن بان البيجيدي استطاع قتل روح حركة 20 فبراير وان الوقت مناسب لاسترداد الفضاء العام ونشر هيبة الدولة كما دافع عنها الرميد وزير العدل في حكومة البيجيدي . وهي نفس المهمة التي سيوظف فيه البيجيدي وأعوانه في القادم من الايام.
انها فئة واسعة من الشباب، تطالب بالحق في الشغل وفي العيش الكريم.انهم العشرات من الشابات والشباب الذين استشهدوا من اجل هذا الحق البسط. انهم العشرات ممن سلكوا نهج البوعزيزي شهيد تونس.
في هذه اللحظة وجب الضرب على يد من تعسف على الشاب الحسيمي، ومحاسبة كل من له علاقة بهذه المأساة. في هذه اللحظة وجب فتح الفضاء العام امام الشباب الباحث عن الشغل وبمشاركة هذه الفئات في تنظيم المرفق بما يليق بمدننا وقرانا. وهؤلاء الشباب يختزنون طاقات هائلة من الوعي بالتنظيم وبالانضباط وبمراعاة مصالح الغير، تكفي فقط الارادة للانفتاح عليهم وإشراكهم في كل المبادرات.وما هذه في الحقيقة إلا مبادرات اولية ومؤقتة، وليست بديلة عن خلق فرص الشغل المنتج تحترم فيه كل الحقوق التي يناضل من اجلها شعبنا و قواه الحية.
ان الكتلة الطبقية السائدة بتماديها في نهب خيرات بلادنا، وبتسليط قمعها على جميع الكادحين اغلقت باب الامل بل اوصدت حتى امكانية الحلم بالغد الاحسن انها اوصلت البلاد الى الباب المسدود وهي تعطي الرسالة للكادحين كل الكادحين انكم نفايات لا تستحقون إلا الرمي في المزابل. انها اذا علامة ازمة مستفحلة حد الانفجار. ان دولة البرجوازية الطفيلية وكبار الملاكين العقاريين تحفر قبرها بيدها وهي اليوم عارية امام الكادحين لا تستطيع ان تلبي مطالبهم؛ كلما تستطيع فعله هو استعراض مسرحياتها “البايخة” حول الانتخابات المهزلة وتنصيب حكومات اللصوص والانتهازيين. ليس في استطاعتها الا تقديم مسكنات وتشغيل مرتزقة العمل السياسي لإطفاء الحريق المهول القادم وهي من توقد شرارته الاولى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق