المتابعون

الخميس، 17 نوفمبر 2016

تلاحم جماهيري عارم بالريف لمواجهة الحكرة قد ينزلق إلى متاهات خطيرة ؟ فاحترموا شعار الجماهير:" بالوحدة والتضامن لي بغيناه إكون إكون "

تمنيت لو أنني أخذت قلمي اليوم لأكتب عن ما حققه الحراك الشعبي الذي انطلق بشكل عفوي يوم 28 أكتوبر، إنه اليوم المشؤوم الذي طحنت فيه الآلة المخزنية الشهيد محسن فكري لينظم إلى قافلة شهداء الشعب المغربي، تمنيت أنني أكتب عن ما حققه الحراك، لكن للأسف الشديد، وجدت نفسي و أنا أتحسر على الوضع، أنني مجبر على الحديث عن الصراع المفتعل الذي ساهمت فيه أطراف لا يتجاوز حدود تصورها و فكرها جغرافية جبال الريف الشامخة، لقد كانت حناجر المحتجين تصدح في كل مكان بلغات مختلفة انسجاما و قناعات المحتجين بأن قضية محسن فكري ليس قضية عرق و لغة أو هوية أو دين بل هي قضية انسانية تتجاوز كل الانتماءات، هكذا انطلقت الشرارة الأولى للاحتجاجات، ذابت الخلافات و الاختلافات، توحدت الجماهير الشعبية ضد عدوها الواحد، لكن كان هناك من كان يتربص بهذا التلاحم الشعبي غير المسبوق لتفكيكه عبر خلق عدو وهمي لا يوجد إلا في مخيلة من أصيب بفوبيا اليسار ليصبح هذا الأخير و في فترة وجيزة هو المسؤول عن كل الجرائم، الاعتقالات، الاغتيالات...و ليتصبح الجمعية المغربية لحقوق الإنسان محل تجاري تبيع و تشتري في ملفات الشهداء! ربما سهوا مني وبحرقة الغيور عن مصير الاحتجاج أجد نفسي هنا أنني دخلت في التفاصيل وتحديد المسؤوليات.


تلاحم جماهيري عارم بالريف لمواجهة الحكرة قد ينزلق إلى متاهات خطيرة ؟ فاحترموا شعار الجماهير:" بالوحدة والتضامن لي بغيناه إكون إكون "
dialoguerif.com|من ‏حوار الريف dialoguerif‏
.....................

تلاحم جماهيري عارم بالريف لمواجهة الحكرة قد ينزلق إلى متاهات خطيرة ؟ فاحترموا شعار الجماهير:" بالوحدة والتضامن لي بغيناه إكون إكون "...

 



    حوار الريف
تمنيت لو أنني أخذت قلمي اليوم لأكتب عن ما حققه الحراك الشعبي الذي انطلق بشكل عفوي يوم 28 أكتوبر، إنه اليوم المشؤوم الذي طحنت فيه الآلة المخزنية الشهيد محسن فكري لينظم إلى قافلة شهداء الشعب المغربي، تمنيت أنني أكتب عن ما حققه الحراك، لكن للأسف الشديد، وجدت نفسي و أنا أتحسر على الوضع، أنني مجبر على الحديث عن الصراع المفتعل الذي ساهمت فيه أطراف لا يتجاوز حدود تصورها و فكرها جغرافية جبال الريف الشامخة، لقد كانت حناجر المحتجين تصدح في كل مكان  بلغات مختلفة انسجاما و قناعات المحتجين بأن قضية محسن فكري ليس قضية عرق و لغة  أو هوية أو دين بل هي قضية انسانية تتجاوز كل الانتماءات، هكذا انطلقت الشرارة الأولى للاحتجاجات، ذابت الخلافات و الاختلافات، توحدت الجماهير الشعبية ضد عدوها الواحد، لكن كان هناك من كان يتربص بهذا التلاحم الشعبي غير المسبوق لتفكيكه عبر خلق عدو وهمي لا يوجد إلا في مخيلة من أصيب بفوبيا اليسار ليصبح هذا الأخير و في فترة وجيزة هو المسؤول عن كل الجرائم، الاعتقالات، الاغتيالات...و ليتصبح الجمعية المغربية لحقوق الإنسان محل تجاري تبيع و تشتري في ملفات الشهداء! ربما سهوا مني وبحرقة الغيور عن مصير الاحتجاج أجد نفسي هنا أنني دخلت في التفاصيل وتحديد المسؤوليات.
لكن مهلا أيها القارئ الكريم وحتى لا تتيه، دعنا نتساءل بكل جرأة ومسؤولية، ألم يجد هؤلاء أي لحظة غير هاته اللحظة التاريخية بالذات لمناقشة نواقص اليسار وتعثراته؟ من دفع بهؤلاء لطرح هذا النقاش في هذه اللحظة بالذات؟ هل النقاش كان بريئ؟ قبل الجواب عن هاته الأسئلة ذات الطابع الاستنكاري، لا بد من عرض مختصر لكرونولوجيا الأحداث والردود والردود المضادة، حتى نضع القارئ في السياق العام وحتى لا يكون ضحية لبعض التأويلات السيكولوجية للوقائع.أريد أن أؤكد أنني لست هنا للدافع عن أحد و لست في موقع الدفاع، فهذا سلوك الجبناء و العبيد حسب نتشه، بل في موقع المواجهة مع النظام الإستبدادي و من يحذو حذوه بوعي أو بغير وعي و لا أخاف من لومة لائم
أريد أن أؤكد أنني لست هنا للدافع عن أحد و لست في موقع الدفاع، فهذا سلوك الجبناء و العبيد حسب نتشه، بل في موقع المواجهة مع النظام الإستبدادي و من يحذو حذوه بوعي أو بغير وعي و لا أخاف من لومة لائم، فحسب أرسطو الواجب يفرض علي أن أعطي الأولوية للحقيقة على الصداقة،  لأن من أرادوا أن يجعلوا من الحراك الشعبي ماركة مسجلة باسمهم أو لنقل أرادوا أن يجعلوا من الحراك حلقية أو أيام ثقافية لفصيل طلابي بالجامعة، تجمعنا علاقة صداقة، الجيران...
لنعود إلى كرونولوجية الأحداث، يوم 28 أكتوبر 2016 قام النظام المغربي بطحن شهيد الحكرة، و نظرا لبشاعة الجريمة النكراء تجمهر السكان لتنطلق بعد ذلك احتجاجات عفوية حضرها كل مكونات و فئات المجتمع، بل نقل حضرها كل من فيه ذرة الإنسانية، صدى و عدوى الإحتجاجات وصل إلى بقاع العالم، مظاهرات، وقفات، مسيرات، لتصبح قضية الشهيد محسن فكري قضية دولية تحدثت عنها كبريات الجرائد العالمية، قبل أن يفكر البعض  في جعلها محلية عبر تقزيمها بخطابات و بيانات جوفاء و بمنطلقات و خلفيات عمياء، إذن بعد كل هذا الحراك الشعبي تشكلت لجنة لتأطير الاحتجاجات وإعداد الملف المطلبي و هي مبادرة محمودة و فعل نضالي مسؤول، لكن للأسف الشديد كان هناك من يرى نفسه هو الحراك و هو الناهي و الآمر بعدما أصيب بالدهشة النضالية، موهما نفسه أنه بدونه لن تكن هناك احتجاجات، فبدأ بإطلاق الرصاص في جميع الاتجاهات و يقصف كل مكونات المجتمع المدني كخطوة لإقصائهم من الحراك الشعبي، و كل مرة و بشكل ممل يكرر (الجمعيات المتملقة الدكاكين السياسية)، و كأنه يريد أن يصنع ثورة! لكن بالدهشة النضالية يتناسى أن تلك الجماهير التحمت لمناصرة دم الشهيد و ليس لمناصرته أو لمناصرة أحد بل خرجت لتقول لا للحكرة لا للتقتيل ....لكن السيد لم يلتقط الإشارة و التنبيهات و الانتقادات التي وجهت له، فعوض أن يثمرها فيما هو إيجابي ليحسن خطابه و يحافظ على تلك اللحمة، فعوض هذا، تمادى السيد في خطابه الإقصائي  وبدأ يكرر خطاب القذافي من أنتم؟!! و راح يطلق الإتهامات على المناضلين الشرفاء...مستغلا فرصة تلاحم الجماهير على قضية الشهيد محسن، مستغلا كذلك منصة الشهيد ليصفي حسابته السياسية و الشخصية من على منصة الشهيد! لتنطلق بعد ذلك الكتائب الإليكترونية في مهمتها القذرة و هي تحويل النقاش من صراع مع المخزن و مسؤوليته في الجريمة، إلى صراع مفتعل مع اليسار بجميع مكوناته مكررين بشكل ممل عبارات و"مفاهيم" لا وجود لها في قواميس السياسة و لا الفكر و الفلسفة، ( اليسار العروبي القومجي...اليسار البعثي..) لمناصرة شخص تهجم على مكونات المجتمع، ليستمر المعني بالأمر في خطاباته و آخرها خطاب المهزلة الذي خصصه لتصفية حسابات سياسية وربما شخصية مع المناضل علي بلمزيان، الذي شكل للبعض عقدة نفسية ليس لشيئ، سوى أنهم لا يقدرون على مواجهته فكريا و سياسيا، و هنا أفتح القوس( من لديه مآخذات عن اليسار و مناضليه فهذا حقه، اليسار لا يملك الحقيقة  كما أن مناضليه ليسوا بملائكة و ليس مناقشته في خضم الحراك الشعبي لتحويل النقاش لغرض في نفس يقعوب)، و هناك من استغل الفترة للتلذذ بالهجوم على بوعلي في جلباب الحقوقي أو الجمعوي " زعما" همه الحراك الشعبي لكنه هو في الأصل يساهم في بلورة الصراع و الذهاب بالحراك إلى أفق مسدود، الاتهامات الموجهة لبوعلي أنه أراد أن يزاحم القيادة! أبدا متى كان ذلك؟ السيد حضر الحراك كأيها الناس و لم يقترب للمنصة التي تركها للشباب، بل في حوار مصور مع موقع مليح أشاد اليسد بدور الشباب في بلورة الحراك و نوه بوعيهم السياسي...لكن بعد كل الإتهامات و السب و القذف التي وجهت لشخصه دخل في المواجهة ربما يكون قد وظف بعض التعابير التي لا تليق بمستواه و مكانته، لكن كان رد فعل.
لنعود للبيان الأخير الذي عممته لجنة الإعلام و التواصل بعد اجتماع الأحد 13/11/2016، لنقف عند بعض ما ورد فيه و لو بشكل سريع،  أولا جدول الأعمال الاجتماع ضم نقطتين: الأولى تسمية الحراك ب 28 أكتوبر، و الثانية الأشكال الإحتجاجية المقبلة، لنبدأ بالنقطة الأولى أين يكمن الإشكال في تسمية الحراك ب 28 أكتوبر؟ هل الإشكال في التسمية أم الموقع الصحفي الذي سماه؟ كل الحركات الإحتجاجية في العالم سميت بيوم انطلاق الشرارة الأولى، خاصة و أنها مادة صحفية يمكن أن تسمي الحراك أحيانا على شكل استعارة ، الخميس الأسود...أما النقطة الثانية، الأشكال الإحتجاجية المقبلة، لقد سبق لمن يعتبر نفسه قائدا للحراك أن صرح أمام الجماهير أن في حالة عدم الإستجابة للمطالب سيعلن العصيان المدني! إذن لماذا التراجع في الأشكال الإحتجاجية لماذا لم يقدموا للجماهير تفسيرات حول هذا التراجع؟ ورشة نضالية ذات طابع فني احتفالا بماذا؟ رقصا على روح الشهيد يعني؟؟ إنه حراك شعبي و ليست أيام ثقافية لفصيل طلابي يا سادة!! لكن النقطة الخطيرة التي ورد في البيان هي تلك التي تقول : " ونود أن نخبر الرأي العام أننا أثرنا التعاطي بحذر مع الإعلام الدولي تحصينا لحراكنا الشعبي الاجتماعي من كل تأويل مغرض" ، طرح يخدم النظام لأن هذا  الأخير همه الأول هي صورته في الخارج يخسر الملايير في المهرجانات و اللقاءات لتلميع صورته، و أنتم تتحدثون عن تحصين الحراك من ماذا؟! تحصنون الحراك أم تريدون رضى النظام؟! الإعلام الدولي والحركات الإحتجاجية في أوروبا إليهما يعيد الفضل للتعريف بقضية الشهيد وكشف حقيقة النظام، وبالتالي التعامل مع الإعلام الدولي له أهمية كبرى.
إن الحكرة في المغرب ليست حالة معزولة بل ممنهجة وممأسسة في دواليب الدولة، وبالتالي التخلص منها لا يأتي بردود فعل عفوية يطبعها الحماس والدهشة، بقدر ما يجب استغلال الحراك وبلورته ليشكل قوة ذات أعمدة ثابتة لا تتزحزح  برياح الخريف، القضاء على الحكرة لا يأتي بالشعارات بل ببرنامج نضالي واضح المعالم يتم إشراك فيه كل القوى الحية و التقدمية و الديمقراطية، و لنكف عن إيهام الناس أن شخص كيفا ما كان قادر من أن يخلصنا من الحكرة ما لم يكن هناك التحام جماهيري.
تحية للجماهير الشعبية في الريف وباقي الوطن، وليستمر الحراك ولنكف عن تبادل التهم. 
محمد أشهبار/ بروكسيل 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق