المتابعون

الاثنين، 7 نوفمبر 2016

الملك خائف من الاحتجاجات

الملك خائف من الاحتجاجات

الأثنين 7 نوفمبر 2016غابت، بشكل كلي، في الخطاب الملكي الأخير ، أية إشارة الى الاحتقان  الاجتماعي الناجم عن مقتل شهيد الحكرة محسن فكري وكذا الاحتقان الناجم عن تفعيل قوانين التقاعد والزيادة في أسعار البنزين وبعض المواد الغذائية، خاصة مادة العدس التي فاق ثمنها 30 درهما في سابقة من نوعها في المغرب.

كل هذا ضربه الملك عرض الحائط، مركزا خطابه على تشكيل الحكومة، رغم أن هذا الموضوع لم يعد يلقى اهتماما من المغاربة، أمام فقدان المتفاوضين لمصداقيتهم، باستحضار ما كان يقوله شباط عن بنكيران بكونه داعشي وله صلة بالموساد الإسرائيلي وما كان يقوله الثاني عن الاول بكونه " شفار" مادام لم يوضح مصادر ثروته الخيالية، وباستحضار ماكان يقوله لشكر عن البجيدي إذا عاد إلى رئاسة الحكومة بكون المغرب سيكون مصيره كمصير ليبيا وسوريا، وماكان يقوله بنكيران عن لشكر بكونه فاسد وسفيه.

هل يعقل أن تُدوِّر آلة مواطنا مغربيا داخل شاحنة أزبال كما تُدَوَّر النفايات، ويخرج ملايين المغاربة إلى شوارع المملكة، ولا يلتفت الملك، ولو بجملة واحدة إلى هذه الأوضاع الخطيرة، خلال خطابه الأخير؟

هل تشكيل الحكومة أهم من تدوير مواطن داخل شاحنة أزبال؟ ألا تستحق الحشود الغفيرة ولو إشارة واحدة لمسيراتها وصيحاتها؟  ألم يكن حري بالملك الإعلان عن رزمة قرارات زجرية تعيد للمواطن اعتباره وتجعل المسؤول في خدمة هذا المواطن؟

آخر شيء يفكر فيه المواطن المغربي هو الحكومة وتشكيل هذه الحكومة، المواطن ينتظر أن يقول الملك  "باراكا من الحكرة".

ويبدو أن الملك خائف من تطور الحراك الاجتماعي لهذا أراد إضعاف إرادة المحتجين عبر تجاهل احتجاجاتهم في محاولة لاقناعهم بعدم أهمية مطالبهم وبكون تحركاتهم لاتستحق ولو جملة واحدة في الخطاب.

والظاهر  أيضا أن الملك لم يكن في صالحه الدخول إلى المغرب في هذه الأثناء؛ حيث الاحتقان الشعبي الناجم عن مقتل شهيد الحكرة، فدخوله والقاؤه الخطاب من داخل البلاد يجعله مكرها أكثر على التطرق للاحتجاجات، بخلاف تواجده خارج الوطن حيث سيبدو في الأمر مفارقة أن يتحدث الملك عن مشاكل اجتماعية داخل بلده وهو خارج الوطن، وربما لهذا السبب أكثر فضل الملك أن يبقى خارج المغرب ويخاطب المغاربة من السينغال، بخلاف ما كنا نعتقد أن في الأمر رسائل سياسية للجزائر حول العمق الأفريقي للمغرب والامتداد الجغرافي التاريخي من طنجة إلى نهر السينغال.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق