المتابعون

الأحد، 22 نوفمبر 2015

الشهيدة سعيدة المنبهي

سعيدة المنبهي..امرأة أحبت الضوء

سعيدة المنبهي..امرأة أحبت الضوء
شهيدة الحرية والكرامة
انتصبت كالجلمود مناضلة وسقطت شهيدة دفاعا عن الكرامة متصدية الظلم والاستبداد، مجردة من أي سلاح ما عدا حلمها بغد أفضل.
تعتبر سعيدة المنبهي أول شهيدة عربية في إضراب عن الطعام دفاعا عن الحق. وظلت رمزا للتضحية والصمود في ذاكرة الشباب والطلبة المغاربة وملهمة لنضالاتهم ونضال نشطاء اليسار، نعتها الشاعر عبد الله زريقة بـ "امرأة أحبت الضوء".
في وقت خيم فيه القمع الأسود وساد الاستبداد انتفضت سعيدة المنبهي ضد النظام القائم وصرخت بأعلى صوتها في وجه المخزن بأعلى صوتها، معية رفيقاتها فاطمة عكاشة (أول مهندسة كهربائية بالمغرب) وربيعة لفتوح (التلميذة الطنجوية المختطفة في عمر الزهور) والسيدة بييرادي ماجيو، الإيطالية المساندة والمدعمة لمناضلي الحركة الماركسية اللينينية بالمغرب والمتعاطفة معهم، كلهن صرخن رافضات الظلم والاستغلال مؤمنات بضرورة التضحية من أجل غد أفضل.
وكانت قد فضلت إبعاد "بييرا دي ماجيو" وتنقيلها إلى إيطاليا مباشرة، بعد المحاكمة تلافيا لأية شوشرة.
مهما طال الليل ستكبر إرادة التغيير
مناضلة نشيطة في صفوف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب (أ.و.ط.م) والاتحاد المغربي للشغل (إ.م.ش) والمنظمة السرية "إلى الأمام"، كانت سعيدة المنبهي مؤمنة حتى النخاع بأن مهما طال ليل المأساة واشتدت ضربات الجلاد وارتفعت أسوار السجون وضاقت زنازنها، ستكبر إرادة المناضلين المخلصين لطرد الظلام من أوردتهم وزوايا دروبهم، ستتقوى ظهورهم وتحيل سياط الطغاة خيوط حرير، وستحول جدران الزنازن إلى معابر آمنة نحو آفاق الحرية، حرية الكلمة والأرض والوطن والإنسان.
وكانت سعيدة المنبهي شاعرة كذلك، كتبت شعرها بالدم، ضمّنته آهاتها وكللته بالحلم والهم. لم تكن تولي أي اهتمام للموضة والمظهر على غرار قريناتها في عمر الزهور.. ما عرفت أحمر شفاه ولا زينة ولا عطورا، همها كان واحدا لا ثاني له، قضية شعب مقموع منهوب مظلوم لكنه مستكين.. ونساء كن يشقين ويتعبن ويقمعن.. لكن لا يرفعن أصواتهن إلا لاثنتين: زغرودة في عرس أو ولولة وصرخة في مآثم.. وما أكثر المآثم في وطن الآلام والسجون والقمع والاختطاف والاغتيال في مغرب سنوات الجمر والرصاص..
ظلت الشابة سعيدة المنبهي (21 ـ 24 سنة) تتأمل واقعَ فلاّحي وطنها المكلوم.. يتعبون، يعرقون، يزرعون أرضا لا يملكون فيها شبرا رغم أن الاستعمار نهبها أصلا من أجدادهم ليستولي عليها المخزن والخونة المحيطون به والموالين له وخدامه بعد مؤامرة "إيكس ليبان" التي قيل إنها فاتحة استقلال وبداية الحرية والبناء ورفاهية الإنسان.
وعاينت الشابة سعيدة المنبهي العمال يبنون ويشيدون وينتجون، لكن لاحظ لهم في المكاسب والمغانم..
صرخت.. يا شعبي تحرر.. فسجونها
بعد هذا التأمل صرخت سعيدة المنبهي: يا شعبي تحرر.. فسجنوها، ومن كل أصناف العذاب والتنكيل أذاقوها، وما تبرأت من قناعاتها.. لرد فعل الشعب انتظرت.. لكن لا حراك للشعب المسكين المشغول باللهث وراء لقمة عيش مرّة، هذا في وقت زرعوا الرعب في أبنائه من الشيخ إلى الجنين، رغم ذلك عاشت سعيدة المنبهي فتاة ثائرة حرة وماتت شهيدة.
إسوة برفاقها ورفيقاتها دخلت سعيدة المنبهي في إضراب عن الطعام لفرض تعيين تاريخ المحاكمة في ظرف اختاره المناضلون رغم أنف المخزن، وخرجت منه سالمة بعد تحقيق الانتصار، ثم خاضت إضرابا ثانيا لا محدودا ابتداء من يوم 8 نوفمبر 1977 وبلغت يومه الـ 34 للمطالبة بالاعتراف بصفة المعتقلين السياسيين وتحسين ظروف الاعتقال وفك العزلة، وهو الإضراب الذي دام 45 يوما، نقلت في يومه الرابع بعد الثلاثين إلى مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء يوم 11 دجنبر 1977 لتفارق الحياة بسبب الإهمال، سيما وأن الظرف تزامن مع عيد الأضحى. لقد استشهدت سعيدة المنبهي في سن الزهور وعمرها لا يتجاوز 25 ربيعا لتصبح رمز المرأة المغربية المناضلة للحفاظ على الكرامة، من أجل غد أفضل.
في ليلة 10 دجنبر 1977 الباردة، كانت سعيدة المنبهي تحترق من أجل كرامة الإنسان وحقه في العيش الكريم، رغم أن المخزن زج بها في غياهب السجن.
من وراء القضبان الحديدية الصدئة وخلف الأسوار الإسمنتية العالية استرخصت الشهيدة سعيدة المنبهي حياتها ضريبة لقناعتها بضرورة جلاء الظلم والاستبداد إلى الأبد عن الوطن.
تقول والدة الشهيدة، السيدة الهيلالي: "كنت أحاول لقاء سعيدة بالمستشفى طيلة وجودها هناك، لكن دون جدوى، رغم ذلك أصررت على لقائها.. استعطفت المسؤولين إلى أن سمح لي بعضهم برؤيتها عبر شباك صغير.. لازلت أذكر لقاءها الأخير ليلة استشهادها.. قالت لي: "تشجعي يا أمي، إنني لن أتنازل عن إيماني وقناعاتي.. لقد اتفقت مع رفاقي على حل الإضراب لأن وضعيتي الصحية لا تسمح لي الآن بالاستمرار فيه.." فقبلت يدي وقلت لها: "سأحاول رؤيتك غدا.. عدت صباح يوم الغد ومعي بعض الطعام والملابس لكني وجدت أمامي نَغْيَ الاستشهاد..".
في خضم سنوات الجمر والرصاص اختطفت الشابة سعيدة المنبهي سنة 1976 واحتجزت بالمعتقل السري، درب مولاي الشريف، بالدار البيضاء، وبالضبط يوم 16 يناير بمعية ثلاث مناضلات مكثن بالمعتقل السري 3 أشهر، وهناك تعرضن لأبشع العقاب، التعذيب الجسدي والنفسي قبل تنقيلهن إلى السجن المدني بالدار البيضاء.
هناك تعرضت للتنكيل على أيادي جلادين غلاظ لا يتقنون إلا تعذيب أبناء الشعب. في قلب السجن ظلت سعيدة المنبهي وفية لمبادئها وقناعاتها، ولم تقو ظروف الاعتقال القاسية أن تنسيها الاهتمام بمحنة الشعب وقضاياه، وكلفت نفسها بتتبع وضعية السجينات وقضية المرأة، إذ كتبت دراسة قيمة من وراء القضبان تعرضت فيها للدعارة والرذيلة والرشوة والفساد من زاوية ارتباطها بالنظام السياسي القائم بالمغرب والذي ظل وقتئذ يعمل على نشرها وتشجيعها في ظل سلطة لا وطنية يعاني فيها الشعب من البؤس والشقاء، وذلك بعد أن تلقت شهادات عشرات النساء قذفت بهن الظروف وراء القضبان.
حوكمت سعيدة المنبهي مع مجموعة أبراهام السرفاتي بخمس سنوات سجنا نافذا زائد سنتين بتهمة الإساءة إلى القضاء الجالس، وخلال هذه المحاكمة انتفضت ضد انتهاكات حقوق الدفاع، وبذلك ساهمت بمعية رفاقها في قلب الكفة، فأصبحت محاكمة للنظام القائم عوض محاكمة معارضيه والمنتفضين ضده والمتصدين لتجاوزاته.
أثناء جلسات المحاكمة بالدار البيضاء ضمن مجموعة 138 (التي ضمت أبراهام السرفاتي وإدريس بنزكري وصلاح الدين الوديع وعبد القادر الشاوي) في 1977، عبرت سعيدة المنبهي عن مساندتها اللامشروطة لحق تقرير المصير وأدانت بشدة الوضعية المأساوية لنساء المغرب والاستغلال وقتئذ، وبالسجن المدني بالدار البيضاء فُرِضت عليها بمعية رفيقاتها فاطمة عكاشة (زوجة الصافي أحد معتقلي المجموعة آنذاك) وربيعة لفتوح (خطيبة محمد السريفي معتقل هو أيضا ضمن المجموعة) العزلة التامة.
عائلة مناضلة
تنحدر سعيدة المنبهي من عائلة مناضلة، إنها شقيقة عبد العزيز المنبهي، الرئيس السابق للاتحاد الوطني لطلبة المغرب بعد المؤتمر 15 المنعقد في غشت 1972 والذي أقر لأول مرة بأن القضية الفلسطينية قضية وطنية.
وقد تعرض هو أيضا للاختطاف سنة 1973 وتعرض لأنواع شديدة من التعذيب مازالت رواسبها ظاهرة عليه إلى حد الآن، وبعد الإفراج عنه اضطر إلى مغادرة المغرب في نونبر 1977 ولم يعد إليه إلا في سنة 1994.
كما اعتقل عزيز الوديي، زوج شقيقة سعيدة، (خديجة المنبهي)، في شتنبر 1972 وحوكم بـ 10 سنوات سجنا نافذا قضاها كاملة بين سجن غبيلة بالدار البيضاء والسجن المركزي بالقنيطرة رفقة أمين عبد الحميد وأحمد حرزني وعبد اللطيف اللعبي وأنس بلفريج وسيون أسيدون وآخرين، وذلك بتهمة المس بأمن الدولة.
بعد حصولها على الباكالوريا بثانوية أبي العباس السبتي بمراكش سنة 1977، التحقت بكلية الآداب الرباط، شعبة الأدب الإنجليزي، ثم التحقت بعد سنتين بالمركز التربوي الجهوي للتخرج أستاذة بالسلك الأول، ودرست مادة الفرنسية بإعدادية الخوارزمي بالرباط، آنذاك ناضلت في صفوف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب (أ.و.ط.م)، ثم الاتحاد المغربي للشغل قبل الالتحاق بالمنظمة الماركسية اللينينية السرية "إلى الأمام".
ولدت سعيدة بأحد الأحياء الشعبية، رياض الزيتون، بمدينة مراكش، قضت طفولتها بنفس الحي، تقول عنها والدتها: "لم أجد صعوبة في تربيتها، كانت متواضعة، مجتهدة، تطالع باستمرار، تحب الأطفال، وكانت دائما وهي في طريقها إلى البيت، تصحب معها الأطفال الرعاة قصد إطعامهم، وبدورهم كانوا يعترضون طريقها ليقدموا لها الزهور".
وتضيف والدتها: "خلال زياراتي لها بالسجن كانت سعيدة تردد رغم كل الحواجز المفروضة.. إنني هنا يا أمي من أجل العيش الكريم لشعبي.. إن معنوياتي عالية باستمرار.. إن المستقبل لضحايا الاضطهاد الطبقي والاستبداد السياسي.. إنني لا أخاف القمع.. إنني أومن بقضيتي، قضية كل الجماهير".
........................................

الحلقة الرابعة- - السجن قلعة النضال -- الجزء الرابع –






الرباط 16 يناير 1976:اعتقال الشهيدة سعيدة لمنبهي بمقر المنظمة 
16 يناير 1976: الطريق إلى درب "مولاي الشريف
- سعيدة لمنبهي: 48 ساعة قبل اعتقالها
في إحدى أيام يناير الباردة من سنة 1976 ساور الرفيقة سعيدة لمنبهي شك بإمكانية اعتقالها انطلاقامن فرضية اعتقال الرفيق الذي تشاطره مقرسكناها والذي غاب عن الأنظارمنذ 48 ساعة.
لم تضيع سعيدة الوقت كثيرا قبل أن تتوجه إلى مقر سكناها لإفراغه من كل ما يمكن أن يهدد أمن الرفاق وأمن المنظمة من مناشير ووثائق، ومعلومات قد تفيد أجهزة القمع في حملاتها على المنظمة.
-يوم 16 يناير 76 سعيدة لمنبهي تتوجه إلى بيتها:
كان الوقت مساء وكانت الشمس قد أكملت دورة غروبها وغابت وراء الآفاق منذ مدة وخيم الظلام على المدينة في مساء بارد. سعيدة تقف أمام الأستوديو( عبارة عن شقة صغيرة) الذي تسكنه والواقع بحي مدغشقر بالرباط قرب المحكمة الابتدائية حاليا. كانت الساعة السادسة مساء حين وصلت لمنزلها بعد زيارة لأختها خديجة لمنبهي( خديجة لمنبهي هي زوجة الرفيق عبد العزيزلودييي عضو منظمة إلى الأمام واللجنة الإدارية المنبثقة عن المؤتمرالخامس عشر للإتحاد الوطني لطلبة المغرب, اعتقل سنة1972 وحوكم سنة 1973 بعشر سنوات سجنا قضى مدتها بالكاملة وخديجة لمنبهي أستاذة وكاتبة ومناضلة حقوقية لعبت دورا بارزا في حركة عائلات المعتقلين السياسيين.) 
وما أن فتحت الباب وحملقت بعينيها في جوانب غرفتها حتى وجدت كل شيء قد انقلب رأسا على عقب: ملابسها، كتبها وحاجياتها المختلفة وكأن عاصفة قد أصابت الأستوديو.
لقد أدركت بحسها أن اللحظة التي حدست وقوعها قد أصبحت حقيقة. وقبل أن يتشكل رد فعلها كان أربعة من الكلاب المدربة من رجال المجرم اليوسفي قدور قاتل الشهيد عبد اللطيف زروال قد انقضوا عليها انقضاض ذئب على فريسته واضعين القيد بمعصميها والعصابة السوداء على عينيها لتنقل, تحت وابل من السباب والنعوت المحقرة للمرأة وللمناضلة, إلى المعتقل السيء الذكر "درب مولاي الشريف" لتبدأ رحلة أخرى من حياتها النضالية في مواجهة جلاديها كلاب حراسة النظام الفاشي.
قضت سعيدة ثلاثة أشهر بالدرب إلى جانب رفاقها ورفيقاتها الذين حصدتهم الحملة الثانية الكبيرة ضد منظمة "إلى الأمام" ابتداء من سنة يناير 76. كان نصيب سعيدة كبيرا من التعذيب النفسي والجسدي كمناضلة وكامرأة مناضلة داخل المعتقل السري السئ الذكر حيث كل الوسائل تستعمل بلا حدود من طرف زبانية النظام وكلابه المسعورة لتحطيم المعنويات وتكسير الإرادة الثورية لدى المناضلين. وباعتبارها امرأة عانت سعيدة من العقلية الذكورية الوحشية للجلادين الحاطة من كرامة المرأة وإنسانيتها الشئ الذي لم تنساه وهي تقف أمام القضاة الوجه المقنع للجلاد في دولة اللاقانون والإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. أمام قضاتها في المحكمة انتصبت سعيدة بدورها لتحاكم جلاديها في مداخلة دخلت تاريخ النضال السياسي بالبلاد عموما والنضال النسائي خصوصا.
وخلال معركة بطولية (إضراب عن الطعام دام 45 يوما) استشهدت الرفيقة سعيدة لمنبهي بعدما تم نقلهاإلى مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء وذلك وسط إهمال طبي ولامبالاة أجهزة النظام. لقد اقترف النظام الكمبرادوري جريمته النكراء فاستشهدت سعيدة لمنبهي لتنضاف إلى قافلة شهداء الشعب المغربي وأصبحت رمزا لنضال المرأة المغربية.( سنخصص المزيد عن سعيدة في جزء من هذه الحلقة :الجزء السابع ويخصص بالكامل للشهداء).

الشهيدة سعيدة المنبهي - YouTube

https://www.youtube.com/watch?v=PFpH-aR3P3k
21‏/01‏/2013 - تم التحديث بواسطة Adil Toula
تعتبر سعيدة المنبهي أول شهيدة عربية في إضراب عن الطعام دفاعا عن الحق. وظلت رمزا للتضحية والصمود في ذاكرة الشباب والطلبة المغاربة وملهمة ...
...............................................

Hommage à Saïda Lamnabhi//سعيدة المنبهي - YouTube

https://www.youtube.com/watch?v=jCr9Qi2EQXo
05‏/07‏/2015 - تم التحديث بواسطة Abdelmalek haouzi
عَذّبــــــــوا الجثّــــــة حتى طَلعَ الفجرُ مُنهَكاً وقامَ الديكُ يحتجّ غرسوا في لحمها السنانيــــــر جَلــــــــدوها بأسلاك الكهرباء علقـــــــوها من المر...
.................................

في ذكرى إستشهاد الرفيقة سعيدة المنبهي

سعيدة الشهيدة في سجون النظام.......الأرض للفلاحة والسلطة للعمال/ فليسقط الإصلاح .......فليسقط النظام **
ظلت الشهيدة سعيدة المنبهي رمزا للتضحية والصمود ورمز المرأة التحررية و ملهمة لنضال اليسار الماركسي اللينيني المغربي، وهي أول امرأة مغربية و عربية استشهدت في إضراب عن الطعام بالسجن دفاعا عن الحق في الحياة والكرامة، وخلد فنان الأغنية المناضلة الملتزمة سعيد المغربي ذكرها بالإسم في أغنية بعنوان: "امرأة أحبت الضوء" غناها سنة 1977 وهو ما زال في المدرسة الثانوية وعمره 18 سنة، عن قصيدة للشاعر عبد الله زريقة حول الشهيدة
ولدت سعيدة المنبهي في شتنبر 1952 بأحد الأحياء الشعبية ,رياض الزيتون بمدينة مراكش,وقضت طفولتها بنفس الحي ودرست بمدارس الشهداء ثم تابعت دراستها بثانوية أبي العباس السبتي حيث كانت جد دينامية بالقطاع التلاميذي.و بعد حصولها على الباكالوريا التحقت بشعبة الأدب الإنجليزي بكلية الآداب بالرباط، وناضلت في صفوف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب – أوطم- و تزامنت هذه الفترة (1972-1973) مع الحظر التعسفي للمنظمة الطلابية .
التحقت بعد ذلك بالمركز التربوي الجهوي و تخرجت أستاذة بالسلك الأول بعد سنتين من التكوين، ودرست اللغة الإنجليزية بثانوية الخوارزمي –دوار الحاجة- بمدينة الرباط حيث ناضلت في صفوف الإتحاد المغربي للشغل كما كانت عضو نشيط بالمنظمة الماركسية اللينينية المغربية "إلى الأمام" هذه الفترة التي عرفت بشن حملة قمعية واسعة في صفوف نشطاء اليسار الماركسي اللينيني وكافة المناضلين والحركات الاحتجاجية. اختطفت سعيدة المنبهي في 16 يناير 1976 بمعية ثلاث مناضلات أخريات،و قضت 3 أشهر بالمركز السري درب مولاي الشريف الشهير باحتضان أخطر جرائم التعذيب في عهد الحسن الثاني، حيث كانت تتعرض لأبشع أشكال التعذيب الجسدي والنفسي، تقول والدتها التي عانت الكثير: « أنا اعرف جيدا ان ابنتي سعيدة كانت معتقلة كباقي رفاقها من اجل أرائها ، واعرف أنها كانت مؤمنة بقضايا شعبنا ومن اجل الغد الأفضل لان لها أفكارا تحررية تعرضت للتعذيب الهمجي واللامبالاة من طرف المسئولين عندما كانت تقاوم المرض ، وتستقبل الموت بشجاعة ؟ . . . ثم نقلت في شهر مارس إلى السجن المدني بالدار البيضاء .
 أثناء محاكمة الدار البيضاء الشهيرة (يناير- مارس1977) التي حوكم فيها 138 معتقلا، عبرت سعيدة عن مساندتها لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وأدانت الوضعية المأساوية لنساء المغرب قي جو من التصفيقات فكانت تلك محاكمة للنظام القائم بالمغرب لارتكابه أبشع الجرائم في حق الشعب المغربي والشعب الصحراوي. حكمت بخمس سنوات سجنا نافذة بتهم عديدة من ضمنها المس بأمن الدولة، بالإضافة لسنتين "لإهانة القضاء" وفرض عليها مع رفيقتيها فاطمة عكاشة وربيعة لفتوح العزلة بالسجن المدني بالدار البيضاء ,وفي السجن كانت سعيدة تقاوم الإرهاب النفسي الممارس عليها وفي ظروف جد قاسية بقيت سعيدة وفية ومتشبثة بمبادئها
. ونظرا للأوضاع العامة المتدهورة التي كان يعاني منها المعتقلون السياسيون بالسجون المغربية . قرر المعتقلون بكل من سجن البيضاء والقنيطرة الدخول في إضراب لا محدود عن الطعام من اجل فرض شروط إنسانية دنيا للاعتقال ، وللمطالبة بمجموعة من الحقوق العادلة من بينها قانون المعتقل السياسي وأيضا لفك الحصار ، وهو الإضراب الذي دام 34 يوما نقلت بعدها سعيدة المنبهي إلى المستشفى، ومنع عنها تناول الماء والسكر، لتفارق وبسبب الإهمال الحياة يوم 11 دجنبر 1977 بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء بعد ما ينيف عن أربعين يوما إضرابا عن الطعام وهي في سن 25 سنة .
شهادة أم الشهيدة
كنت أحاول لقاءها بالمستشفى طيلة وجودها هناك ، لكن دون جدوى رغم ذلك أصررت على رأيي في لقائها .. واستعطفت المسئولين .. إلى أن سمح لي بعضهم بلقائها من شباك صغير . . .
اذكر لقاءها الأخير ليلة استشهادها . . كانت أثار الإضراب واضحة على وجهها ، بادية على ملامحها وضحتها ، لكن معنوياتها ظلت كما هي عالية .. قالت لي سعيدة الزهرة التي تفتحت وأرادوا اقتلاعها . . تشجعي أمي ، إنني لن أتنازل عن إيماني وقناعاتي لقد اتفقت مع رفاقي على حل الإضراب لان وضعيتي الصحية لا تسمح لي الآن بالاستمرار فيه . قبلن سعيدة يدي .. وقلت لها سأحاول لقاءك غدا صباحا . وتستمر الأم العظيمة تقول :
 « عدت في الغد ومعي ما هيأته لسعيدة من أكل وملبس ، لكن وجدت الخبر / الاستشهاد كانت لحظة صعبة عاينتها وعانيتها ، لقد اغتصبت ابنتي من حياتها وشبابها ونضالها » . أرادوا اقتلاعها . . لكن للتاريخ وللإنسان نقول سعيدة المتأصلة في جذور تربة وطنها نبتت ونمت ... وستستمر ، وفي ذاكرة الشرفاء قائمة باستمرار . . إلى الأبد. . .
سعيدة شقيقة الرفيق المناضل عبد العزيزالمنبهي الذي تحمل مسؤولية رئاسة الإتحاد الوطني لطلبة المغرب في أوج سنوات القمع خلال المؤتمر 15 المنعقد في غشت 1972، والذي تعرض للاختطاف عام 1973. وتعرض لأنواع شديدة من التعذيب منها حرق الأصابع والضرب بآلة حادة على الرأس والرجلين،ثم اضطر بعد الإفراج عنه إلى مغادرة المغرب في نونبر 1977 ليبدأ حياة المنفى التي استمرت إلى غاية أواسط التسعينات .
«...لذا ,فإن الشهادة لايمكن أن تكون"مجانية " على مستوى التاريخ ومن منظور التاريخ,إنها قربان وعطاء, مقدم دوما للنهر الشعبي كي يستجيب هذا الأخير بالعطاء الأقوى فيجرف سيله كل القاذورات التي تخنق منابع الحياة الحقيقية,ويخصب الضفاف ويغير أحوال البلاد والعباد...»....«لقد أخرجت سعيدة قضية المرأة في وطننا من الوضع الأزلي الثابت,المحسوم في أمره إلى طور التغيير وصيرورة التحول.ولم تكن لتضطلع بذلك لولا الطريق الخاص الذي انتهجته.إنها لم تنهج الخطاب من فوق الأبراج المتآكلة بل اعتمدت درب الممارسة الصلب والوعر.لهذا ,فرسالتها أتت واضحة منكبة على ما هو أساسي: إن تحرر المرأة لا يمكن أن يتم إلا إذا اختارت النساء المشاركة الفعلية والعضوية في النضال التحرري العام وفي عملية تغيير الأسس المادية والمعنوية للنظم التي تعتمد الإستغلال والاضطهاد وسلب إنسانية الإنسان...» عبد اللطيف اللعبي "القراءة في أعين الشهداء في ذكرى سعيدة المنبهي ."
 السجن عند سعيدة
 « إنني أمي هنا من اجل العيش الكريم لشعبي إن معنوياتي عالية باستمرار .. إن المستقبل لضحايا الاضطهاد الطبقي والاستبداد السياسي إنني لا أخاف القمع . . إنني أومن بالكثير . . بقضيتي ، قضية كل الجماهير » . «" أبواي الأعزاء " في الوقت الذي سأقضيه بعيدة عنكما أرجوكما ألا تتألما من اجلي ، إن حياتي كما قلت لكما في رسالتي السابقة تستمر وتستمر ، لاشيء يخيفني .. إن شعوري نحوكم يزداد تأججا ، إلا إنني لاحظت لدى أمي الحبيبة في الزيارة شيئا من القلق وأريد من جديد أن أتوجه إليها لكي تعيد ثقتها بي ، وبالمستقبل المشرق ، أمي يجب أن تثقي أن وجودي في السجن لا يعني بالضرورة حرماني من الحياة ، إن حياتي لها عدة معان ، إن السجن مدرسة وتكملة للتربية  
، لهذا أريد منك وكما عاهدناك دائما أن تكوني شجاعة ، قادرة على مواجهة كل متاعب الحياة ... " . مقتطفات من مذكرات سعيدة التي كتبتها في المعتقل القسري. سعيدة لو يوقف القمع ولا السجن ملكاتها وحسها الإبداعي فقد حولت السجن من مكان للقمع والكبح إلى فضاء للبحث والإبداع ففي بحث متميز حول "البغايا بالمغرب" استقت الشهيدة مادته من داخل المعتقل من خلال حواراتها مع السجينات ,فحولت بذلك لحظات الاعتقال إلى زمن للحرية والتحرر ,حيث منحت الكلمة "لهامش الهامش" وأعادت للسجينات كينونتهن ومكنتهن من استعادة نبض المرأة حيث حكين عن آلامهن و آمالهن وحيث يفضحن المسارب والمنافذ التي قادتهن كرها نحو واقع الدعارة المعتم وما يعتمل به من خبايا و أسرار سوداء .ومن ثمة تمكنت دراسة الشهيدة تعرية الأسباب السياسية والاقتصادية التي تقف خلف الدعارة بالمغرب في ظل الانتماء والتبعية لنظام رأسمالي امبريالي أشمل , وفي ظل نهج سياسات وإتباع اختيارات لا وطنية لا ديمقراطية لا شعبية من طرف النظام الطبقي الرجعي القائم بالمغرب .
..............................

من قصائد السجن للشهيدة سعيدة المنبهي



قصائد السجن للشهيدة سعيدة المنبهي
-احتفاء بالذكرى الثانيةوالثلاثين لاستشهاد سعيدة المنبهي.



تحل اليوم الذكرى الثانية والثلاثين لاستشهاد المناضلة الماركسية اللينينية والشاعرة سعيدة المنبهي.المراة التي تحولت الى اسطورة في ذاكرة الشعب المغربي وقواه المناضلة..كما اصبحت ايقونة تعامل معها البدعون المغاربة في اشعارهم او قصصهم او لوحاتهم التشكيلية او عروضهم المسرحية..اسطورة يوازيها على مستوى المخيال الشعبي كل من المناضل شيخ العرب والمهدي بن بركة.
وبهذه المناسبة لا يسعني الا ان اقدم لاصدقاء الحوار المتمدن بعضا من اشعارها التي كتبتها في السجن..وقد ترجمها الشاعر عبد اللطيف اللعبي والذي بالمناسبة كان احد رفاقها في منظمة الى الامام الثورية..والتي نشرت في ثمانينيات القرن الماضي بمجلة البديل والتي منعت من التداول ابان انتفاضة يناير 1984 الى جانب مجلات اخرى.

- سعيدة المنبهي حياة ونضال لا يختزلها التعريف

*ازدادت سعيدة المنبهي سنة 1952 بمراكش.

*تابعت دراستها الجامعية بكلية الاداب شعبة الانجليزية بالرباط العاصمة.
*درست باحدى الاعداديات بالرباط وناضلت في صفوف الا تحاد المغربي للشغل.
* انخرطت في صفوف منظمة الى الامام التي كانت تعمل في السرية.
*اعتقلت بتاريخ 16 يناير 1976 اثر حملة اعتقالات واسعة شملت ثلاتة مناضلات(..pierra di maaggio..فاطمة عكاشة..وربيعة لفتوح.).
*حوكمت في يناير 1977الى جانب 138 معتقلا بتهمة المس بامن الدولة.حيث نددت خلا لها بالقمع الممارس في حق المراةالمغربية-صفقت لها القاعة-كما اكدت على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
*حوكمت بخمس سنوات سجنا اضافة الى سنتين بتهمة القدف في هيئة القضاء
*تم عزلها بالسجن بمعية كل من رفيقاتها من جهة والمناضل ابراهام السرفاتي من جهة اخرى.
*خاضت اضرابا عن الطعام واستشهدت في اليوم الاربعين منه بتاريخ 11 دجنبر 1977 في سن 25 سنة .


-سعيدة تكتب الشعر بالاظافر والدم/ تقديم الشاعر عبد اللطيف اللعبي.


بدات سعيدة تكتب الشعر باظافرهاعلى حائط الزنزانة.كان ذلك في سنة 1976 بالسجن المدني بالبيضاء.كانت تكتب ولا تنقح لانها لم تكن تفكر في اضواء الشهرة ولا في المخبرين وجواسيس اللغة.كانت تؤرخ المحنة العادية وتفتح قلبها على مصراعيه للطيور المطاردة.. للاطفال الموشومين بالفاجعة..للنساء الثاكلات اللواتي جردهن الاستغلال والقهر من اثداء العطاء..لرفيق العمر المفصول عنها بكلمترات الا سةار والعسس.. للانجم المسافرة من قلعة منفى على طول وعرضالوطن الكبير.
كانت سعيدة تكتب باظافرها في غبش الزنزانة ولا تابه بامراض الابداع. القصيدة رئتها الثالثة التي تستنشق بها رائحة غابات الحرية..عرق السواعد التي تنشر الخيرات والتي تبترها احيانا انياب آلات الراسمال.كانت القصيدة اليومية عينها الثالثة التي ترقب بها تراث المستقبل.
وتمر الاشهر كسرب من القوافل الضماى التي شدت رحالها الى ينابيع الفرح وسعيدة تكتب باظافرها على حائط الزنزانة..تكتشف رويدا رويدا من خلال المعاناة وممارسة الحقد والحنان..من خلال الرؤيا المشحونة بحدة الواقع وعناده..تكتشف العلاقات الخفية التي تربط اعضاء القصيدة برحم الثورة..بصراع الطبقات.هكذا بدات القصيدة تتحول من لحظة تاريخ غنائية الى عملية كشف وتطوير تتوحد خلالها سعيدة والقصيدة والمشروع الذي ادى بها الى غياهب المعتقل السري..ثم السجن العلني.
تم اللقاء..تداخلت المكونات وتشابكت في نسيج غريب واليف في نفس الوقت..يبهر بالنضارة.اصبحت سعيدة شاعرة لانها اكتشفتسر انسانيتها وكفاحها كامراة ومناضلة..لانها اكتشفت بهاءتجربتنا الانسانية.
في هذه اللحظة بالذات ..جاءالموتفقابلته سعيدة ببسمة الواثقة من نفسها.وعلى فراشها الاخير..خرجت للحظة من غيبوبتها العميقة لتكتب بالدم كلمتين بسيطتين..كلمتين رقيقتين حادتين في آن معا..لهما طعم الرصاصة والقبلة.
كتبت سعيدة.."ساموت مناضلة"..ثم دخلت من جديد في غيبوبتها اليقضة النهائية لتلتحق بقافلة الشهداء/الشعراء/الشهداء.


من اشعار الشهيدة/ترجمها عن الفرنسية الشاعر عبد اللطيف اللعبي.


1...- -

ريح بلادي
تعوي ..تصر.. تهب
على الارض المبللة(تكنسها)
ترسم اشكالا
تنقش صور الماضي
ماضي انا..ماضيك انت
ماضي كل واحد منا
صوتها يذكرني بسمفونية
تلك التي كنت تهمسها في اذني كل ليلة
قبل ذلك..منذ وقت بعيد
اليوم..هذا المساء..هذه الليلة
بصمات الحياة وحدها تراودذهني
والمطرالدؤوب
الريح العنيدة
يعودان ككل سنة
ويرجعان اليك مهما بعدت
فيذكراني بان لي جسما
بان لي صوتا
ارفعها قربانا اليك.
20 اكتوبر 1976ي يتبع لاحقا.
..........................................


في ذكرى إستشهاد الرفيقة سعيدة المنبهي .. إلى الأمام

نشر في شبكة دليل الريف يوم 11 - 12 - 2014

ولدت شروط الصراع ببلادنا تجارب سياسية عظيمة مازالت حتى اليوم محط نقاش سياسي عميق ودقيق ,إذ أنه بعد ابرام صفقة اكس ليبان والإتفاق على صيغة جديدة للاستعمار تخدم المصالح الإقتصادية والسياسية والإديلوجية للإمبريالية بالمغرب سيرد الشعب المغربي عبر محطات نضالية خالدة في التاريخ استكمالا لمشرع المقاومة المسلحة وجيش التحرير والتي كان أبرزها انتفاضة 58-59 بالريف وكذلك انتفاضة 23 مارس 1965 التي كانت مهد انطلاقة ثورية متميزة بالمغرب مبنية على فهم ماركسي لنيني لواقع الصراع السياسي بالمغرب وارتباطاته الإقتصادية والإديلوجية التي تبلورت بشكل متقدم في منظمة إلى الأمام التي قدمت عبر مسارها مجموعة من الشهداء والمعتقلين السياسين الذين تتذكرهم الجماهير الكادحة وطلائعها الثورية بفخر وهمة ثورية لايعادلها إلا صقل ميداني لتجاربهم وبناء متواصل تحت نيران الأعداء والمندسين ,حيث نقف في هذه المناسبة لنخلد باسم المبدأ في الميدان ذكرى الشهيدة الغالية سعيدة المنبهي .
سعيدة المنبهي التي ولدت في شتنبر 1952 تلميذة متميزة ثابرت على دراستها إلى أن حصلت على شهادة الباكالوريا والتحقت بكلية الآداب بالرباط شعبة الأدب الإنجليزي. ناضلت سعيدة المنبهي في إطار الإتحاد الوطني لطلبة المغرب وبعدها تخرجت أستاذة للغة الإنجليزية وبالرغم من ذلك اختارت الإصتفاف إلى جانب الجماهير الكادحة في موقع النقيض ضد النظام السياسي القائم بالبلاد, إذ كانت من أبرز مناضلات منظمة إلى الامام العتيدة .
اختطفت في 16/10/1976 حيث تم الزج بها لمدة ثلاثة أشهر في المقتقل السري (درب مولاي علي الشريف) الذي احتضن ابشع جرائم التعذيب التي تعرض لها مناضلات ومناضلي الشعب المغربي حيث نالت الرفيقة سعيدة قسطها من التعذيب النفسي والجسدي لتنقل بعد ذلك إلى السجن المدني بالدار البيضاء بعد أن أدينت بخمس سنوات سجنا نافذة بتهمة المساس بأمن الدولة ..., كما أضيفت لها سنتين من السجن النافذ بعد انتفاضها في وجه القاضي ونعته بالفاشية, لم يستطع النظام وبيادقه النيل من عزيمة سعيدة المنبهي وقناعاتها رغم كل أشكال التعذيب حيث ستدخل في إضراب بطولي عن الطعام من داخل زنازن الرجعية لكي يعلو اسم سعيدة المنبهي عاليا متعاليا كشهيدة للشعب المغربي في 11 دجنبر 1977 بعد 34 يوم من الإضراب عن الطعام ...
تعتبر سعيدة المنبهي ملهمة أجيال من المناضلين والمناضلات ورمز للمرأة المغربية المناضلة, الحديث عن الشهداء والمعتقلين لا ينحصر ضمن قالبه الصحيح إلا عندما يكون في سياق استكمال دربهم والوفاء بأمانة لدمائهم فالشعب المغربي كانت له مواعيد عدة مع التاريخ تجلت في مجموع التجارب السياسية التي يجب التوقف لإستوعاب جدل ولادتها ونهايتها بإعتبارها عاملا مهما في فهم اشكال النضالي الثوري في مغرب اليوم والرهان على البناء الثوري والإهتمام بتنظيم صفوف الماركسين النينين وتطهيرها من الإنتهازية اليمينية واليسارية قصد التقدم في إنجاز الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية وإعلاء لواء سعيدة المنبهي وعبد اللطيف زروال وكمال الحساني ...
إهداء إلى كل المناضلين الشرفاء .. إلى الرفيق عبد العزيز المنبهي
 

.................................

الذكرى 34 لرحيل أيقونة المناضلات المغربيات سعيدة المنبهي

نشر في لكم يوم 11 - 12 - 2011

كتبت من السجن 'إذا أهداني السجانون للموت.. تذكروني بفرح'
تخلد الحركة الحقوقية المغربية يوم الأحد الحادي عشر من ديسمبر الذكرى الرابعة والثلاثين لاستشهاد المناضلة اليسارية سعيدة المنبهي في السجن بعد إضراب عن الطعام استمر لأزيد من أربع وثلاثين يوما، لا يزال اسم سعيدة المنبهي واحدا من الأسماء التي ألهمت أجيالا من المناضلات والمناضلين، لا تزال أيقونة لمرحلة كفاح وقف في وجه الشمولية والاستبداد بكافة عناوينه وبجميع تشكلاته وتمظهراته، كانت ولا تزال رمزا للحركة الطلابية المغربية وما قدمته من شهداء في سبيل الدفاع عن حقوق المستضعفين.
ولدت سعيدة المنبهي في حي شعبي من أحياء مدينة مراكش في شهر سبتمبر من سنة 1952، بعد حصولها على الباكالوريا التحقت بشعبة الأدب الإنجليزي بكلية الآداب بالرباط، وناضلت في صفوف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب (أوطم) و تزامنت هذه الفترة (1972-1973) مع الحظر التعسفي للمنظمة الطلابية من طرف الدولة المغربية.
التحقت بعد ذلك بالمركز التربوي الجهوي و تخرجت أستاذة بالسلك الأول بعد سنتين من التكوين، ودرست اللغة الإنجليزية بإحدى المؤسسات بمدينة الرباط حيث ناضلت في صفوف الإتحاد المغربي للشغل ثم انضمت لمنظمة "إلى الأمام" الثورية .
اختطفت سعيدة المنبهي في 16 يناير 1976 بمعية ثلاث مناضلات أخريات بعدما داهم زوار الليل بيتها كبلوا يديها و وضعوا عصابة على عينيها، وقضت 3 أشهر بالمركز السري درب مولاي الشريف الشهير باحتضان أخطر جرائم التعذيب في عهد الملك المغربي الراحل الحسن الثاني، حيث كانت تتعرض لأبشع أشكال التعذيب الجسدي والنفسي، ثم نقلت في شهر مارس إلى السجن المدني بالدار البيضاء ، ليحكم عليها بخمس سنوات سجنا سجنا نافذة بتهم عديدة من ضمنها المس بأمن الدولة، بالإضافة لسنتين "لإهانة القضاء" وفرض عليها مع رفيقتيها رفيقتيها فاطمة عكاشة وربيعة لفتوح العزلة بالسجن المدني بالدار البيضاء.
خاضت سعيدة المنبهي بمعية عدد من المعتقلين والمعتقلات مجموعة من الإضرابات عن الطعام توجت بالإضراب اللامحدود عن الطعام وذلك لسن قانون المعتقل السياسي وفك العزلة عن الرفيقات وعن المناضل إبراهيم السرفاتي، وهو الإضراب الذي دام 34 يوما نقلت بعدها إلى المستشفى، ومنع عنها تناول الماء والسكر، لتفارق وبسبب الإهمال الحياة يوم 11 ديسمبر 1977 بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء وهي في سن 25 سنة لتخط بدمائها آخر قصائد الوفاء "سأموت مناضلة".
لم يكن السجن ليحد من عزيمة سعيدة المفعمة بالثورية، قاومت برودة الأرض التي تلتحفها في زنزانتها وعوضته بدفيء ما كانت تكتبه من شعر، كانت تؤمن أن تحرر المرأة لن يتأتى إلا بانخراطها في النضال التحرري العام من طوق الديكتاتورية والاستبداد والاضطهاد. كانت على اتصال بالسجينات في السجن حتى المعتقلات منهم ضمن قضايا الحق العام للتعرف على أوضاع اعتقالهن، اقتربت ممن احترفن الدعارة وأنجزت تحقيقا ودراسة عن الأسباب الحقيقية الاجتماعية والمادية التي دفعتهن لذلك بل وكتبت من أجلهن قصيدة "فتيات اللذة"، واعتبرتهن نساء مضطهدات من محيطهن ومن قبل الرجال المستغلين لأجسادهن من قبل النظام السياسي الذي ألقى بالمجتمع في أحضان البؤس والفقر وبالتالي من الطبيعي أن تكون هناك دعارة، مادامت هناك أزمة على جميع المستويات .
لا زالت كلماتها حاضرة في وجدان كل حر، ولا زالت رسائلها إلى والدتها وأفراد عائلتها تتردد على ألسنة من عرف سعيدة المنبهي عن قرب. كتبت لوالديها من جحيم الاحتجاز "أبواي الأعزاء" في الوقت الذي سأقضيه بعيدة عنكما أرجوكما ألا تتألما من اجلي، إن حياتي كما قلت لكما في رسالتي السابقة تستمر وتستمر، لاشيء يخيفني .. إن شعوري نحوكم يزداد تأججا، إلا أنني لاحظت لدى أمي لحبيبة في الزيارة شيئا من القلق.. أبواي الأعزاء " في الوقت الذي سأقضيه بعيدة عنكما أرجوكما ألا تتألما من اجلي، إن حياتي كما قلت لكما في رسالتي السابقة تستمر وتستمر ، لاشيء يخيفني .. إن شعوري نحوكم يزداد تأججا ، إلا أنني لاحظت لدى أمي لحبيبة في الزيارة شيئا من القلق وأريد من جديد أن أتوجه إليها لكي تعيد ثقتها بي، وبالمستقبل المشرق، أمي يجب أن تثقي أن وجودي في السجن لايعني بالضرورة حرماني من الحياة، إن حياتي لها عدة معان، إن السجن مدرسة وتكملة للتربية، لهذا أريد منك وكما عهدناك دائما أن تكوني شجاعة، قادرة على مواجهة كل متاعب الحياة".
لا يزال الجميع يستحضر أدبها الثوري وكلماته ذات الوقع الذي يؤجج المشاعر:" تذكروني بفرح فأنا وان كان جسدي بين القضبان الموحشة فان روحي العاتية مخترقة لأسوار السجن العالية وبواباته الموصدة وأصفاده وسياط الجلادين الذين أهدوني إلى الموت. أما جراحي فباسمة، محلقة بحرية، بحب متناه، تضحية فريدة، وبذل مستميت" تقول سعيدة التي اغتيل فيها الأمل من أجل إشراقة وطن.
تقول الباحثة هند عروب في قراءة للشعر الثوري للسجينة الراحلة "إن للحب حضور لافت على مدار القصائد والرسائل، فبه قاومت وتماسكت إلى أن رحلت. فحبها لعائلتها فردا فردا، كان متفجرا في الرسائل وتفاصيل أحاديث هذه الرسائل"، ثم تضيف "لا ننكر أن دور العائلة جلي في مد جسور الرسالة، الشيء الوحيد الذي يصبر المعتقلين ويشد أزرهم. كانت سعيدة تتحدث مع أخواتها عن كيفية تربية الأولاد ومعاملتهم، عن ذكرياتها مع إخوتها ووالديها، عن أحوالها داخل السجن، حنينها واشتياقها لتقبيلهم. والجميل في رسائلها أنها هي من كانت تطمئنهم عليها ".
---
............................

قصة سعيدة المضربة عن الطعام حتى الموت

نشر في فبراير يوم 05 - 01 - 2012

"سعيدة من داخل السجن:" أمي أريدك شجاعة كما عهدتك والسجن معنى آخر للحياة
يوم 16 يناير من شهر يناير تحل الذكرى لاختطاف المنبهي، وهذه محاولة لرسم وجهها الآخر.
فتحت سعيدة المنبهي عينيها بمدينة مراكش في بدايات عقد الخمسينيات من القرن الماضي، ومن المدينة الحمراء التي حصلت فيها على شهادة الباكالوريا نحو العاصمة الإدارية الرباط، حيث درست اللغة الإنجليزية بكلية الآداب، ولأنها من أبناء الشعب الذين تفاعلوا مع قضايا الكادحين بمراكش وبالرباط، فلم تفكر كثيرا في الالتحاق بصفوف نقابة الطلبة الشهيرة، الاتحاد الوطني لطلبة المغرب.
وقد كان من حسن حظها أو سوئه أن التحاقها ب"أوطم" تزامن مع سنة الحظر التعسفي على هذا الإطار الذي أشرف على تأسيسه رفاق المهدي بنبركة في الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، ولم يكن عمرها يزيد آنذاك على 20 سنة بالضبط.
كانت سعيدة في ريعان شبابها، كانت جميلة، لكنها كانت قوية وصلبة، ولذلك لم تقبل أن تتفرج على معاناة المغاربة من أبناء جيلها في الكثير من المجالات، ولذلك التحقت أيضا بالمركزية النقابية، الاتحاد المغربي للشغل.
لم تنس الشابة المناضلة سعيدة دراستها، ففي نفس الوقت الذي كانت تحتضن فيه آلام وآمال المغاربة، كانت تتسلق بدقة وبترو سلالم التحصيل العلمي، حيث التحقت بالمركز التربوي الجهوي، وتخرجت أستاذة بالسلك الأول بعد سنتين من التكوين، لكن سنة 1972 ستكون مفصلية في تاريخ سعيدة، بعدما قررت الانضمام إلى منظمة "إلى الأمام" الثورية.
اختطفت سعيدة المنبهي في 16 يناير 1976 من بيتها الذي كان يضمها مع ثلاث من رفيقاتها، لم يتريث زوار الليل ولم يمنحوهن فرصة للاستغاثة ولا للاحتجاج، كبلوا يديها ووضعوا عصابة على عينيها، ومباشرة إلى المعتقل السري بالدار البيضاء الشهير بدرب مولاي الشريف، حيث قضت 3 أشهر عاشت خلالها أخطر جرائم التعذيب.
ثلاثة أشهر تعرضت فيها إلى أنواع وأشكال من التعذيب الجسدي والنفسي، ثم نقلت بعد ذلك في شهر مارس من نفس السنة إلى السجن المدني بالدار البيضاء، قبل أن تحال على المحكمة ويقضى في حقها السجن خمس سنوات بالتهمة الشهيرة في تلك الأوقات: المس بأمن الدولة، بالإضافة إلى سنتين بسبب "إهانة القضاء".
قضت سعيدة أسوأ أيامها ب"الدرب"، مع رفيقتيها فاطمة عكاشة وربيعة لفتوح، قضت عزلة بشعة بالسجن المدني بالعاصمة الاقتصادية للبلاد، ولم تغادر سراديبه إلا حينما قررت خوض إضرابات متوالية عن الطعام بمعية عدد من المعتقلين والمعتقلات، بغرض فرض قانون خاص بالمعتقل السياسي وبالسجين السياسي، وفك العزلة أيضا عن الزعيم أبراهام السرفاتي الذي كان يعيش ظروفا خطيرة، تقرر تحويل الإضرابات المتقطعة إلى إضراب لامحدود.
دام الإضراب الطويل 34 يوما، اضطر سعيدة إلى مغادرة السجن والانتقال إلى مستشفى ابن رشد بالبيضاء.
في الأسبوع الثاني كسا الشحوب وجه سعيدة، وفي الأسبوع الثالث أصبحت تتكلم بصعوبة، وفي اليوم الرابع بعد الأسبوع الثالث فارقت سعيدة الحياة يوم 11 دجنبر 1977 بنفس المستشفى. كان عمر سعيدة 25 سنة بالضبط.
لقد اختطفت في بداية 1975، وفارقت الحياة بعد سنتين من التعب والتعذيب البطيء.
قليلون من جيل اليوم يعرفون أن سعيدة المنبهي بالإضافة إلى نضالها في النقابة وفي الخلايا الثورية في "إلى الأمام"... كانت تعرف كيف تعبر عن أحزانها بلغة الشعراء.
كانت سعيدة تقاوم برودة الزنازين والتعذيب الوحشي والإضرابات المتقطعة عن الطعام باللغة الثورية.
لم تنس والدتها الحبيبة حينما كانت تدرس بالمدينة الحمراء، أو حينما التحقت بالعاصمة الإدارية للبلاد، ولذلك كان قلمها يخط بدقة شديدة ما تشعر به تجاه رفيقتها الأولى في الحياة والمحن، ولم تنس والدتها حتى حينما أُلقي بها في دهاليز السجون، ولعل رسائلها النادرة التي أرسلتها إلى والدتها توضح قوة الحب الذي كانت تكنه لها: "...لاحظت على أمي الحبيبة في الزيارة شيئا من القلق وأريد من جديد أن أتوجه إليها لكي تعيد ثقتها بي، وبالمستقبل المشرق. أمي يجب أن تثقي بأن وجودي في السجن لا يعني بالضرورة حرماني من الحياة. إن حياتي لها عدة معان، إن السجن مدرسة وتكملة للتربية، لهذا أريد منك وكما عهدناك دائما أن تكوني شجاعة، قادرة على مواجهة كل متاعب الحياة".
تقول سعيدة لأمها ولأبيها أيضا، وهي في كامل صلابتها حتى وهي التي خرجت للتو من حصة تعذيب بشعة لم يرحمها فيها جلادها الذي تفنن في الجلد والضرب والسب و"التعلاق": "أبواي العزيزان، في الوقت الذي سأقضيه بعيدة عنكما أرجوكما ألا تتألما من أجلي، إن حياتي كما قلت لكما في رسالتي السابقة تستمر وتستمر، لا شيء يخيفني.. إن شعوري نحوكما يزداد تأججا، إلا أنني لاحظت على أمي الحبيبة في الزيارة شيئا من القلق...".
بحركيتها الدؤوبة وإصرارها على اقتحام الأفكار الجديدة، استطاعت سعيدة أن تعيش تجربة مهمة مع معتقلات الحق العام المسجونات في ملفات الدعارة، حيث قضت بينهن لحظات مكنتها من التعرف عن قرب على معاناتهن، وهو ما أهلها لكتابة دراسة تشرح فيها الأسباب والتفاصيل التي قادتهن إلى المأساة بدون أن يكون أمامهن خيار آخر.
كانت سعيدة تعرف أنها ستواجه مصيرها الحتمي، لكن لم يكن بإمكانها أن تتراجع.
هي واحدة من النساء المناضلات القليلات اللواتي يعرفن معنى الالتزام.
كتبت سعيدة في أواخر أيامها تقول: "تذكروني بفرح، فأنا وإن كان جسدي بين القضبان الموحشة فإن روحي العاتية مخترقة لأسوار السجن العالية وبواباته الموصدة وأصفاده وسياط الجلادين الذين أهدوني إلى الموت. أما جراحي فباسمة، محلقة بحرية، بحب لامتناه، تضحية فريدة، وبذل مستميت".
  

..........................

سعيدة المنبهي تُلهم الثوريين في الذكرى ال34 لرحيلها

نشر في هسبريس يوم 11 - 12 - 2011

خلدت الحركة الحقوقية المغربية الأحد الحادي عشر من ديسمبر الذكرى الرابعة والثلاثين لاستشهاد المناضلة اليسارية سعيدة المنبهي في السجن بعد إضراب عن الطعام استمر لأزيد من أربع وثلاثين يوما ، لا يزال اسم سعيدة المنبهي واحدا من الأسماء التي ألهمت أجيالا من المناضلات والمناضلين ، لا تزال أيقونة لمرحلة كفاح وقف في وجه الشمولية والاستبداد بكافة عناوينه وبجميع تشكلاته وتمظهراته ، كانت ولا تزال رمزا للحركة الطلابية المغربية وما قدمته من شهداء في سبيل الدفاع عن حقوق المستضعفين.
ولدت سعيدة المنبهي في حي شعبي من أحياء مدينة مراكش في شهر شتنبر من سنة 1952، بعد حصولها على الباكالوريا التحقت بشعبة الأدب الإنجليزي بكلية الآداب بالرباط، وناضلت في صفوف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب – أوطم- و تزامنت هذه الفترة (1972-1973) مع الحظر التعسفي للمنظمة الطلابية من طرف الدولة المغربية .
التحقت بعد ذلك بالمركز التربوي الجهوي و تخرجت أستاذة بالسلك الأول بعد سنتين من التكوين، ودرست اللغة الإنجليزية بإحدى المؤسسات بمدينة الرباط حيث ناضلت في صفوف الإتحاد المغربي للشغل ثم انضمت لمنظمة "إلى الأمام" الثورية .
اختطفت سعيدة المنبهي في 16 يناير 1976 بمعية ثلاث مناضلات أخريات بعدما داهم زوار الليل بيتها كبلوا يديها و وضعوا عصابة على عينيها ،و قضت 3 أشهر بالمركز السري درب مولاي الشريف الشهير باحتضان أخطر جرائم التعذيب في عهد الملك المغربي الراحل الحسن الثاني، حيث كانت تتعرض لأبشع أشكال التعذيب الجسدي والنفسي، ثم نقلت في شهر مارس إلى السجن المدني بالدار البيضاء ، ليحكم عليها بخمس سنوات سجنا سجنا نافذة بتهم عديدة من ضمنها المس بأمن الدولة، بالإضافة لسنتين "لإهانة القضاء" وفرض عليها مع رفيقتيها رفيقتيها فاطمة عكاشة وربيعة لفتوح العزلة بالسجن المدني بالدار البيضاء.
خاضت سعيدة المنبهي بمعية عدد من المعتقلين والمعتقلات مجموعة من الإضرابات عن الطعام توجت بالإضراب اللامحدود عن الطعام وذلك لسن قانون المعتقل السياسي وفك العزلة عن الرفيقات وعن المناضل إبراهيم السرفاتي، وهو الإضراب الذي دام 34 يوما نقلت بعدها إلى المستشفى، ومنع عنها تناول الماء والسكر، لتفارق وبسبب الإهمال الحياة يوم 11 دجنبر 1977 بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء وهي في سن 25 سنة لتخط بدمائها آخر قصائد الوفاء " سأموت مناضلة " .
لم يكن السجن ليحد من عزيمة سعيدة المفعمة بالثورية ، قاومت برودة الأرض التي تلتحفها في زنزانتها وعوضته بدفىء ما كانت تكتبه من شعر ، كانت تؤمن أن تحرر المرأة لن يتأتى إلا بانخراطها في النضال التحرري العام من طوق الديكتاتورية والاستبداد والاضطهاد المتعفن ، كانت على اتصال بالسجينات في السجن حتى المعتقلات منهم ضمن قضايا الحق العام للتعرف على أوضاع اعتقالهن ، اقتربت ممن احترفن الدعارة وأنجزت تحقيقا ودراسة عن الأسباب الحقيقية الاجتماعية والمادية التي دفعتهن لذلك بل وكتبت من أجلهن قصيدة " فتيات اللذة " واعتبرتهن نساء مضطهدات من محيطهن والرجال المستغلين لأجسادهن من قبل النظام السياسي الذي ألقى بالمجتمع في أحضان البؤس والفقر و بالتالي من الطبيعي أن تكون هناك دعارة، مادامت هناك أزمة على جميع المستويات.
لا زالت كلماتها حاضرة في وجدان كل حر ، ولا زالت رسائلها إلى والدتها وأفراد عائلتها تتردد على ألسنة من عرف سعيدة المنبهي عن قرب ، كتبت لوالديها من جحيم الاحتجاز " أبواي الاعزاء " في الوقت الذي ساقضيه بعيدة عنكما ارجوكما ألا تتألما من اجلي ، ان حياتي كما قلت لكما في رسالتي السابقة تستمر وتستمر ، لاشيء يخيفني .. ان شعوري نحوكم يزداد تأججا ، الا انني لاحظت لدى امي لحبيبة في الزيارة شيئا من القلق وار أبواي الاعزاء " في الوقت الذي ساقضيه بعيدة عنكما ارجوكما ألا تتألما من اجلي ، ان حياتي كما قلت لكما في رسالتي السابقة تستمر وتستمر ، لاشيء يخيفني .. ان شعوري نحوكم يزداد تأججا ، الا انني لاحظت لدى امي لحبيبة في الزيارة شيئا من القلق وأريد من جديد ان اتوجه اليهالكي تعيد ثقتها بي ، وبالمستقبل المشرق ، امي يجب ان تثقي ان وجودي في السجن لايعني بالضرورة حرماني من الحياة ، إن حياتي لها عدة معان ، ان السجن مدرسة وتكملة للتربية ، لهذا أريد منك وكما عهدناك دائما ان تكوني شجاعة ، قادرة على مواجهة كل متاعب الحياة يد من جديد ان أتوجه اليهالكي تعيد ثقتها بي ، وبالمستقبل المشرق ، امي يجب ان تثقي ان وجودي في السجن لايعني بالضرورة حرماني من الحياة ، ان حياتي لها عدة معان ، إن السجن مدرسة وتكملة للتربية ، لهذا اريد منك وكما عهدناك دائما أن تكوني شجاعة ، قادرة على مواجهة كل متاعب الحياة " ، لا يزال الجميع يستحضر أدبها الثوري وكلماته ذات الوقع الذي يؤجج المشاعر "
تذكروني بفرح فأنا وان كان جسدي بين القضبان الموحشة فان روحي العاتية مخترقة لأسوار السجن العالية وبواباته الموصدة وأصفاده وسياط الجلادين الذين أهدوني إلى الموت. أما جراحي فباسمة، محلقة بحرية، بحب متناه، تضحية فريدة، وبذل مستميت " تقول سعيدة التي اغتيل فيها الأمل بإشراقة وطن .
تقول الباحثة هند عروب في قراءة للشعر الثوري للسجينة الراحلة " إن للحب حضور لافت على مدار القصائد والرسائل , فبه قاومت وتماسكت إلى أن رحلت. فحبها لعائلتها فردا فردا، كان متفجرا في الرسائل وتفاصيل أحاديث هذه الرسائل " ، ثم تضيف "لا ننكر أن دور العائلة جلي في مد جسور الرسالة , الشيء الوحيد الذي يصبر المعتقلين ويشد أزرهم. كانت سعيدة تتحدث مع أخواتها عن كيفية تربية الأولاد ومعاملتهم، عن ذكرياتها مع إخوتها ووالديها , عن أحوالها داخل السجن , حنينها واشتياقها لتقبيلهم. والجميل في رسائلها أنها هي من كانت تطمئنهم عليها " ، طوبى لك أيتها الرفيقة .
 

................................













ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق