المتابعون

الاثنين، 23 نوفمبر 2015

الشهيد مصطفى بلهواري

الشهيد مصطفى بلهواري














ولد الشهيد بلهواري مصطفي بمراكش في سنة 1955 في وسط عائلي فقير حصل على الشهادة الابتدائية بمدرسة سيدي بودشيش ثم التحق بثانوية محمد الخامس بنفس المدينة وحصل فيها على شهادة الباكلوريا في الموسم الدراسي 76 – 77 .

انضم الى الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بعد ولوجه لجامعة محمد الخامس بالرباط كلية العلوم وبعد انتقاله الى كلية العلوم بمراكش اسس فيها النواة الاولى لاوطم بعد الحظر القانوني وعمل فيها على تأطير الجماهير الطلابية…

تحمل المسؤولية في التعاضدية الاولى بالكلية سنة 1979 بعد المؤتمر 16 وفي سنة 1980/1981 تحمل المسؤلية ككاتب عام لتعاضدية الكلية ..وشارك بنشاط. في اشغال المؤتمر 17 لاوطم واصبح بعد ذلك معرضا لكل اشكال المضايقات والمتابعات الى ان اعتقل في 15 يناير 1984 وتم نقله الى المعتقلات السرية بمراكش والبيضاء حيث مورست في حقه كل اشكال التعذيب النفسي والجسدي وقدم بعد ذلك للمحاكمة وحكم عليه ب 10 سنوات سجنا نافذة وفي سجن بولمهراز بمراكش شن عدة اضرابات عن الطعام بمعية رفاقه لتحسين وضعيتهم من داخل السجن وكان اخره اضرابا لامحدود عن الطعام دام 56 يوما في 28 غشت 1984 استشهد الرفيق مصطفى بلهواري بمستشفى الصويرة وشيعت جنازته بباب دكالة الى جوار الشهيدة سعيدة المنبهي والشهيد الدريدي مولاي بوبكر في مظاهرة عارمة رفعت خلالها الجماهير الشعبية شعارات منددة بسياسة النظام وبالتقتيل الممنهج الذي يتعرض لها المعتقلين السياسيين من داخل السجن..
.........................
 ولد الشهيد بلهواري مصطفي بمراكش في سنة 1955 في وسط عائلي فقير حصل على الشهادة الابتدائية بمدرسة سيدي بودشيش ثم التحق بثانوية محمد الخامس بنفس المدينة وحصل فيها على شهادة الباكلوريا في الموسم الدراسي 76 – 77 .

انضم الى الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بعد ولوجه لجامعة محمد الخامس بالرباط كلية العلوم وبعد انتقاله الى كلية العلوم بمراكش اسس فيها النواة الاولى لاوطم بعد الحظر القانوني وعمل فيها على تأطير الجماهير الطلابية…

تحمل المسؤولية في التعاضدية الاولى بالكلية سنة 1979 بعد المؤتمر 16 وفي سنة 1980/1981 تحمل المسؤلية ككاتب عام لتعاضدية الكلية ..وشارك بنشاط. في اشغال المؤتمر 17 لاوطم واصبح بعد ذلك معرضا لكل اشكال المضايقات والمتابعات الى ان اعتقل في 15 يناير 1984 وتم نقله الى المعتقلات السرية بمراكش والبيضاء حيث مورست في حقه كل اشكال التعذيب النفسي والجسدي وقدم بعد ذلك للمحاكمة وحكم عليه ب 10 سنوات سجنا نافذة وفي سجن بولمهراز بمراكش شن عدة اضرابات عن الطعام بمعية رفاقه لتحسين وضعيتهم من داخل السجن وكان اخره اضرابا لامحدود عن الطعام دام 56 يوما في 28 غشت 1984 استشهد الرفيق مصطفى بلهواري بمستشفى الصويرة وشيعت جنازته بباب دكالة الى جوار الشهيدة سعيدة المنبهي والشهيد الدريدي مولاي بوبكر في مظاهرة عارمة رفعت خلالها الجماهير الشعبية شعارات منددة بسياسة النظام وبالتقتيل الممنهج الذي يتعرض لها المعتقلين السياسيين من داخل السجن..


مراسلة عبدالمالك حوزي

"مي البتول "

لم يكن يهدأ ل"مي البتول " بال ولم يُغمض لها جفن وهي تعلم أن شبابا في عمر الزهور يقبع وراء القضبان . قادت مع "امي السعدية" ام الشهيد "بوبكر الدريدي" نضالات قوية لعائلات المختطفين والمعتقلين السياسيين بالمغرب لتلتحق "مي رقية" أم الشهيد "عبدالحق شباضة" بالمعركة ومجموعة كبيرة من الامهات والآباء الذين يشهد لهم التاريخ جميعا بأنهم ملح هذه الارض وعرقها النابض من أجل أن ينعم شعبنا بحريته .
نستمع الى شهادة المرحومة "مي البتول تراوات " أم الشهيد "مصطفى بلهواري"و هي شهادة مقتبسة من جلسات الاستماع العمومية .
أمي البتول تحكي عن معانتها التي بدأت مع الاضرابات الجامعية لسنة 1981 لتشتد مع الانتفاضة المجيدة لهذه السنة ..
تحكي عن التعذيب والمطاردات عن حصار العائلة والمضايقات ..
تحكي تفاصيل مطاردة ابنها الشهيد " بلهواري مصطفى" .
عن انتفاضة يناير 1984 وطرد زوجها من العمل وعن النضال المرير لعائلات المعتقلين السياسيين .
عن اعتقال أحد إخوة الشهيد واعتقال المرحومة البتــــول نفسها وزوجها من أجل الضغط على ابنها كي يسلم نفسه لأجهزة البوليس .
عن تسليم الشهيد "مصطفى بلهواري" لنفسه و نقله على التو انذاك إلى المعتقل السري السيئ الذكر "درب مولاي الشريف " حيث قضى به أزيد من شهر ، ليحال بعد على محكمة الاستئناف بمراكش التي قضت في حقه ب 10 سنوات سجنا نافذة .
اضطر مع باقي المعتقلين من نفس المجموعة، إلى خوض إضراب لا محدود عن الطعام لتحسين وضعيتهم بسجون العار .
لتحرم "مي البتول" وكل العائلات من زيارة فلذات أكبادهم .
وكان النظام القائم يرمي من وراء هذا الحرمان الضغط على العائلات من كي يوقف ابناءها المعتقلين السياسيين هذا الاضراب الذي تعمقت شوكته في حلقه ، مع الضجة الاعلامية بالخارج والداخل . وبقيت "مي البتول" من دون رؤية ابنها منذ دخوله في الإضراب عن الطعام ، حيث لم تتمكن من القاء النظرة التي لم تكن تعلم بأنها ستكون الاخيرة إلا بعدما هزل جسمه وتدهورت صحته بشكل خطير وتداعت نحو الهلاك وكان ذلك ثلاثة أيام قبل الاعلان عن استشهاده يوم 28 غشت 1984.
الرحمة لامي البتول والمجد والخلود لشهداء شعبنا
والحرية الفورية لجميع المعتقلين السياسيين ببلادنا
والنصر للشعب .
...........................




,فقد الشعب المغربي و معه كل المناضلين أما من أمهات الشهداء. و المناضلات في وقت سابق ضمن عائلات المعتقلين السياسين مجموعة المعتقلين السياسين 84 و بالضبط مجموعة مراكش ( مجموعة الدريدي و بلهواري مصطفى ) أمي الباتول واحدة من أعظم النساء التي أنجبهن الوطن إلى جانب أمي رقية وكل أمهات الشهداء على إمتداد خريطة هذا الوطن . حيث دفنت إلى جانب إبنها الشهيد القاعدي مصطفى , بحضور مجموعة من الرفاق و مناضلي حركة 20 فبراير.








مصطفى بلهواري.. رحيل مبكر ليساري في “معركة الجوع”

ذاكرة الألم والأمل.. يساريون قضوا بالسجن أو الاختطاف والنفي

بصم اليساريون المغاربة باختلاف تنظيماتهم، على تجربة سياسية يستحيل أن يتخطى كاتب التاريخ أو قارؤه فصولها المطبوعة بلغة التضحيات الجسيمة والاعتقالات والاغتيالات والنفي والتهجير.. هي تجربة تنبعث منها رائحة الأقبية النتنة، وأصوات مفاتيح الزنازين الغليظة، وآلام البطون الفارغة، كما تنبعث منها إرادة الحياة، التي كانت تشد أغلب من عاشوها إلى كتابة “المستقبل” بقلم الأمل في الأفضل، وإلى رسم لوحة القادم بألوان تنصف قضية الإنسان المغربي.

وباختلاف هوامش نشاطهم، سواء تلك التي تستحضر الخطوط الحمراء أو تلك التي ترى بالأخضر كل الخطوط، من أقصى الراديكالية السياسية إلى أقصى الإصلاحية، ومن العمل الثوري السري والتخطيط لقلب موازين الحكم إلى النشاط العلني الهادف إلى الإصلاح، سجّل التاريخ أسماء كثيرة لمناضلين قضوا نتيجة إيمانهم بالمواقف، في زمن “الجمر والرصاص” الذي لم يؤمن إلا بلغة البقاء للأقوى..

في هذه الحلقات، وطيلة أيام شهر رمضان، ستُرجع جريدة “أمَزان24” معكم أسماء “استشهدت” في السجون، أو قضت بها سنوات طويلة لتخرج بأعطاب في الجسد والذاكرة، وأسماء أُجبرت على توديع الوطن لتراقبه من المنفى.

الحلقة الخامسة عشرة: مصطفى بلهواري.. رحيل مبكر ليساري في “معركة الجوع”


لم يكن مسارا طويلا لكنه كان حافلا، من المنزل إلى الجامعة ثم إلى مخافر التعذيب وبعدها السجن ثم القبر. انتهت مسيرة مصطفى بلهواري مبكرا بشكل لم يتصوره أحدا، لفظ آخر أنفاسه وهو يقاوم الجوع الذي اختاره طوعا بدل أن يحيى مظلوما. هكذا وضع بلهواري المعادلة؛ حياة بشرف أو موت بشرف، فكان الخيار الثاني..

بلهواري مصطفى، الاسم الذي استنفر أجهزة البوليس السياسي والمخابرات، فسار مطلوبا وهو مازال بعد في الجامعة، فُرض عليه الاختباء وحياة السرية مبكرا، بعدما لاحقته الأجهزة ليل نهار ولمدة تتجاوز ثلاث سنوات، استعملت من أجل إلقاء القبض عليه كافة الطرق، وكانت أمه وأبوه نقطة الضعف الأهم، التي من خلالها تم لي يديه ووضعت فيها الأصفاد إلى أن مات بها.

اختار بلهواري، الشاب المراكشي، أن يناضل من أجل كرامة الشعب ومن أجل العيش الكريم للجميع، من أجل أن تفتح المدرسة في وجه الجميع، وأن يستفيد الفلاح من أرضه والعامل من عرقه، فكان الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، الإطار الذي بدأ وانتهت فيه الرحلة في سن مبكرة.

انتمى بلهواري مبكرا لفصيل سياسي كان مغضوبا عليه، وهو ما يعرف بـ “النهج الديمقراطي القاعدي” ذي الإيديولوجية الماركسية اللينينية. وفي بداية الثمانينات كانت الدولة قد دقت الكثير من المسامير في نعش المنظمات الأم التي تبنت الإيديولوجية نفسها، فحمل ذلك الفصيل، الذي انخرط فيه مصطفى، مسؤولية استمرار “المشروع” بإمكانيات لا تتجاوز الحناجر والأقلام التي تكتب البيانات، لكن طراوة المواجهة حتمت على الدولة أن لا تستهين بهؤلاء الصغار الذين سيكبرون.

مصطفى بلهواري الذي بقي رمزا مستعصيا على النسيان عند هؤلاء الذين عاشوا إلى جانبه المرحلة، جاء في مرحلة كانت توصف ببداية النكوص، لكن بالمقابل، كانت المرحلة شاهدة على انتفاضتين كبيرتين خرجت فيهما أطياف الشعب للتنديد بسياسة الدولة في كل المجالات، فكانت انتفاضة 1981 التي وصفها البصري مستهزئا بـ “انتفاضة الكوميرا” ثم جاء ما عرف بـ “انتفاضة مراكش”، وفي الحدثين معا كان مصطفى حاضرا بشكل أكبر من حجمه، لا كطالب، بل كقائد و”محرض” ومؤطر..

تحكي أم مصطفى المعروفة بـ “مي الباتول” أنه في يوم موته، وبسبب الصدمة التي خلفتها الفاجعة، ستلد زوجة أخيه طفلا قبل موعده، فرفض ضباط الحالة المدنية بتوجيه من الأجهزة أن يسمونه “مصطفى”، وأمام إلحاح الأسرة كانت الإجابة واضحة “لا نريد مصطفى بلهواري آخر..”.

من مراكش إلى العاصمة


داخل وسط عائلي فقير، يشتغل فيه الأب والأم في المعامل، أطلق بلهواري صرخته الأولى بمراكش سنة 1955، في المكان نفسه نال بلهواري شهادته الابتدائية بمدرسة سيدي بودشيش، التحق بعدها بثانوية محمد الخامس بالمدينة ذاتها، وحصل فيها على شهادة الباكلوريا في الموسم الدراسي 76 – 77.

تحكي أمه، أن الهم الأساس الذي كانت تحمله رفقة الأب هو أن يدرس أبناؤها وتراهم في مراتب جيدة، ولم يكن يهمها أن تكدح اليوم كله، بل كان الهدف أن لا يجد أبناؤها أنفسهم مكرهين على العمل الشاق من أجل تحصين لقمة العيش..

بعد حصوله على شهادة البكالوريا، ولج بلهواري جامعة محمد الخامس بالرباط كلية العلوم، وهناك في زمن ما كان يعرف بـ “الحظر القانوني”، وهي مرحلة قاسية كانت الدولة تعمل فيها على منع أنشطة الطلبة بالقوة والاعتقالات والطرد وغيرها، وعند التحاقه، قرر بلهواري الانضمام إلى الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وإلى جانب دراسته تشرب مبادئ النضال وآمن به حد النخاع.

العودة إلى المدينة الحمراء..


لم يطل مقامه كثيرا بمدينة الرباط، إذ فضل الرجوع إلى مدينته الأصل مراكش. سينتقل إلى كلية العلوم بالمدينة الحمراء، وهناك سيؤسس بلهواري إلى جانب آخرين النواة الأولى للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وبعد رفع ما سمي بـ “الحظر القانوني”، سيزداد حماس بلهواري للعمل أكثر، حيث شرع في تأطير الطلبة ودفعهم للنضال أكثر من أجل الحقوق العادلة.

تقول أمه، التي بقيت تناضل من أجل إظهار الحقيقة في وفاته ومحاسبة المتورطين، أنه منذ عودته إلى مراكش، كان لا يفكر في شيء إلا في المظلومين، وفي أوضاع الطلبة الذين يتوافدون على المدينة من الضواحي بهدف الدراسة، فكان يطلب من أمه الأكل ليقدمه لأصدقائه، وكان يقتني بمنحته الملابس من أجل الطلبة.

وبكلية العلوم مراكش، تحمل المسؤولية في التعاضدية الأولى سنة 1979 بعد المؤتمر 16 وفي سنة 1980/1981 تحمل المسؤلية ككاتب عام لتعاضدية الكلية التابعة لـ “أوطم”، وساهم بنشاط كبير في إعداد المؤتمر السابع عشر للمنظمة الطلابية، كما ساهم في انتفاضة 81 في إخراج الجماهير الغاضبة إلى الشوارع بمراكش، رفضا لسياسات الدولة..

أين مصطفى؟!


تحكي “مي الباتول”، وهي المرأة التي ستخوض نضالا مريرا من أجل ابنها مع باقي عائلات المعتقلين، أنه منذ تلك السنة (1981)، سيصير ابنها مصطفى مطلوبا من طرف أجهزة البوليس، الذين تكررت زياراتهم إلى بيت العائلة طيلة ثلاث سنوات، وفي كل مرة يقومون بتفتيش البيت كله، ويسألون عن مكانه، ويرابطون بسيارة أمام الحي، ويوقفون الشباب الذين يشتبه أنهم مصطفى. تذكر الأم أن أحد أفراد الشرطة خاطبها قائلا “هذه البطن التي أنجبت مصطفى تستحق أن تُقبر”.

بقيت الزيارات تتكرر كل حين، ويتم وفق شهادة الأم ترهيب الأسرة، كما تم اعتقال أخ مصطفى الذي كان طالبا بكلية الآداب، وبعد شوط من التعذيب الجسدي ليدلي بمكان مصطفى تم إطلاق سراحه، واستمر البحث إلى أن ألقي القبض على الأم والأب، والذين تجولت بهما سيارة الشرطة ما يقارب الثلاث ساعات لترهيبهما، قبل أن يتم إخلاء سبيلهما..

عندما علم مصطفى بلهواري بواقعة اعتقال والديه، قرر أن يسلم نفسه، حتى لا يتكرر المشهد مرة أخرى، وتم ذلك يوم 15 يناير 1984، وبعد يومين من الاعتقال في ولاية مراكش ذاق خلالها التعذيب، سيتم إرساله إلى المعتقل السري “درب مولاي الشريف”، حيث قضى زهاء شهر هناك تحت التعذيب الجسدي والنفسي، ودون أن تعلم عائلته بمكان وجوده رغم المحاولات المتكررة.

قدم مصطفى بلهواري بعد ذلك إلى المحكمة إلى جانب أزيد من أربعين معتقل، وبعد أشولط طويلة من المحاكمات ستوزع عقود السجن عليهم، وكان نصيب مصطفى 10 سنوات سجنا نافذا، نقل بعدها إلى سجن آسفي ثم سجون أخرى في وضعية من الحصار المشدد، وخاض إلى جانب مجموعة من المعتقلين إضرابا عن الطعام امتد أحدها شهرا، وكانت المطالب هي تخصيص وقت للعائلة من أجل الزيارة والسماح بدخول الجرائد والمذياع.

الرحيل المبكر..


بعد إضرابات متفرقة، وفي سجن بولمهراز بمراكش، قرر مصطفى بلهواري، خوض إضراب لا محدود عن الطعام دام 56 يوما، وفي يوم 28 غشت 1984 سيسلم مصطفى الروح إلى بارئها، بعدما كان قد سبقه رفيقه الدريدي مولاي بوبكر إلى الوفاة بالطريقة ذاتها، وهي نفسها الطريقة التي انتهت بها حياة سعيدة المنبهي وآخرين.

ستشيع بعدها جنازة مصطفى بباب دكالة بمراكش بعد إجراءات طويلة، وهي الجنازة التي سيحضرها الآلاف من شتى ربوع البلاد، والذين جاؤوا لتوديع جثمان الراحل بشعارات “ثورية”، لطالما رددها في الساحات، لكنه هذه المرة كان ممددا على نعشه ولم يجد الصوت ليردد شعاره الأخير..

هناك 3 تعليقات:



  1. بيان لعائلة الشهيد الدريدي
    بمناسبة الذكرى الثانية والثلاثون لرحيل الشهيدين
    م بوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري
    يومي السبت والأحد القادمين 27 و28 غشت الجاري، تحل الذكرى الثانية والثلاثون لرحيل الشهيدين م بوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري بعدما تمت تصفيتهم بدم بارد عبر ما تعرضوا له هم ورفاقهم المعتقلين المضربين عن الطعام، من تجاهل لما رفعوا من مطالب مشروعة، ومن عزلة وتعذيب وحشي بغاية إخضاعهم، ثم من إهمال طبي إمعانا في تقتيلهم، رغم دخولهم مرحلة احتضار حرجة، إلى أن لفظوا آخر أنفاسهم.
    نطوي اليوم اثنين وثلاثون سنة عن تلك الجريمة البشعة المدبرة بشكل انتقامي قبلي بغاية تطويع وإخضاع المعتقلين السياسيين وكسر شوكة مقاومتهم، وما تلاها من فصول تجرعها رفاق الشهيدين بعد اغتيالهم لمدة سنوات في سجون آسفي والصويرة ومراكش وأساسا في دهاليز المستشفى الجامعي بن رشد بالبيضاء، ضمن ما عاناه عموم المعتقلون السياسيون ببلادنا من انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان لازال الكثير منهم يعاني مضاعفاتها الكامنة في دواخلهم أو يحمل آثارها البينة على أجسادهم.
    كما تحل هذه المناسبة في غمرة ذكريات شهداء شعبنا؛ مصطفى المزياني، عبد الحق شباضة...، المتلاحقة في هذا الشهر مؤشرة على حجم الاغتيالات المتواصلة في حق مناضلات ومناضلي شعبنا وما يضاهيها من قمع متواتر لنضالات مختلف الحركات الاجتماعية الصامدة والنضالات النقابية ونضالات الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وحركات المعطلين؛ ومن حصار وتضييق على الحركة الحقوقية ومحاولة وأد حركة 20 فبراير الصامدة، والتنكر لمختلف المطالب الشعبية والتطلعات المشروعة نحو الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والعيش الكريم لكافة أبناء وبنات شعبنا.
    إننا في عائلة الشهيد الدريدي ونحن نحيي هذه الذكرى الخالدة مستحضرين تضحيات أبنائنا وكافة شهيدات وشهداء الشعب المغربي ورفاقهم، ووقوفهم الشامخ أمام آلة القمع بثبات يفضح جبنها ويكشف خستها؛ نعلن ما يلي:
    1 تحياتنا لعائلات الشهيدات والشهداء ورفاقهم ولكافة المعتقلين السياسيين، ودعوتنا عموم القوى الديمقراطية المناضلة لتطوير علاقات التضامن والتآزر لمواجهة آلة القمع بمختلف أساليبها، ومن أجل القضاء على الاعتقال السياسي ببلادنا، وخدمة للأهداف التحررية النبيلة المشتركة ولتطلعات شعبنا المشروعة.
    2 تضامننا التام واللامشروط مع كافة معتقلي الحركات الاجتماعية ومعتقلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ومعتقلي حركة 20 فبراير والنشطاء الحقوقيين ومع كافة ضحايا الاعتقال السياسي ومطالبتنا بإطلاق سراحهم.
    وفي الأخير، لا يفوتنا أن نعلن تحياتنا العالية للأسرى الفلسطينيين، وخاصة المضربون عن الطعام منهم، وللمقاومة الفلسطينية الواقفة في وجه التقتيل والاستعمار والاستيطان؛ وما تقدمه من دروس في التشبث بالوحدة الوطنية وفي الصمود والتحدي لمختلف أوجه الطغيان الصهيوني المدعوم إمبرياليا، رغم ظروف القهر والشتات التي يعانيها الشعب الفلسطيني وما يحاصر قضيته الإنسانية العادلة من مؤامرات دولية ومن خيانات وتواطؤات لأنظمة العمالة بالمنطقة.
    عن عائلة الشهيد الدريدي

    ردحذف

  2. ذكرى حزن و غضب ..
    ذكرى استشهاد بوبكر الدريدي و مصطفى بالهواري

    حزن و غضب.. على دولة تعنبب و انتقمت لتغتصب في نهاية غشت 1984 حياة شباب معتقلين سياسيين يساريين ثوريين فقط لأنهم ‏طالبوا بأوضاع إنسانية و تعامل إنساني في سجن بولمهارز بمراكش.. شباب قاد في انتفاضة 1984، لتبلور الانتفاضة تاريخا جديدا ‏لمقاومة الجماهير الشعبية الاستبداد و الفساد و ترفض طبقية النظام السياسي و مخزنة الحياة الاجتماعية ‏
    لم تتح لي الفرصة لمعرفة الشهيد بوبكر كما عرفت آنذاك شباب كان يشتغل معنا في جمعية الهدف.. لكن مصطفى بلهواري حصلت لي ‏معرفة به عندما كنت عضوا في مكتب النادي السنيمائي الثقافي بمراكش و استمرت علاقتنا النضالية و الإنسانية..‏
    كان قد اتصل بي كمسئول في مكتب "النادي السنيمائي الثقافي بمراكش" في أكتوبر 1981 باسم تعادضية كية العلوم.. لأن المكلف ‏ببطاقات الانخراط لم يخصص إلا بطاقات قليلة لتعاضديات أ.و.ط.م .. و طلبت من مصطفى الحضور لاجتماع مكتب النادي السنيمائي ‏لطرح المسألة.. و بالفعل استمع المكتب لمصطفى و خصصنا بطاقات أخرى للـ أ.و.ط.م.. كان بعض أعضاء مكتب النادي السنيمائي ‏الثقافي يرفضون انخراط وازن للطلبة القاعديين خوفا من صعود اليسار الماركسي السري إلى مكتب النادي... ‏
    و بدأت علاقة رفاقية بيننا عرفتني بمناضل صلب لا يتنازل عن الخط السياسي اليساري الثوري.. و لين يبلور الموقف التكتيكي الذي لا ‏يتناقض مع الخط السياسي الثوري.. و طاقة في الحوار الهادئ و العميق حول قضايا اليسار و الثورة الديمقراطية و دور المثقفين و ‏ضمنهم، الطلبة القاعديين، في النضال الثوري.. لذلك لا زال ألم و جرح فراق مصطفى و بوبكر غائرا في القلب و العقل...
    و نستحضر أمهات و زوجات و أسر المعتقلين السياسيين مجموعة مراكش الذين عانوا من إرهاب البوليس السري، الأم السعدية الدريدي و الأم البتول بلهواري .. و امهات خالد ناريداح ع.الكريم البيكاري و امهاتهم و أسرهم الذين كانوا السند الذي لا يفتر و الإرادة التي قاومت استبداد المخزن ‏

    الشهيد بوبكر الدريدي‎ ‎
    رأى النور بحي شعبي بالمدينة القديمة بمراكش (1965- 27 غشت 1984) وقد كان نشيطا ثقافية بمدينة مراكش. عرفته كلية العلوم ‏‏"القاضي عياض" و طلبتها مناضلا في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب مسئولا في لجان الأقسام.‏
    ‏ على إثر ا انتفاضة يناير 1984‏ نم اعتقاله في مارس 1984، سيق مع باقي رفاقه إلى الفيلا السرية بحي جيليز ليمارس عليه تعذيب ‏وحشي.. فضحه أما محكمة صورية و سجل اعتزازه بانتفاضة يناير الشعبية ضد السياسة الطبقية للنظام السياسي و ضد تفقير ‏الجماهير الشعبية، وفضح السياسة الطبقية في التعليم. و حكمت المحكمة على الشهيد بوبكر بـ5 سنوات سجنا نافذة‎.‎
    ‎ ‎في سجن "بولمهارز" بمراكش، رفض بوبكر و رفاقه الأوضاع المأساوية اتي فرضتها عليهم إدارة السحن التي طبقت بالحرف سياسة ‏الانتقام منهم التي أعلنها الملك الحسن الثاني في خطابه المشهور الذي ينعت الجماهير المنتفضة بـ"الأوباش".. و لم يكن أمام المعتقلين ‏السياسيين من خيار سوى الدخول في "إضراب لامحدود عن الطعام" بداية من 4 يوليوز 1984. و تركهم النظام السياسي و نخبه ‏يواجهون مصيرهم رغم نضال عائلاتهم و تضاكن رفاقهم المعتقلين الساسيين في عدة سجون. بعد 55 يوما من الإضراب استشهد بوبكر ‏الدريدي و لم يتجاوز عمره 19 سنة. وفي 29 غشت 1984 ودعت مدينة مراكش الشهيد في موكب نضالي جمع ألاف المواطنين و ‏المواطنات تتقدمهم أسرته المناضلة و رفاقه و رفيقاته من مختلف مدن المغرب. ‏

    ردحذف

  3. ‎* ‎الشهيد مصطفى بلهواري‎:‎

    ازداد مصطفى في مراكش و استهد فيها (1955-28 غشت 1984) من ثانوية "محمد الخامس بمراكش حيث عُرِفَ مصطفى بنضاله ‏داخل الحركة التلاميذية مع بداية السبعينات من القرن الماضي، نضالات أطرتها "النقابة الوطنية للتلاميذ" التابعة للحركة الماركسية ‏اللينينية (منطمة 23 مارس و منطمة إلى الأمام) التي تشكلت سنة 1970. درس بكلية العلوم بالرباط. وكان استمر نضاله من أجل رفع ‏الحظر ‏ عن "الاتحاد الوطني لطلبة المغرب". مع بداية كلية العلوم بمراكش عاد إلى مدينته افتتحت كلية العلوم بمراكش لتأسيس فرع ‏للاتحاد الوطني لطلبة المغرب بالكلية. في نوفمبر 1978 استطاع نضال الطلبة القاعديين و الجماهير الطلابية من فرض رفع الحظر ‏عن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب. ‏
    أطر و نطم مصطفى بلهواري النقاشات حول الاتحاد الوطني لطلبة المغرب و تاريخ نضالاته بارتباط مع نضال الشعب المغربي ضد ‏الاستبداد و من أجل الحرية و الديمقراطية و الاشتراكية، و مكنته قدرته و كفئته و معرفته بواقع الطلبة من كسب احترام و ثقة القواعد ‏الطلابية و رفيقاته رفاقه الطلبة ليحملونه المسؤولية ككاتب عامّ لجهاز تعاضدية كلّية العلوم إلى أن استشهد. كان للشهيد حضور نوعي ‏و متميز في التحضير للمؤتمر 17 ل أ.و.ط.م مَثـَّـلَ جماهير طلاب كلية العلوم بمراكش في لائحة "الطلبة القاعديين."‏
    ‎ ‎نوعية نشاطه النضالي الطلابي جعلت قوى القمع و البوليس السري يترصد نشاطه و تبدأ متابعته و التضييق عليه و على أسرته التي ‏تعرض منزلها مرارا للمداهمة، بل و لاعتقال أفراد من أسرته و تعنيفهم بحثا عليه في إطار الحملة القمعية التي طالت عدد من الطلبة ‏القاعديين، إذ كان هدف النظام السياسي هو ضرب أستعادة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب مكانته في النضال الجماهيري و استعادة ‏اليسار الجذري نضاله الثوري من أجل الديمقراطية و الاشتراكية. ‏
    ‎ ‎اعتقلت قوى القمع البوليسي والدته و والده كرهائن للضغط على مصطفى.. مما فرض على الشهيد مصطفى تسليم نفسه يوم الثلاثاء ‏‏24 يناير 1984 للبوليس السري بكوميسارية جيليز ليتم نقله إلى المعتقل السري "درب مولاي الشريف" للتعذيب بالدار البيضاء الذي ‏كان يشرف عليه الكوميسير قدور اليوسفي و جلاديه. قضى هو ورفاقه تحت التعذيب شهرا ليقدمه النظام السياسي الى محاكمة ‏مراكش و يُحكم عليه بـ 10 سنوات سجنا نافذا.. فضح الشهيد أمام المحكمة أوضاع الاستغلال الطبقي و القمع و الاستبداد الذي ‏تتعرض له الطبقات الشعبية الكادحة و أعلن تضامنه اللا مشروط مع انتفاضة الشعبية الجماهيرية، كما فضح كلّ أساليب التعذيب التي ‏مورست عليه.‏
    و استمرت سياسة انتقام النظام السياسي من المعتقلين السياسيين بسجن "بولمهارز" و ممارسة معاملتهم معاملة قمعية و لا إنسانية، مما ‏اضطر المناضلون للدفاع عن حياتهم لخوض الإضراب اللامحدودا عن الطعام المشهور الذي هز الضمائر الحية و كشف الوجه ‏القمعي التسلطي الانتقامي للنظام السياسي ضد كل من عارض سياسيته القمعية اللا شعبية. ‏
    ‎ ‎كان يوم 28 غشت من سنة 1984، يوم الفاجعة الثانية بالنسبة لمجموعة مراكش و عموم المعتقلين السياسيين في سجون النظام ‏السياسي.. استشهد مصطفى بلهواري بمستشفى محمد الخامس.‏
    ‎ ‎و ودع الشهيد جماهير حاشدة من مدينته مراكش، أسرته و رفيقاته و رفاقه و أبناء و بنات حيه و سكان حيّ "بن صالح"، و الإعلام ‏الدولي "ليبراسيون"، "لوماتان دو باري"، "لونوفيل أبسرفاتور"، والقناة الفرنسية "فرانس 2". ‏

    لن ننسى و لن تنسى جماهير الشعب المغربي شهداء الحرية و الديمقراطية و الاشتراكية ‏

    ردحذف