المتابعون

الاثنين، 23 نوفمبر 2015

الشهيد الدريدي مولاي بوبكر

الدريدي مولاي بوبكر

الشهيد الدريدي مولاي بوبكر من مواليد 1965 بمراكش…التحق بثانوية ابو العباس السبتي بمراكش بعد حصوله على شهادة الدروس الابتدائية …ثم لاتحق بكلية العلوم بمراكش بعد حصوله على شهادة الباكلوريا في السنة الدراسية 83/84 …

انتمى الى الاتحاد الوطني لطلبة المغربي وتحمل مسؤوليته في لجان الاقسام بكلية العلوم بمراكش وعمل بشكل بارز في اللجان الثقافية عبر نشر الثقافة الحزبية الملتزمة ….

تم اعتقاله ابان الانتفاضة المجيدة في مارس 1984 وتم نقله الى المعتقلين السريين بالبيضاء ومراكش حيث مورست في حقه شتى انواع التعذيب وحوكم في 14 ماي 1984 بخمس سنوات سجنا نافذا بتهمة الانتماء لمنظمة سرية والمشاركة في "مؤامرة" قلب النظام …اثناء المحاكمة اعتبر ان الانتفاضة هي دليل ملموس على ادانة الجماهير الشعبية لسياسة النظام خاصة في ميدان التعليم..

بعد نقله الى سجن بولمهراز بمراكش سيشن هو ورفاقه عدة اضرابات احتجاجية عن الطعام ..وفي 4 يوليوز 1984 شن بمعية رفاقه اضرابا لامحدودا عن الطعام دام 55 يوما الى ان استشهد في 25 غشت 1984 من جراء نزيف دموي داخلي..

لتودع مدينة مراكش الشهيد الدريدي في 29 غشت 84 بمفبرة باب دكالة الى جانب رفيقه بلهواري…

....................

بيان بمناسبة الذكرى الثلاثون لاستشهاد المناضلين
الدريدي م بوبكر و بلهواري مصطفى
بمطلع يومي 27 و 28 غشت الجاري تحل الذكرى الثلاثون لاغتيال الشهيدين م بوبكر الدريدي و مصطفى بلهواري جراء الاهمال والتعذيب اللذان تعرضا له ضمن رفاقهما من مجموعة مراكش 84، بهدف تكسير معركتهم النضالية من داخل سجون مراكش وأسفي والصويرة، التي أخذت وقتها شكل إضراب لا محدود عن الطعام من أجل المطالبة بحد أدنى من الشروط الانسانية داخل المعتقل واحتجاجا على الأساليب القمعية التي وظفها النظام لمواجهتهم، في إطار التصعيد القمعي الخطير الذي شهده المغرب منذ يناير 1984 والذي استهدف كل المكتسبات الشعبية على واجهات النضال الجماهيري.
كما يشهد هذا التاريخ (27 و28 غشت) على الجريمة المرتكبة بإصرار وبدم بارد في حق الشهيدين. وعلى انطلاق مسلسل إجرامي آخر في حق رفاقهم امتد لسنوات ولازال الكثير منهم يحملون آثاره في أجسادهم أو يدفعون ثمنه من خلال الأوضاع الصحية والنفسية والاجتماعية المتردية التي لازالوا يكابدونها.
وتحل كذلك هذه الذكرى الثلاثون لاغتيال ابنينا الدريدي وبلهواري، على بعد أيام من ذكرى الشهيد شباظة عبد الحق ولازال صدى استشهاد المناضل مصطفى مزياني مترددا بقوة مدينا آلة القتل والاستغلال والقمع الطبقية المسلطة على شعبنا ومناضلاته ومناضليه، وهي المناسبة التي نتقدم من خلالها بأحر التعازي لعائلة الشهيد مزياني ولكافة رفيقاته ورفاقه في النضال وخاصة في النهج الديمقراطي القاعدي، ولكي نعلن ما يلي:
1. إدانتنا المتجددة لكافة الأساليب القمعية التي تسخرها الدولة لضرب النضالات الشعبية المشروعة بهدف العيش الكريم والديمقراطية ولكسر معنويات مناضلات ومناضلي الشعب المغربي داخل السجون وخارجها.
2. مطالبتنا بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين والاستجابة الفورية لمطالبهم المشروعة ووضع حد للاعتقال السياسي.
3. تحياتنا العالية لكافة المعتقلين السياسيين وعائلاتهم، ودعوتنا للجميع لتكثيف وتقوية علاقات التضامن والتآزر في وجه الآلة السجنية وكافة أساليب النظام القمعية.
4. دعوتنا كافة القوى الديمقراطية والمناضلة من أجل تقوية التضامن وتوحيد الصفوف لصد الهجوم الرسمي المنسق الذي يستهدف كافة مواقع النضال الشعبية بغاية لجم سيرورة تحرر شعبنا وبناء مجتمع الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة، الذي من أجله استرخصت الشهيدات واسترخص الشهداء حياتهم الغالية.
عن عائلة الشهيد الدريدي
25 غشت 2014
.........................

بيان لعائلة الشهيد الدريدي
في الذكرى 29 لاستشهاد المناضلين الدريدي وبلهواري

بنهاية شهر غشت من هذه السنة، تحل الذكرى 29 لاستشهاد ابنينا المناضلين م بوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري اثر المعركة البطولية للإضراب عن الطعام لمدة 62 يوما، الذي خاضاه إلى جانب مجموعة من رفاقهما بسجون مراكش وآسفي والصويرة خلال صيف سنة 1984 لمواجهة واقع الإدلال وحرب التقتيل التي يخوضها النظام ضد المعتقلين السياسيين ببلادنا.
وبهذه المناسبة، ونحن نستحضر تضحياتهما وذكراهما الغالية إلى جانب كافة الديمقراطيين، لازال النظام مستمرا في نفس الحرب الممنهجة لطمس جرائم الماضي والتعتيم على واقع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان المستمر داخل المعتقلات وخارجها، بينما تعج السجون بعشرات المناضلين ولازال المعتقلون السياسيون يواجهون نفس الآلة السجنية المحكومة بعقلية الانتقام المخزنية، في محاولات يائسة للتطويع والتدجين من جهة، واستكمالا لحلقات خنق الحريات الديمقراطية والقمع الذي تواجه به نضالات القوى الشعبية السياسية والنقابية والجمعوية وأساسا ضد حركة 20 فبراير المناضلة، الحاملة لتطلعات شعبنا في التحرر من نظام الاستبداد المخزني ومن أجل الديمقراطية الشعبية والعيش الكريم والمساواة الفعلية ما بين النساء والرجال من جهة أخرى.
وإننا في عائلة الشهيدين الدريدي وبلهواري ونحن نعلن تضامننا اللامشروط مع كافة المعتقلين السياسيين وعائلاتهم نسجل ما يلي:
· دعمنا الكامل لنضالاتهم المشروعة داخل السجون من أجل الحرية والكرامة وضد كافة أشكال القمع والتضييق التي يواجهونها والتي تكابدها عائلاتهم.
· دعوتنا المتجددة للحركة الحقوقية ولكافة القوى الديمقراطية ببلادنا للمزيد من تطوير النضال المشترك ضد الاعتقال السياسي ببلادنا وفضح جرائم النظام المرتكبة في أقبية القمع البشعة وفضح كافة الجلادين، المباشرين منهم أو المتواطئين بصمتهم أو بتعتيمهم عن واقع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان داخل السجون المغربية.
· تشبتنا الدائم بإجلاء الحقيقة الكاملة في ملف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان ببلادنا، وخاصة ملف الشهداء وتحديد المسؤوليات المباشرة ومحاسبة الجلادين.

المجد والخلود لكافة شهداء شعبنا

عن عائلة الشهيد الدريدي م بوبكر
25 غشت2013
.....................
 الذكرى 25 لاستشهاد المناضلين الدريدي وبلهواري



حسن أحراث
الحوار المتمدن-العدد: 2752 - 2009 / 8 / 28 - 04:59
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية



بمناسبة الذكرى25 لاستشهاد المناضلين الدريدي وبلهواري، أقدم هذه الفقرة من كتابي حول مجموعة مراكش –بتصرف- لعلها تسلط بعض الضوء على معركتهما البطولية، وهذه في البداية تعزية من طرف منظمة "الى الأمام المغربية":

رسالة تعزية:

وجهت منظمة الى الأمام المغربية، مباشرة بعد استشهاد المناضلين الدريدي وبلهواري، رسالة تعزية الى عائلات ورفاق شهداء معركة الإضراب عن الطعام بسجون مراكش وآسفي والصويرة، هذا نصها:

إلى كل زهرة نمت في أحضان الجماهير الكادحة، فداستها أقدام الهمجية...
الى كل شمعة اشتعلت فاحترقت لتضيء هذا الوطن...
الى كل الذين سقطوا في ريعان شبابهم في ميدان الشرف خدمة لقضية شعبهم...
الى كل هؤلاء الذين تحدوا القمع والحصار متشبثين بالطريق النضالي حتى الشهادة.. والى كل مناضلي الشعب المخلصين وكل العائلات والأمهات نتقدم بالتحية والتعظيم.
إن عزاءنا وعزاءكم الوحيد، الذي يجعلنا نبتسم والدمع في الأجفان، هو هذا العهد الذي جمعنا وجمع كل أحرار المغرب مع شعبهم.. عهد النضال ومواصلة طريق الشهداء ضد العدو الحقود المسؤول على مآسي الشعب المغربي بأجمعه وعلى فاجعته في فقدان أبناء له، من أوفى الأبناء.
فتحية لأبناء الزحف المقدس صناع الغد الجديد. والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار من الزرقطوني الى الدريدي...
وسيعلم طغاة اليوم أي منقلب سينقلبون...

منظمة الى الأمام المغربية


معركة الشهيدين بلهواري والدريدي


أ- الطور الأول من المعركة:

بعد صدور الأحكام في حق مجموعة مراكش ليلة 25 ماي 1984 لم يبق أي عذر للتعايش مع الشروط المذلة داخل السجن. وتبعا لذلك نظمنا نقاشات متواصلة لبلورة الصيغة النضالية المناسبة لتحسين وضعيتنا ولإثارة واقع السجون بالبلاد الذي لا يختلف في جوهره وحتى الآن عن واقع الجماهير الشعبية المضطهدة. وأمام تباعد الرؤى السياسية واختلاف التقديرات والتقييمات للظرف السياسي الذي كانت تمر منه البلاد قرر عشرة معتقلين خوض إضراب لا محدود عن الطعام من أجل تحقيق ملف مطلبي شامل. والمعتقلون السياسيون المعنيون هم:
الشهيد مصطفى بلهواري
الشهيد بوبكر الدريدي
نور الدين جوهاري
كمال سقيتي
أحمد البوزياني
الحسين باري
الطاهر الدريدي
الحبيب لقدور
عبد الرحيم سايف
حسن أحراث
وفعلا، انطلقت معركة الشهيدين يوم الأربعاء 04 يوليوز 1984. وكان من الطبيعي ومن المنتظر أن يواجه الإضراب بالتجاهل والاستخفاف. ولم تتحمل إدارة السجن المدني بمراكش -بولمهارز- حتى "عناء" أخذ الرسالة التي تضمنت قرار الإضراب ومطالب المضربين التي تجلى أهمها فيما يلي:
- الزيارة المباشرة لكافة أفراد العائلة وكذلك الأصدقاء.
- وسائل الإعلام والتثقيف: الجرائد، المجلات، الكتب، الراديو، التلفزة.
- اجتياز الامتحانات (منع المعتقلون السياسيون في صيف 1984 من اجتياز امتحاناتهم على الصعيد الوطني).
- الإقامة في جناح ملائم وفي ظل شروط مقبولة: التغذية، الفسحة، النظافة، التطبيب...
وتجدر الإشارة الى أنه وبعد حوالي أسبوع من انطلاق المعركة أعلن بعض المعتقلين من مجموعة مراكش عن خوض إضراب آخر عن الطعام وقدموا رسالتهم الى إدارة السجن لتلقى نفس مصير رسالة رفاق الشهيدين الدريدي وبلهواري.
إلا أنه وبدل الاستجابة لمطالب المضربين تم انتظار فجر يوم الجمعة 20 يوليوز 1984 لتشتيت المجموعة بكاملها سواء المضربين أو غير المضربين على سجون مراكش والصويرة وآسفي. وكانت عملية التشتيت كالآتي:
- تنقيل المعتقلين المحكومين بسبع سنوات الى 15 سنة، الى السجن المدني بآسفي (22 معتقلا).
- تنقيل المعتقلين المحكومين بثلاث سنوات الى خمس سنوات، الى السجن المدني الصويرة (16 معتقلا).
- إبقاء المعتقلين المحكومين بسنة واحدة بالسجن المدني بمراكش (خمس معتقلين).
كان الاستقبال حارا بسجني الصويرة وآسفي. فقبل حتى أن تطأ أقدامنا أرضيتي السجنين المذكورين، انهالت علينا التهديدات والسب والشتم بغية تكسير حماسنا منذ الوهلة الأولى. فلم يطيقوا شعاراتنا ولا تحدينا الجريء للموت البطيء. لقد اختلفت أساليب التعذيب من مراكش الى آسفي ومن هذين الأخيرين الى الصويرة في الشكل فقط وبقيت واحدة في المضمون. ففي الصويرة تم تعذيب المعتقلين المضربين وتشويه حالتهم عن طريق الحلق العشوائي للشارب وشعر الرأس. وتم الزج بهم على هذه الحال في عنابر معتقلي الحق العام. أما بآسفي وبعد اصطدام عنيف مع الحراس وأمام بنادق رجال الدرك زج بالمضربين فرادى بالكاشوات بعد إشباعهم جلدا وتجريحا.
ورغم كل هذا استمر الإضراب بآسفي كما بالصويرة ومراكش وتوحدت الخطوتان / الإضرابان رغم بعض التحفظات وبعض التجاوزات. وبدورها واجهت عائلاتنا بإصرار ناذر مشاق السفر لاقتفاء أثرنا من سجن لآخر وتصدت بشجاعة للمضايقات وقاومت الإشاعات المرعبة التي سعت بخبث الى الأخذ من صمودها والى زرع البلبلة في صفوفها. وواجهنا نحن الجوع والعطش والتعتيم وأصناف متعددة من الآلام والإجرام في عزلة تامة. ولم يتم تنقيلنا الى المستشفيات إلا بعد تدهور الحالة الصحية لكل المضربين حيث انطلق فصل جديد من الاحتراق تميز هو الآخر بالإهمال والتيئيس وافتعال كل ما يمكن أن يؤثر على صمودنا ومعنوياتنا. فمن التقييد بالأصفاد مع الأسرة وإغلاق النوافذ والحرمان من وسائل النظافة الى إجبارنا على القيء فوق الأرض والأسرة عندما عجزنا تماما عن الحركة. وكانت النتيجة المأساوية هي استشهاد المناضل بوبكر الدريدي بالصويرة في 27 غشت 1984 والمناضل مصطفى بلهواري في 28 غشت 1984 وهما في أسبوعهما الثامن من الإضراب عن الطعام، ثم سقوط عدد كبير من المضربين في غيبوبة عميقة. وبما أن الظرف السياسي كان استثنائيا حيث الحملة الانتخابية في أوجها ( الانتخابات التشريعية لشتنبر 1984) تم العمل على تكسير الإضراب بأي شكل من الأشكال، خاصة بعد توسع التغطية الإعلامية للمعركة بالخارج وصدى الاستشهادات (استشهاد عبد الحكيم المسكيني في يوليوز 1984 بالسجن المدني ببني ملال وكذلك استشهاد الرفيقين بلهواري والدريدي) وعلى محاصرة كل ما من شأنه التشويش على طقوس الانتخابات. بعد ذلك تم تنقيل الحالات الخطيرة في صفوف المضربين من الصويرة وآسفي الى مستشفى بن زهر بمراكش مع استقدام أطباء ذوي كفاءات عالية من الدار البيضاء والرباط للإشراف على الوضعية الخطيرة التي بات يتردى فيها المضربون.
أخيرا توقف الإضراب بعد 62 يوما من انطلاقه، وذلك بكل من مراكش وآسفي والصويرة بعد الوعود بتلبية مطالبنا والتي تلقيناها عن طريق الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في شخص رئيسها آنذاك وبعد ما لم يعد في وسعنا بالنظر للتمزيق الذي استهدفنا والوضع الصحي الذي أصبحنا عليه التحكم في مسار المعركة.
وبعد قضاء مدة طويلة بمستشفيات مراكش والصويرة وآسفي تخللها أكثر من إضراب إنذاري، من جهة لمعرفة مصير مطالبنا ومن جهة أخرى لانتزاع بعض المكاسب داخل المستشفى كالراديو الذي لم يتمتع به المضربون بآسفي قط بالإضافة الى الجرائد والكتب والمجلات، تم تنقيلنا الى سجون آسفي والصويرة ومراكش ما عدا بعض المعتقلين الذين كان وضعهم الصحي يستدعي البقاء بالمستشفى. أما مطالبنا فلم تلب بسجني آسفي ومراكش، و أكثر من ذلك أصبحنا أمام مطلب جديد انضاف الى مطالبنا الأخرى وهو مطلب الجمع بسجن واحد.

ب - الطور الثاني من المعركة:

استمرت النقاشات التي كانت قد استؤنفت في صفوف المجموعة المضربة الموزعة على مستشفيات مراكش والصويرة وآسفي رغم صعوبة التواصل ورغم الشروط الصحية المتدهورة لجل أفرادها حتى بعد التنقيل الى السجون. ومن جديد برزت الخلافات حول ما يمكن أن نقدم عليه في ظل المعطيات الجديدة. مما أدى في آخر المطاف أي بعد ما وصل النقاش الى الباب المسدود الى مواصلة المعركة فقط من قبل المجموعة الأولى التي أضربت عن الطعام في 04 يوليوز 1984 واستشهد في صفوفها الشهيدان بلهواري والدريدي (رفاق الشهيدين) بالإضافة الى معتقل آخر التحق بالإضراب الأول في السجن المدني بالصويرة. علما أننا لم نسمح للمناضلين الحبيب لقدور وعبد الرحيم سايف بالدخول في الإضراب الثاني رغم إصرارهما على ذلك، نظرا لوضعهما الصحي المتردي والذي ما فتئ يزداد سوء نتيجة عزلتهما القاهرة المستمرة الى الآن، وهي نفس وضعية المعتقلين السياسيين السابقين عبد الكريم بيقاري وخالد نارداح. مما يستدعي وفي أسرع وقت الالتفات اليهم قبل فوات الأوان.
خاض رفاق الشهيدين الموزعون على سجني آسفي والصويرة ومستشفى ابن زهر بمراكش إضرابات إنذارية عديدة كان أطولها الإضراب الذي دام من 25 أبريل الى 19 ماي 1985 (25 يوما) والذي تم توقيفه عشية حلول شهر رمضان كفرصة للمسؤولين لمراجعة وعودهم الكاذبة التي على إثرها أوقفنا الإضراب اللامحدود عن الطعام الأول. لكن، لا حياة لمن تنادي، حيث تم تنقيل ستة مضربين بعدما تم تجميع الكل بمستشفى ابن زهر بمراكش الى مستشفى الصوفي بالدار البيضاء لمدة أسبوع وليتم بعد ذلك إرجاعهم الى السجن المدني بمراكش في ظل نفس الوضعية غير المقبولة.
وأمام التعنت واللامبالاة اللذين قوبلت بهما الإضرابات الإنذارية بغية فرض الأمر الواقع، واقع الذل والمهانة خاض رفاق الشهيدين في 23 يونيو 1985 إضرابا لامحدودا عن الطعام باعتبار هذا الأخير سلاحا فعالا لإسماع صوت المعتقل وصيانة كرامته، مصرين على اختراق الصمت والحصار ورفض الذوبان كما حصل لبعض التجارب السابقة رغم التضحيات البطولية التي تم تقديمها (مجموعة تزنيت كمثال صارخ). وكالعادة ألقي بالمضربين داخل الكاشوات التي تحولت الى أفران حارقة بفعل حرارة صيف مراكش، بدون ماء ولا سكر لمدة أربعة أيام. وبعد ما يزيد عن 20 يوما داخل الكاشو نقلنا الى ما يسمى بالمصحة داخل السجن ومكثنا هناك في شروط كارثية الى غاية 03 غشت 1985، وهو تاريخ تنقيل جوهاري والدريدي وسقيتي الى مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء (موريزكو) وبالضبط الى قسم الإنعاش الجراحي ( الجناح رقم 17) . وفي 05 غشت 1985 ألحق باري والبوزياني وأحراث بنفس الجناح. وقد تمت محاولات عديدة بمراكش كما بالدار البيضاء عبارة عن إغراءات ومساومات كان الهدف منها هو كسر وحدة المجموعة المضربة وبالتالي ضرب المعركة خاصة إبان انعقاد القمة العربية بالدار البيضاء في غشت 1985 ومجيء البابا الى المغرب. لكنها محاولات باءت كلها بالفشل، وهو نفس ما حصل مع العائلات للتأثير على المضربين وحملهم على توقيف الإضراب.
وأمام عدم ثقة المضربين بالوعود وبالمقابل تشبثهم الواعي والمسؤول بشروط توقيف الإضراب المتمثلة باختصار في فتح حوار مسؤول وجاد يتم في إطاره تحقيق كافة المطالب، وأمام عدم رضوخهم لأساليب الترهيب والترغيب اقتناعا منهم بخطورة ما سيشكله أي تراجع في رهان قوة أول من نوعه ببلادنا ليس فقط على المجموعة المضربة بل على كافة المعتقلين السياسيين تم اللجوء بشكل سافر وفظ مستغلين في هذه العملية القذرة عدد المضربين ( 06 فقط بعد توقيف الإضراب من طرف المضرب الملتحق من الصويرة) الى تخديرهم بواسطة خليط من المواد المخدرة نذكر من بينها:
PHENERGAN, DOLOSAL, VALIUM, LARGACTIL….
والى تقييدهم مع الأسرة (تقييد اليدين والرجلين) ثم تأكيلهم بالقوة بواسطة المسبار وآلات التأكيل الاصطناعي والتي تستعمل في الحالات العادية لتغذية المرضى في غيبوبة طويلة. وكان كل ذلك يمر تحت أنظار وبمساهمة عدد كبير من الأطباء ضدا على الضمير المهني وضدا على الأخلاق وضدا على المواثيق الدولية لحقوق الإنسان وخاصة ما تعلق بدور الطبيب أو طاقم التمريض في المشاركة في مثل العمل الإجرامي الذي تعرضنا له.
استمرت هذه الوضعية الجهنمية مع بعض التغيرات الطفيفة التي كانت تصب كلها في اتجاه تركيع المضربين وتدميرهم واستمرت معها عذابات العائلات ومعاناتهم (التهديد بالاعتقال، الاعتقال فعليا، المضايقات...) وأدت ثمن تشبثها بأبنائها ومؤازرتهم من راحتها ومن وقتها ومن صحتها. ولا يفوتنا هنا أن نقف إجلالا وإكبارا لروح إحدى أمهاتنا الصامدات التي لم تكن تعرف للنوم أو للراحة طريقا أو طعما منذ اعتقال أول ابن لها والتي تجرعت مرارة استشهاد الثاني (بوبكر الدريدي). فقد قادت الى جانب أمهاتنا وأمهات كل المعتقلين السياسيين المعارك تلو الأخرى من أجلنا ومن أجل كل المغيبين قسرا الى أن ماتت واقفة بعد نزيف دموي في الدماغ في 17 مارس 1990.
أما المسؤولون وأمام حدة التغطية الإعلامية للمعركة ودخول معتقلين سياسيين بكل من السجن المركزي بالقنيطرة (السرفاتي وبعض رفاقه) وسجن لعلو (بنعمرو وبعض رفاقه) في إضرابات عن الطعام لمؤازرتنا بالإضافة الى حملات التضامن الواسعة معنا من مختلف السجون المغربية أصدرت وزارة الداخلية في أكتوبر 1985 بلاغا أذيع على أمواج الإذاعة والتلفزيون لطمأنة الرأي العام على وضعنا الصحي. وقد قامت عائلاتنا بالرد في حينه على المغالطات الفجة التي تضمنها البلاغ.
إلا أن كل المحاولات التي دفعت نحو إيجاد حل مقبول لوضعيتنا أقبرت سواء محاولات من داخل البلاد أو من خارجها. واستمرت وضعية المضربين لما يفوق ست سنوات (من 23 يونيو 1985 الى 16 غشت 1991) مقيدين الى الأسرة بالأصفاد بدون زيارة وبدون كتب وبدون مجلات وبدون جرائد وبدون حتى الأقلام أو الأوراق وبدون وسائل النظافة، ما عدا عمليات موسمية كانت تمر تحت إشراف البوليس السري وتتكاثف أثناءها جهود عناصر الحراسة لنتف شعر المضربين وقلع أظافرهم ولصب بعض القطرات من الماء البارد في أغلب الأحيان على أجسادهم تحت يافطة النظافة.
وفي يناير 1988 وبعد استكمال المضرب أحمد البوزياني المدة المحكوم عليه بها غادر المستشفى وهو في حالة إضراب عن الطعام وفي وضعية صحية يرثى لها. ونفس الشيء حصل بالنسبة للمضربين كمال سقيتي في يناير 1989 والحسين باري في أبريل 1989. وبقي المضربون الثلاثة الآخرون (أحراث والدريدي وجوهاري) يصارعون الموت والحصار والصمت...
وبعد استشهاد المناضل عبد الحق شباضة في 19 غشت 1989 في الإضراب اللامحدود عن الطعام الذي خاضه بعض المعتقلين السياسيين بسجن لعلو بالرباط اشتدت مرة أخرى الحملة الإعلامية حول الإضرابين وحول واقع السجون بالمغرب. مما دفع بالوزارة الأولى الى إصدار بلاغ حول أوضاع المضربين بكل من الدار البيضاء (حسن أحراث ونور الدين جوهاري) والرباط ( حسن العلمي البوطي وعبد الإله بن عبد السلام وعبد الفتاح بوقرو) أذيع بدوره على أمواج الإذاعة والتلفزيون.
ورغم ذلك استمرت حملات التضامن بالداخل من طرف الهيئات الحقوقية بالخصوص وبالخارج من طرف المنظمات الإنسانية والحقوقية، وسدت جميع الأبواب وأغلقت الآذان في وجه كل النداءات التي دعت الى تسوية وضعية المضربين. وهو المآل الذي لقيته توصية البرلمان الأوربي بهذا الشان في 14 دجنبر 1989.
وفي سنة 1990 اتخذت إجراءات عديدة على المستوى الرسمي لوضع حد لمعركتنا المزعجة، إلا أن المحاولة باءت بالفشل لما تشبثنا بإجراء حوار يحضره ممثلون عن الهيئات الحقوقية المغربية.
واستمرت المعركة حتى 16 غشت 1991 عندما أفرج عن أحراث وجوهاري إثر عفو صدر في 14 غشت 1991 وشمل في المجموع 40 معتقلا سياسيا من مختلف سجون البلاد، ومن بينها السجن المركزي بالقنيطرة.

حسن أحراث



في الذكرى... استشهاد المسكيني وشباضة والدريدي وبلهواري (المغرب)



حسن أحراث
الحوار المتمدن-العدد: 2367 - 2008 / 8 / 8 - 10:53
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية



عندما نمجد الشهيد لا ندعو بالمرة الى الاستشهاد، فالشهيد نفسه ورغم استشهاده لا يدعو الى الاستشهاد.
نمجد الشهيد اعترافا بتضحيته وصلابته، لأن المطلوب حقيقة هو مواصلة معركة الشهيد من أجل انتصار القضية التي استشهد من أجلها.
والمناضل من فرط حبه للحياة وتشبثه بها يرفض الذل والمهانة. وسقوطه شهيدا لا يعني قتله لنفسه (أي الانتحار أو حب الموت بما يمثله ذلك من انهزام واستسلام)، إنما يعد سقوط الشهيد قتلا واغتيالا من طرف النظام.
ولن أقول جديدا، إذا قلت إن بلهواري كان مغرما بالحياة، كان الشهيد بلهواري يقدس الحياة، كانت الحياة بالنسبة لبلهواري هي القضية. وكذلك الشهيد الدريدي الذي استشهد قبل أن يعانق العشرين سنة. فمن استمع الى نكت بلهواري وعايش فرح الدريدي يعرف جيدا مدى عشقهما للحياة/القضية. وأضيف للتاريخ، فبلهواري ومن منطلق إيمانه بانتصار معركته كان يحدثنا باستمرار، وحتى بعد خمسين (50) يوما من الإضراب عن الطعام، عن الوجبة الأولى التي سيتناولها بعد فك/توقيف الإضراب، إنها وجبة سمك...
وبدوره الشهيد شباضة، ما هي دلالات مبادراته النضالية؟ ولماذا التحامه بالمضطهدين؟ ولماذا خاض إضرابا لا محدودا عن الطعام وهو أقرب الى خارج السجن، فلم تكن تفصله عن مغادرة السجن إلا شهور معدودة؟
أ ليس في ذلك المعاني الحقيقية والصور الرائعة للتشبث بالأمل وعشق الحياة، الحياة الكريمة، الحياة الشريفة؟
وهي نفس الحال بالنسبة للمسكيني وسعيدة وكافة شهداء شعبنا، سواء من استشهد في الإضراب عن الطعام أو تحت التعذيب أو بأية وسيلة أرغم على ركوبها من أجل الحياة/القضية...
إن خوض الإضراب عن الطعام داخل السجن لا يعني الإقدام على الانتحار، إنه شكل نضالي يمارسه المعتقل لانتزاع مطالبه التي تكون دائما عادلة ومشروعة )وأحيانا بسيطة(. فهل يجب أن يقبع المعتقل في زنزانته غارقا في الإهانة في انتظار الذي يأتي أو لا يأتي؟ ! إن ذلك ما يسعى اليه الجلاد لهزم المناضل وتدمير صموده وبالتالي زعزعة اقتناعه.
إن المضرب عن الطعام يفسح المجال لأن تزهر معركته وأن تتوسع رقعتها. وهو ما يجسده من خلال استعداده للحوار (الجاد والمسؤول طبعا) ومن خلال الإضراب أو الإضرابات الإنذارية، ثم من خلال استعمال الماء والسكر في مرحلة معينة من الإضراب...
أ ليس هذا كافيا لتأكيد عدم رغبة المضرب في الاستشهاد؟ وإذا حصل ذلك، أي الاستشهاد، فالمسؤول الأول هو النظام...
ومن واجبنا نحن أيضا من خارج السجن، كمناضلين وعائلات وهيئات مناضلة، أن ننخرط في معركة المضرب عن الطعام في شقها الثاني، أي القيام بمبادرات نضالية ضاغطة وفي مستوى الحدث من أجل تحقيق مطالبه. ونكون قد ساهمنا في هزم الجلاد وكل من يسعى الى قتل المضرب من خلال حمله على الاستشهاد.
إن معركة المضرب عن الطعام هي معركة الجميع وتحقيقها لأهدافها انتصار للجميع، انتصار لقضية الجميع...
فكم نتألم عندما نتذكر احتضار الشهيدين الدريدي وبلهواري وقبلهما في يوليوز الشهيد عبد الحكيم المسكيني، والقوى السياسية منشغلة بالانتخابات التشريعية لصيف سنة 1984 !!
لم نكن نراهن عليها حينذاك ولا نراهن عليها اليوم، إنها إشارة للتاريخ، إنها إشارة لبشاعة الإجرام الذي مورس على المناضلين والشهداء...

حسن أحراث (المغرب)
....................
 الشهداء لا يموتون...



حسن أحراث
الحوار المتمدن-العدد: 2347 - 2008 / 7 / 19 - 10:15
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية



هل كان الشهيد شباضة يدرك أن مناضلين قادمين سيخوضون معركة بطولية خدمة لنفس القضية التي استشهد من أجلها؟
وهل كان الشهيدان بلهواري والدريدي يدركان أن مناضلين قادمين سيخوضون معركة بطولية خدمة لنفس القضية التي استشهدا من أجلها؟
ثم هل كانت الشهيدة سعيدة تدرك أن مناضلين قادمين سيخوضون معركة بطولية خدمة لنفس القضية التي استشهدت من أجلها؟
وعموما هل كان الشهداء، كافة الشهداء السابقون واللاحقون، يدركون أن مناضلين قادمين سيخوضون معركة بطولية خدمة لنفس القضية التي استشهدوا من أجلها؟
الجواب بكل تأكيد، نعم، وألف نعم... وسواء كانت هذه المعركة إضرابا عن الطعام أو إضرابا عن العمل أو اعتصاما أو مسيرة أو انتفاضة...
بل إن صمود الشهيد والشهيدة مستمد في جزء كبير منه من الإدراك العميق والقوي أن مناضلين قادمين سيخوضون معركة ومعارك بطولية خدمة لنفس القضية التي استشهدا من أجلها، وأيضا من الاقتناع بأن الشعب المغربي سيقول كلمته الحاسمة في حق النظام القائم إن عاجلا أم آجلا...
إن الشهداء أحياء فينا وفي نضالاتنا.
ولأن النضالات متواصلة، ولأن النضالات لا تموت،
فإن الشهداء لا يموتون...
إن الشهداء يحبون الحياة، وبقدر ما يحبون الحياة يحبون التضحية من أجل الحياة.
إن المعتقلين السياسيين المضربين عن الطعام بكاشوات بولمهارز بدورهم يحبون الحياة، الحياة الكريمة...
يخوضون معركة بطولية خدمة لقضية الشهداء، وخدمة لقضية الشعب المغربي قاطبة...
كذلك كانت معركة مجموعة مراكش سنة 1984، معركة كل الشهداء، معركة الشعب المغربي، كما كانت معارك أخرى قبلها وبعدها...
كان التعذيب، وكان الكاشو، وكان التشتيت، وكان الإجرام في حق المضربين وفي حق العائلات وفي حق المناضلين والمناضلات...
ورغم ذلك، كان الانتصار...
وسيكون الانتصار الآن كذلك،
بدون شك سيكون الانتصار...

حسن أحراث
18/07/2008


كيف عشت استشهاد بلهواري والدريدي…
تنجداد 24

بقلم المناضلة زينة أوبيهي.

اعتقلت بالرباط يوم 25 يناير1984إثر الحملات القمعية التي رافقت الانتفاضة الشعبية التي عرفتها بلادنا في يناير 1984، والتي خلفت العديد من الشهداء، بالإضافة الى مداهمة المنازل ليلا ونهارا والاعتقالات بالجملة وشتى أنواع التعذيب داخل المخافر السرية والعلنية. وكان نصيبي ستة أشهر حبسا نافذا بسجن لعلو بالرباط. كانت فترة عصيبة ذقت خلالها والى جانب رفاقي ورفيقاتي (مجموعة الرباط ما يناهز 186 معتقلا من بينهم خمس معتقلات) ألوانا مختلفة من أشكال التعذيب الجسدي والنفسي..

غادرت سجن لعلو يوم 15 يوليوز1984 وعشت بعض المفاجآت السارة والكثير من المفاجآت المفجعة والمؤلمة. كان صيف سنة 1984 خانقا وحارا حرارة القمع المسلط على شعبنا. تهت بشوارع الرباط والاختناق يعتصرني، لأن المدينة بدروبها وشوارعها وأزقتها، وحتى سمائها، كانت تتنفس القمع والإجرام. أحسست فراغا مهولا وكأن المدينة خالية ومدمرة…

وأنا لم أستيقظ بعد من أثر صدمة الاعتقال، كان كل تفكيري الى جانب الرفاق المضربين عن الطعام بمراكش وأسفي والصويرة (مجموعة مراكش 1984). لقد انتابني إحساس رهيب، خوفا على صحتهم وحياتهم. وتعمق ارتباكي وزادت حيرتي حين كنت أتصور حجم آلام ومعاناة الأمهات والعائلات…

وفي خضم انشغال النظام المغربي وأحزابه المتواطئة بلعبة الانتخابات التشريعية وطقوسها (السمسرة وحملات التغليط والتضليل…)، سقط خبر استشهاد المناضلين بوبكر الدريدي بالصويرة ومصطفى بلهواري بأسفي كالصاعقة، سقط الخبر فاضحا للتخاذل ومكسرا للصمت. ولهول الفاجعة، فقدت صوابي واعتراني نوع فريد من الغضب والانزعاج. إنه نفس الغضب الذي يتملكني اليوم أمام هذا العجز والفراغ وأمام ارتفاع وتيرة القمع وفي ظل التردي الفظيع لأوضاع شعبنا الاقتصادية والاجتماعية.

باختصار، أحمل بين أضلاعي جرح استشهاد المناضلين الكبيرين بلهواري والدريدي الذي يتعمق مع كل استشهاد، وأيضا مع كل خيانة…

كل الوفاء للشهيدين وكل الوفاء لشعبنا الجريح…

المجد والخلود للشهيدين ولكافة شهداء شعبنا الذين سقوا تراب هذا الوطن الحبيب بدمائهم الزكية.

الرباط 18 غشت 2013
بقلم المناضلة زينة أوبيهي
......................................

بـــيــــــــان بمناسبة الدكرى 26 لإستشهاد المناضلين الدريدي بوبكر و بلهواري مصطفى
بـــيــــــــان

بمناسبة الدكرى 26 لإستشهاد المناضلين
الدريدي بوبكر و بلهواري مصطفى

عدم إعتذار الدولة و وضع حد للإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان
إستمرار لجريمة اغتيال ابنينا

بحلول يومي 28 و 29 غشت 2010 سوف نعيش مرة أخرى ذكرى استشهاد المناضلين التقدميين الدريدي بوبكر وبلهواري مصطفى بعدما تم اغتيالهم منذ 26 سنة خلت إثر خوضهما لإضراب لا محدود عن الطعام ضمن عدد من رفاقهم المعتقلين السياسيين من مجموعة مراكش 84 ، إحتجاجا على الأوضاع اللاإنسانية التي كانت تعيشها المجموعة داخل السجن و من أجل تحقيق بعض المطالب البسيطة المشروعة حفضا لكرامتهم و لإنسانيتهم داخل المعتقل.
وإنها مناسبة من جهة للتذكير، وبإصرار، بفظاعة الممارسات اللاإنسانية التي شكلت أسلوبا منهجيا للنظام في مواجهة معارضيه داخل السجون وخارجها، ممارسات فضحت الوجه الدموي و العدائي الإنتقامي للماسكين بزمام الحكم ببلادنا. و تجلت من خلال حجم الخسارة التمثلة في فقدان أبناءنا، وتعريض رفاقهم لأفظع الإنتهاكات التي تشهد عليها الآثار البينة التي يحملها لسنوات على أجسادهم العديد منهم (نارداح خالد،البيقاري عبد الكريم، لقدور الحبيب و سايف عبد الرحيم...). مثلما هي مناسبة كذلك لفضح استمرار نفس واقع الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وادعاءات القطع الرسمي معها وطي صفحة الماضي.

وبهده المناسبة، فإننا في عائلة الشهيد الدريدي ، ونحن نستحضر حياة و دكرى الشهيدين الغالية وكافة شهداء شعبنا، نعلن ما يلي:
1) إدانتنا المتجددة لجريمة إغتيال الشهيدين وللنظام القائم وراءها ولما يتعرض له المعتقلون السياسيون داخل السجون المغربية من ممارسات قمعية، تدفع بهم في الكثير من الحالات للدخول في إضرابات لا محدودة عن الطعام، تذكرنا بفاجعة فقدان الشهيدة سعيدة لمنبهي و الشهيد عبد الحق شباضة والشهيدين بوبكر الدريدي و مصطفى بلهواري.
2) تضامننا المطلق مع كافة المعتقلين السياسيين التقدميين و الديمقراطيين في مختلف معارك الكرامة التي يواجهون عبرها آلة القمع و التركيع السجنية المخزنية.
3) دعوتنا كافة المدافعين عن حقوق الإنسان إلى التصدي للاعتقال السياسي و أساليب القهر اللإنساني التي يعتمدها النظام لكسر شوكة معارضيه. ومناشدتنا عموم التقدميين لنبد الخلافات وجلد الذات والغرق في المعارك الهامشية والمفتعلة، التي لا تخدم سوى النظام في آخر المطاف، والتوجه بجد نحو وحدة الصفوف و للمزيد من النضال الحازم بهدف تحقيق الغايات التحررية الكبرى التي استرخص من أجلها الشهداء حياتهم.و أجل وضع حد للإفلات من العقاب في الجرائم السياسية و كشف الحقائق الكاملة بصددها، ومسائلة الجلادين المسؤولين عن الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ببلادنا في ماضيها و حاضرها، والذي بدونه تبقى جريمة اغتيال ابنينا الشهيدين مستمرة في الزمان.

عن عائلة الشهيد الدريدي


.....................

عائلة الشهيد الدريدي: حتى لا تتكرر مأساة غشت 1984 بيان
بيــان




عائلة الشهيد الدريدي: حتى لا تتكرر مأساة غشت 1984 بيان

للتضامن مع المعتقلين السياسيين بمراكش




يخوض المعتقلون السياسيون بالسجن المدني بمراكش (بولمهارز) إضرابا عن الطعام مند 11 يونيو 2008 ، احتجاجا على الأوضاع اللانسانية المفروضة عنهم قهراً ومن أجل تلبية مطالب تتمثل في تجميعهم وتمكينهم من التطبيب ومتابعة الدراسة ووسائل الإعلام وتحسين شروط الزيارة .

إلا أن هذه المطالب على بساطتها، وبالرغم من مشروعيتها عمد المسؤولون إلى التعنت بصدد تلبيتها وتجاهل دخول المعتقلين في إضراب عن الطعام لما يزيد عن شهر، وبالرغم مما لذلك من آثار مدمرة على وضعهم الصحي وأخطار أصبحت تهدد حياتهم.

لذا، فإننا في عائلة الشهيد الدريدي مٌ بوبكر، إذ نذكر بالشروط القاسية المشابهة التي ذهب ضحيتها ابننا الشهيد الدريدي سنة 1984 صحبة رفيقه الشهيد بلهواري مصطفى والمسؤولية الكاملة للحكم في ذلك، فإننا

نعلن إدانتنا الشديدة لأسلوب التقتيل الذي يواجه به المعتقلون، وتضامننا التام معهم ومع عائلاتهم وكافة رفاقهم.

ندعو المسؤولين إلى الكف عن سياسة التعنت، والاستجابة الفورية لمطالب المعتقلين المضربين ،انقاداً لحياتهم وانسجاماً والشعارات الرسمية المعلنة ، التي تهم ملف حقوق الإنسان ببلادنا.

تحيي الهيئة الوطنية للتضامن مع المعتقلين السياسيين بمراكش وندعو كافة القوى الديمقراطية والمدافعة على حقوق الإنسان إلى المزيد من الضغط قصد انقاد حياة المضربين، ووضع حد لسياسة الانتقام التي ينهبها المسؤولون تجاه المعتقلين المضربين عن الطعام بهدف تطويعهم وكسر شوكتهم

................

تقرير عن حفل تخليد ذكرى الشهداء: سعيدة المنبهي، عمر بن جلون، م.بوبكر الدريدي و مصطفى بلهواري



النهج الديمقراطي
الحوار المتمدن-العدد: 713 - 2004 / 1 / 14 - 03:09
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات



شهد مقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان –فرع مراكش- يوم 13 دجنبر 2003، حفل تخليد الذكرى السنوية للشهداء. و قد عرفت ذكرى هذه السنة الإحتفاء بشهداء عفروا بدمائهم عقدين من تاريخ المغرب المعاصر، عقدين عرفا اشتداد آلة القمع الوحشية و تصاعد النضالات البطولية لقوى الشعب الحية، شهداء ظلوا دائما منارات لكل فعل وقاد: سعيدة المنبهي، عمر بن جلون، م.بوبكر الدريدي و مصطفى بلهواري. و على الرغم من ضيق المكان الذي احتضن الذكرى و جمع المحتفين، فإن عائلات و أصدقاء و رفاق الشهداء و مناضلي كل من النهج الديمقراطي و حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، أصرت على رفع التحدي، تحدي منع السلطات لتنظيم ذكرى الشهداء في قاعة عمومية، الشيء الذي لقي استنكارا و سخط كل الحضور و المدعويين و أكد للذين ما زال في أذهانهم شك أن شعارات الحداثة و الديمقراطية الذي تتبجح بها الأبواق الرسمية و زبانية المخزن لا تعدو كونها شكلا جديدا من أشكال الديماغوجية التي يتوخى من ورائها المسؤولون تأثيث ديمقراطية الواجهة.

في بداية الحفل الذي رافقه تنظيم معرض للمنشورات و الوثائق لكل من الإطارين المنظمين للذكرى و كذا مجموعة من الأدبيات المرتبطة بالشهداء، وقف المحتفون على المنع الذي طال تخليد الذكرى في قاعة عمومية و على إدانته، لحظة قوية كشفت عن إصرار كل المناضلين الشرفاء على المضي في درب النضال الطويل حتى النهاية، إصرار تذكيه في كل لحظة عيون الشهداء التي ظلت منذ البداية تحضن مقر الجمعية المناضلة.

كلمات العائلات أجمعت على إدانة المنع و على تجديد العهد بالوفاء للشهداء و للقيم و المبادئ النبيلة التي دافعوا عنها و قدموا من أجلها أغلى ما يملكون. كلمات أكدت من جديد على أن تخليد الذكرى هو عنوان صمود و إصرار المضي قدما من أجل تحقيق كافة الحقوق التي ناضل من أجلها الشهداء و هي في نفس الوقت عنوان وفاء.

تخليد الذكرى، كذلك، هو تأكيد للتاريخ المشرق للحركة التقدمية و الديمقراطية المغربية و لإصرارها على الإستمرار في النضال من أجل حق الشعب المغربي بكل مكوناته في الحرية و الانعتاق و العيش الكريم. كما استحضر المسار النضالي الحافل للشهداء بقوة كذلك في هذه الذكرى.

لقد كانت الذكرى مناسبة للوقوف عند اللحظات المضيئة التي طبعت مسيرة الشهداء و المعتقلين داخل السجون، مناسبة للوقوف عند المحاكمات و المعارك التي وصلت حد الاستشهاد، كما كانت مناسبة للوقوف عند ظروف تخليد ذكرى الشهداء السياسية و الاجتماعية العامة و عند أهم سمات هذه الوضعية و المتمثلة في المحاولة الأخيرة الرامية إلى الالتفاف على حق الضحايا و المجتمع في معرفة الحقيقة و كذلك على ما يرتبه المخزن للحركة الحقوقية من أجل إفراغ مطالبها من كل محتوى و إشاعة الانطباع الخاطئ و المغرض على أن ملف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان قد طوي نهائيا أو أنه على الأقل في طريقه للطي النهائي.

لقد أجمعت العائلات على أنها لا يمكن أن تساهم في طي ملف الانتهاكات وفق الشروط المخزنية، كما أنها غير مستعدة للتنازل عن المحاسبة و المسائلة، مسائلة المسؤولين عن الانتهاكات من كل مستوى.

عرفت الذكرى كذلك، مساهمة الرفيق على أفقير عضو اللجنة الوطنية للنهج الديمقراطي بعرض حول الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان و التطورات الأخيرة التي عرفها الملف. و قد وقف الرفيق في بداية العرض عند ملاحظة أساسية أولى و هي أن التحولات التي عرفها العالم مع بداية التسعينيات و التي لقنت الجميع درسا في الديمقراطية كان بالإمكان أن تدفع إلى إحداث تحولات على المستوى المحلي إلا أن ضعف القوى الديمقراطية و كذا قوة المخزن و ذكاؤه ساهما في إحباطها. إلا أن هذا الوضع لم يثن المعتقلين و عائلاتهم و كذا الحركة الحقوقية المناضلة عن الصمود و النضال من أجل تحقيق مكاسب أساسية. و قد أفرز الوضع نقاشات أساسية على رأسها مسألة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان و كانت اللامة الأساسية البارزة في هذا النقاش هي تأسيس إطار خاص بالضحايا أو ما سيعرف بالمنتدى ، و لأهم القضايا التي طرحها المنتدى في وثيقة التأسيس: الحقيقة، جبر الضرر، توفير شروط عدم تكرار ما جرى. كما تعرض للمحاولات التي كانت تبذلها الجهات الرسمية بقيادة المنتدى، و هو ما أسماه بالتصدع الأول الذي سيعرفه المنتدى. و لم يكن هذا التصدع هو الأخير، فلقد عرف المؤتمر تصدعا ثانيا و دائما من صنع نفس الأطراف، استخدمت فيه عناصر من القيادة السابقة سيترتب عنه انقطاع الاتصال بين المنتدى و المحاورين الممثلين للدولة و هي الظرفية التي ستعرف إصدار التوصية المعروفة و المؤسسة للهيئة التي جاءت في وقت يتسم بالاستمرار في الانتهاكات.

و قد وضح الرفيق موقف المنتدى من الهيأة و تشبثه بالحقيقة و بلجنة للحقيقة مستقلة تتوفر على ضمانات و تلبي كافة شروط الضحايا.

لقد كان تفاعل الحضور مع العرض إيجابيا و ركزت المداخلات على مجموعة من النقاط الأساسية أهمها:

- ليس هناك مصالحة مبنية على التعويض المادي فقط

- ضرورة تأسيس جبهة لمواجهة الانتهاكات

- الهيأة غيبت مسألة المسائلة و تحديد المسؤوليات

- الانتهاكات ليست فقط سياسية بل اقتصادية،

- بالإضافة إلى تثمين الذكرى لمسألة اليوم الوطني للشهيد، وهي التوصية التي صدرت عن ذكرى الشهداء: زروال، التهاني و جبيهة.

المصدر: http://tinjdad24.com/?p=1617#ixzz3BN6wAIeC



..

هناك تعليق واحد:



  1. بيان لعائلة الشهيد الدريدي
    بمناسبة الذكرى الثانية والثلاثون لرحيل الشهيدين
    م بوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري
    يومي السبت والأحد القادمين 27 و28 غشت الجاري، تحل الذكرى الثانية والثلاثون لرحيل الشهيدين م بوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري بعدما تمت تصفيتهم بدم بارد عبر ما تعرضوا له هم ورفاقهم المعتقلين المضربين عن الطعام، من تجاهل لما رفعوا من مطالب مشروعة، ومن عزلة وتعذيب وحشي بغاية إخضاعهم، ثم من إهمال طبي إمعانا في تقتيلهم، رغم دخولهم مرحلة احتضار حرجة، إلى أن لفظوا آخر أنفاسهم.
    نطوي اليوم اثنين وثلاثون سنة عن تلك الجريمة البشعة المدبرة بشكل انتقامي قبلي بغاية تطويع وإخضاع المعتقلين السياسيين وكسر شوكة مقاومتهم، وما تلاها من فصول تجرعها رفاق الشهيدين بعد اغتيالهم لمدة سنوات في سجون آسفي والصويرة ومراكش وأساسا في دهاليز المستشفى الجامعي بن رشد بالبيضاء، ضمن ما عاناه عموم المعتقلون السياسيون ببلادنا من انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان لازال الكثير منهم يعاني مضاعفاتها الكامنة في دواخلهم أو يحمل آثارها البينة على أجسادهم.
    كما تحل هذه المناسبة في غمرة ذكريات شهداء شعبنا؛ مصطفى المزياني، عبد الحق شباضة...، المتلاحقة في هذا الشهر مؤشرة على حجم الاغتيالات المتواصلة في حق مناضلات ومناضلي شعبنا وما يضاهيها من قمع متواتر لنضالات مختلف الحركات الاجتماعية الصامدة والنضالات النقابية ونضالات الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وحركات المعطلين؛ ومن حصار وتضييق على الحركة الحقوقية ومحاولة وأد حركة 20 فبراير الصامدة، والتنكر لمختلف المطالب الشعبية والتطلعات المشروعة نحو الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والعيش الكريم لكافة أبناء وبنات شعبنا.
    إننا في عائلة الشهيد الدريدي ونحن نحيي هذه الذكرى الخالدة مستحضرين تضحيات أبنائنا وكافة شهيدات وشهداء الشعب المغربي ورفاقهم، ووقوفهم الشامخ أمام آلة القمع بثبات يفضح جبنها ويكشف خستها؛ نعلن ما يلي:
    1 تحياتنا لعائلات الشهيدات والشهداء ورفاقهم ولكافة المعتقلين السياسيين، ودعوتنا عموم القوى الديمقراطية المناضلة لتطوير علاقات التضامن والتآزر لمواجهة آلة القمع بمختلف أساليبها، ومن أجل القضاء على الاعتقال السياسي ببلادنا، وخدمة للأهداف التحررية النبيلة المشتركة ولتطلعات شعبنا المشروعة.
    2 تضامننا التام واللامشروط مع كافة معتقلي الحركات الاجتماعية ومعتقلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ومعتقلي حركة 20 فبراير والنشطاء الحقوقيين ومع كافة ضحايا الاعتقال السياسي ومطالبتنا بإطلاق سراحهم.
    وفي الأخير، لا يفوتنا أن نعلن تحياتنا العالية للأسرى الفلسطينيين، وخاصة المضربون عن الطعام منهم، وللمقاومة الفلسطينية الواقفة في وجه التقتيل والاستعمار والاستيطان؛ وما تقدمه من دروس في التشبث بالوحدة الوطنية وفي الصمود والتحدي لمختلف أوجه الطغيان الصهيوني المدعوم إمبرياليا، رغم ظروف القهر والشتات التي يعانيها الشعب الفلسطيني وما يحاصر قضيته الإنسانية العادلة من مؤامرات دولية ومن خيانات وتواطؤات لأنظمة العمالة بالمنطقة.
    عن عائلة الشهيد الدريدي

    ردحذف