المتابعون

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2015

الشهيد عبد الوهاب زيدون

قضية عبد الوهاب زيدون تعود للواجهة


لعل الكل يتذكر الفاجعة التي ألمت بالشعب المغربي عامة وبالأطر المعطلة بشوارع الرباط خاصة، عندما فقدوا جوهرة نفيسة من عقد تنظيمهم يوم 24 يناير 2012 بمستشفى بن رشد بالدار البيضاء، بسبب إصابتها بحروق أمام مديرية الشؤون العامة -الملحقة سابقا- لوزارة التربية الوطنية وصفت بالخطيرة -الدرجة الثالثة- يوم 18 يناير 2012 غيرت معالمها وأزالت ملامحها.
قبل أن تتعرض الجوهرة لتلك التغييرات والإصابات كانت تتميز ببريقها وعطائها المتمثل في بذلها وتفانيها في خدمة أناقة العقد وصلابتة، متحدية كل الظروف والعوامل التي قد تؤثر في مهمتها ورسالتها، ذلك لأن الجوهرة صنعت من معدن نفيس يسمى "الشعب المغربي" على يد صناع بارعين تفننوا على مر سنوات في تشكيلها وجعلها تنمو وتتجدد.
ما إن نضجت الجوهرة حتى خرجت لتعرف وتخدم أصلها المعدني النفيس، لكنها تعرضت لمضايقات وإكراهات مادية ومعنوية، بل ضرب وتعنيف رسمي، فصارت تطالب بالكرامة، وتنادي: أنا لست بأفضلكم أريد فقط مكانتي بينكم، أريد فقط حقوقي وحقوق أصلي التي تدعون أنكم تحرسونها، أريد كرامتي الإنسانية!
وعندما أصرت الجوهرة على حقوقها عنفت وحوصرت في ذروة برد الشتاء بمقر الوزارة التي ساهمت بأموال في تنشئتها، كانت الجوهرة المسكينة تفترش الأرض وتتلحف بضباب السماء الندي، لا تأكل إلا ما رمي لها من خبز من جواهر أخرى ما فتئت تطالب برفع الحصار والحيف عن زينة عقدها.
تطور الأمر في معتصمها وصار الأنين والأمراض والانهيارات من حولها تخيم على مخيلتها، ذلك ما حرك مشاعرها الأصيلة لتجلب بيدها القوت المصادر من قبل محاصريها -قوات الأمن-.
تطور الأمر وصار الهرج والقمع، وفجأة اشتعلت نار وذهبت الجوهرة لتخمدها فنشبت فيها هي الأخرى، أمام مرأى كبار المحاصرين وبوجود الإطفائيين الذين لم يتدخلوا، فكانت النتيجة أن ماتت الجوهرة في صمت رسمي، ودون بحث في حيثيات الحادثة وما سبقها، غير آبهين بأم الجوهرة المكلومة التي تبكي وتشتكي في صمت، ولا بأرملة ما فتئت تطالب بحق لها، ولا بمصاب يعاني وينتظر من ينصفه ويسدد مصاريف علاجه.
فأين نحن؟!
- بداية عودة القضية للواجهة.
توفي عبد الوهاب زيدون، الجوهرة، قبل ما يقارب السنة والنصف، ولم تحرك الجهات الرسمية ساكنا تجاه القضية، ولم تلتفت للمطالبات المتكررة من الأرملة وزملائه المعطلين الذين لا يفتؤون يرفعون اسمه في شعاراتهم وكذا في تواصلهم مع الجهات الرسمية وتنظيم أنشطة تخص القضية تميزت بزخمها الجماهيري، وحضور السند الحقوقي المتمثل في العديد من الفعاليات والجمعيات الحقوقية الوازنة، وكذا حضور السلطات بقمعها وتعنيفها وإصرارها على نهجها القديم المتجدد.
حتى يكون العمل لإنصاف الشهيد والمصاب منظما وفعالا، ارتأى مجموعة من الناشطين من المعطلين وغيرهم تشكيل لجنة تحضيرية لتأسيس هيأة وطنية لإنصاف الشهيد عبد الوهاب زيدون والمصاب محمود الهواس، بذلك أشرفت اللجنة على العديد من الأنشطة والوقفات وهيأت ملفات في القضية وأوراقا لتأسيس الهيئة.
وفي الفترة الأخيرة عزمت اللجنة التحضيرية على تأسيس الهيئة فحددت موعدا لذلك في 09 ماي 2013 بقاعة هيئة المحامين بالرباط، وقامت بالتواصل مع العديد من الجمعيات والفاعلين الحقوقيين والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، الذين رحبوا بالمبادرة وأكدوا تضامنهم واستعدادهم الكلي للحضور والمشاركة في أشغال تأسيس الهيئة يوم 09 ماي 2013.
ومن بين الجمعيات الحقوقية التي أكدت التضامن والحضور، الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، المركز المغربي لحقوق الإنسان، الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، الفدرالية المغربية لحقوق الإنسان، جمعية عدالة، كما لا يزال التواصل جاريا مع باقي الجمعيات.
ومن الفاعلين الحقوقيين، الأستاذ عبد الرحمان بن عمر والأستاذ خالد السفياني والأستاذ محمد المرواني والناشطة السعدية والوس والصحفية فاطمة التواتي والأستاذ الزهاري بالإضافة لناشطين وأساتذة محامين بارزين.
كما أن هناك أحزابا وتنظيمات توصلت بملف الهيئة وأكدت حضور ممثليها. 











وفاة عبد الوهاب زيدون الإطار المعطل الذي تعرض للاحتراق – فيدو الجنازة



الثلاثاء 24 يناير 2012
توفي عبد الوهاب زيدون، الإطار المعطل الذي كان شبت فيه النيران قبل أيام بالرباط، صبيحة اليوم، الثلاثاء24 يناير 2012، بمستشفى ابن رشد بمدينة الدار البيضاء، متأثرا بإصاباته البليغة بالحروق.
وعبد الوهاب زيدون، تغمده الله برحمته، شاب مغربي معطل نتيجة السياسات الرسمية الفاشلة في ملاءمة التعليم مع الشغل، وهو خريج ماستر القضاء والتوثيق من جامعة فاس.
وكانت مجموعة الأطر العليا المعطلة المقصية من محضر 20 يوليوز، التي ينتمي إليها المتوفى، ومعطَّلَان آخران هما محمود الهواس وعمر عكاوي طالتهما النيران هما أيضا، يوم الأربعاء 18 يناير، داخل مقر ملحقة وزارة التربية الوطنية بحي الليمون بالرباط، كانت أصدرت بيانا توضيحيا، كشفت فيه أسباب خوضها الاعتصام الذي ما زال متواصلا منذ أسابيع، وأوضحت ملابسات اشتعال النيران في ثلاثة أعضاء من الأطر المعطلة، حيث تحدثت عن منع

“وصول المواد الغذائية والأدوية للمعتصمين والقيام من حين لآخر بمصادرتها. كما تم قطع الماء على المعتصم قبل أن يتم التراجع عن هذه الخطوة بعد الضجة الإعلامية التي أثيرت حولها” .

وفي ظل هذه التضييقات، يضيف البيان، التي “بلغت ذروتها في الأيام الأخيرة فقد شهد الوضع الإنساني تدهورا كبيرا داخل المعتصم، لم تجد معه الأطر المعتصمة بدا من الدخول في أشكال نضالية تصعيدية، وفي هذا الإطار قام بعض الأطر بصب البنزين على أجسادهم محاولة منهم لاستعادة ما تم حجزه من مواد غذائية عجز المتضامنون من المجموعات الأخرى للأطر العليا المعطلة ومجموعات المجازين عن إيصالها للأطر المعتصمة، وبالتالي فالأمر لم يكن يتعدى كونه تهديدا، إلا أن التدخل الأمني في حق الأطر المهددّة بإحراق الذات استفز الإطار المناضل محمود الهواس الذي قام بإضرام النار في جسده قبل أن تنتقل النيران إلى زميله المناضل عبد الوهاب زيدون الذي حاول إنقاذه غافلا أنه قد صب بدوره البنزين على جسده” . ودعت في الأخير “الجهات المسؤولة إلى فتح تحقيق حول ملابسات ودوافع إقدام الإطارين على التهديد بإحراق ذواتيهما، وكذا مُسببّات تنفيذ عملية الإحراق” .

هناك تعليق واحد:



  1. Boubker Elouankhari
    ساعة واحدة ·
    قبل ست سنوات، في مثل هذا اليوم، 18 يناير 2012، اشتعلت النار في جسد الإطار المعطل المرحوم عبد الوهاب زيدون وتوفي بعدها.
    رحم الله زيدون..
    وكأن النار التي أودت بحياته لازالت مستمرة في حصد أرواح فقراء هذا الوطن ومظلوميه، فقط تتغير أشكالا وأصنافا أخرى: بين يموت سحقا في شاحنة النفايات، ومن يموت حرقا في حافلات الاستهتار بأرواح الأطفال، ومن يدهس بالأقدام من أجل كسرة خبز مغمّس في الإذلال، ومن يبتلعه البحر بعدما ضاق به البرّ، ومن تضرم النار في جسدها رفضا للحكرة والظلم…
    الموت متعدّد والقهر واحد، والسبب أيضا واحد: الاستبداد المنتج للفقر، والمحتكر للثروة، والكاتم للأنفاس.
    رحم الله زيدون وكل من مات في هذا الوطن من أجل أن ينال حقا، ومن نازع إلى الرمق الأخير من أجل أن يكون حرا.

    ردحذف