المتابعون

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2015

الشهيد كمال الحساني

 نموت اشتياقا                 

من هو الشهيد كمال الحساني ؟
الرفيق طارق
الحوار المتمدن-العدد: 3533 - 2011 / 11 / 1 - 22:18
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية

نموت احتراقا
وشنقا نموت، وذبحا نموت
لكننا لن نخون .... لن نخون ...
كما لو أنك بصدد حضور مشهد سينمائي لفيلم درامي رديء من إخراج وإعداد النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي، حين تستمع للشهادة الحية لرفاق الشهيد كمال الحساني الذي فارق الحياة على إثر النزيف الذي حصل له من خلال الطعنات الغادرة الموجهة له على مستوى الرقبة والإبط من طرف مأجور حفنة الخدمة الأوفياء والمطيعين الأذلاء للنظام الرجعي القائم بالبلاد، الذين استغلوا جهل وعصبية وفقر المهمش اقتصاديا والمقصي اجتماعيا والمقهور نفسيا لارتكاب أبشع جريمة والإقدام على تنفيذ أرعن تصرف يستنكره الضمير الإنساني الحي.
فلو يسارع الزمن خطاه ويدفع نحو تحقيق الضرورة الضاحكة ليستشعر الجبناء مدى فظاعة الجرم المقترف في حق أحد خيرة أبناء هذا الوطن، ولو يعيد التاريخ نفسه ولو في شكل مهزلة ليلقن لهم درسا آخر في الشهادة على غرار ما ندم عليه طول حياته الراعي البسيط الذي وشي بمكان اختباء المناضل الأممي تشي غيفارا. لكن الأكيد أن التاريخ لا يكتب أبدا بـ"لو" بل يخط بدماء الشهداء من أمثال الرفيق المناضل كمال الحساني.
فمن يكون الرفيق الشهيد ؟ لن نطيل في الحديث عن مساره النضالي واختياراته الفكرية وقناعاته السياسية لأن : 1. انتماؤه خلال دراسته الجامعية لفصيل الطلبة القاعديين –وجهة نظر 84-.
2. اصطفافه لمعتنقي شعار الماركسية اللينينية اختيار وهوية.
3. تعلقه الشديد بالقدوة في النضال والعطاء اللامتناهي : الرفيق عبد اللطيف زروال، والرفيقة سعيدة المنبهي.
يلخص كل الكلام وهو أقصر الطرق لمعرفة من يكون هذا الشهيد. وما رفضه المطلق للإنخراط أو الإنضمام لأي إطار سياسي بعد مرحلة الجامعة وتفضيله الالتحاق بالجمعية الوطنية سوى تأكيد على السير في نهج شهداء الوطن الحر المتساوي، فكان موقعه بارزا قبل التحضير لأشغال المؤتمر العاشر حين أكد للرفاق الذين يقاسمونه نفس التصور والآمل السياسي المعقود على كادحي أبناء هذا الوطن لشق مسيرة التحرر الثوري، أن الوقت حان لتنتج الجمعية الموقف الصائب من النظام، وكان وقعه أشد حين عمل بكل ما أوتي من قوة الإقناع لشحذ الهمم واستنهاض الفعل النضالي بريف المغرب في إطار اللجان الشعبية المستقلة على كل الأحزاب والهيآت السياسية واضعا نصب عينيه ضرورة الوصول إلى تأسيس المجالس الشعبية، حيث تتمكن الجماهير الشعبية بقيادة الطبقة العاملة الطليعية في عملية التغيير الثوري من تنفيذ برنامجها السياسي واختياراتها الاقتصادية.
الأكيد أن النظام الطبقي القائم بالمغرب قد عرف كيف ينهج التصفية الجسدية وينفذ جرائم الاغتيال السياسي، وهو ما أجاده وأتقنه منذ توكيله من طرف أسياده الإمبرياليين لخدمة ورعاية مصالحهم على حساب القوت اليومي للجماهير الشعبية، والأكيد أيضا في ميزان قوى الثورة بالبلاد أن الأمر يوقد مشعلا وضاءا للنضال لا يخمد ولن يخمد إلا بإحلال نظام الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج والقضاء التام على نظام الاستغلال والاستعباد.
باغتيال الشهيد كمال الحساني، أجهضت آمال وأحلام مناضل ثوري عنيد، وأنجبت معالم رمز حقيقي يحتذى به في التفاني والإخلاص لمشاغل وهموم الفقراء والكادحين، وستشكل صورته قيمة مضافة كحضوره الميداني في مختلف المعارك النضالية إلى جانب أبناء بلدته في المطالبة بالعيش الكريم. هؤلاء الذين سيتذكرونه دوما بنقاشاته الفكرية الرفيعة وبتعلقه الشديد بثوار العالم ضد الإمبريالية والرجعيات المحلية، كيف لا ؟ وصور غيفارا ولينين وشعار المطرقة والمنجل لا تفارقه حتى في مخدع نومه. فنوما هنيئا أيها الرفيق الشهيد وما مغادرتك لذويك وأحبابك ورفاقك سوى مسمار آخر يدق في نعش الأوليغارشية الحاكمة، وعهد رفاقك من بعدك الذين رددت معهم أنشودة الثورة أن لا يفلتوا حرفا واحدا من وصيتك الحمراء المتقدة دائما وأبدا.
لك أن ترتاح في مرقدك الأبدي وعيونك مفتوحة على كل المؤامرات والدسائس المحبوكة بجميع أصناف الغدر والخيانة مترقبة موعد العاصفة الحمراء التي لا تذر ولا تبقي من أحقاد الطبقية والاستغلال سوى الإسم والذكرى. ولنا لك كل الحب والوفاء وتقدير التضحية الجسيمة، وعلينا لك السير في نهجك ونهج من سبقك من الشهداء المخلصين للوطن الآتي الشامخ الكامل المتكامل : وطن المساواة والحرية والعدالة الاجتماعية وانتفاء الطبقات. كيف لا نعتبرك شهيد الوطن الكامل المتكامل؟ وحروف لقبك الشخصي لا تخرج عن هذه الدائرة ؟ فيا وطن الكمال افرح وزغرد عاليا بوهب كمال الوطن للوطن : وطن المعذبين والمستضعفين، وطن الثوار والانتفاضات الشعبية العارمة.
شهيد الدرب، شهيد الفكر، شهيد القناعات الثورية الصلبة، شهيد الخط الثوري الأصيل، شهيد الشعب المغربي البطل : لن نسامح، لن نغفر، لن نطو الصفحة، ولن يمروا ... لن يمروا ... لن يمروا ... فحين يسقط الثوار تعيش الثورة، وتستمر إلى الأمام. فالمسيرة لن تنتهي إلا بانتهائهم ومحاسبتهم وعقابهم في محكمة الشعب المنصوبة غدا بسواعد العمال والفلاحين الفقراء والجنود الثوريين.
لن نثلج صدوركم شهداء شعبنا سوى بالقصاص العادل لمن ارتضوا بيع البلاد بأبخس الأثمان وهي التي ارتوت بدماء أبنائها حد الثمالة.
لن نثلج صدوركم شهداء شعبنا سوى ببناء مغرب جديد مستقل حر وعادل يكفل العيش الكريم لجميع أبنائه وبناته دون تمييز في الجنس أو اللون أو المعتقد.

.....................
 
تاريخ الميلاد‏ في ‏2 ديسمبر، 1983‏
بيانات شخصية
شهادة تعريفية للرفيق كمال الحساني
ولد الرفيق الشهيد كمال الحساني بمدينة بني بوعياش باقليم الحسيمة يوم 02 دجنبر 1983 من عائلة متوسطة؛وبها تابع دراسته الابتدائية ومن ثم ولج الى ثانوية الخوارزمي ليدخل درب النضال بالحركة التلاميذية لينقطع عن الدراسة سنتين متتاليتين نظرا لظروف مادية ولكنه لم يستسلم الى ان حصل على شهادة البكالوريا صيف 2006 والتحق بجامعة محمد الأول بوجدة سنة 2006/2007، وسجل في كلية الحقوق في شعبة القانون الخاص التخصص الجنائي؛ وتحمل المسؤولية في صفوف فصيل الطلبة القاعديين المنضوي تحت الاتحاد الوطني لطلبة المغرب الى ان حصل على دبلوم الإجازة موسم 2009/2010 واصل مسيرته النضالية في تحمل المسؤولية بمعية الجماهير الشعبية بعد التحاقه برفاقه في الجمعية الوطنية لحملة الشواهد المعطلين بالمغرب وكان يعتبر الرفيق من بين أبرز المناضلين التقدميين،وبدوره تحمل المسؤولية بحركة 20 فبراير ايمانا منه
"حيث تواجدت الجماهير يتواجد المناضلين الشرفاء
وبعد عودته الى مسقط راسه من المعركة الاخيرة للجمعية الوطنية بالدار البيضاء التي سجل فيها موقفه المبدئي، ورغم عناء السفر الا انه اتجه صوب مقر اجتماعات حركة 20 فبراير ليساهم مع باقي رفاقه، الا انه اثناء التهيئ لاجتماعهم يفاجؤون بمباغتة غادرة من بلطجي مدفوع من طرف النظام القائم بالبلاد ذو الطبيعة اللاوطنية اللاديموقرادية اللاشعبية ليطعن الرفيق بطعنتين الاولى على مستوى البطن والثانية بالرقبة ليستشهد الرفيق على اثرها دفاعا منه عن التحرر والانعتاق يوم الخميس 27 اكتوبر 2011؛
"تستطيعون قطف كل الزهور لكن لاتستطيعون وقف زحف الربيع "
عاش الشهداء:مصطفى بالهواري ؛ الدريدي مولاي بوبكر ؛ كمال الحساني...
وعاش الشعب المغربي البطل 

..........................
 

شاهد عيان يروي تفاصيل إغتيال الشهيد كمال الحساني لحظة بلحظة أمام “كشك المعطلين” ببني بوعياش

DSC00038

الإثنين 27 أكتوبر 2014 - 14:24
الصورة: كمال الحساني في إحدى الوقفات الإحتجاجية
في مثل هذا اليوم 27 أكتوبر من سنة 2011 سقط كمال الحساني شهيدا على يد شخص يتهمونه رفقا الحساني بـ”البلطجي” والمسخر من جهات ما، حيث استغلوا وضعه وأميته ليتم شحنه ضد مناضلي الحراك الشعبي ببني بوعياش عموما ومناضلي الفرع المحلي للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب، وللوقوف أكثر على حادث الإغتيال وبمناسبة الذكرى الثالثة لإستشهاد كمال الحساني نعيد في “أنوال بريس” نشر شهادة أحد شهود عيان المتقي أشهبار الذي يملك “كشك” ببني بوعياش خاص بتقديم كؤوس الشاي والقهوة لرواد “الكشك” وأغلبهم من العاطلين والمعطلين بالبلدة، وفي إحدى الجلسات المسائية باغث قاتل الحساني جلسة المعطلين ليفسد عليهم جلستهم النقاشية بمجرد عودتهم من معركة التأسيس (تأسيس جمعيةة المعطلين) من الدار البيضاء.

الجاني … مياوم مغرر به
طالته أيادي الغدر، فاليد التي اغتالته لم تكن واحدة بل كانت أيادي متعددة؛ أيادي من نفذوا ومن خططوا ومن أرسلوا ومن استفادوا… كلها أيادي ملطخة بدماء الشهيد. فالجاني وهو بطبيعة الحال من ساكنة المدينة ويعمل مياوما في قطاع البناء، يكتري غرفة في الحي الأول يسكن فيها بمفرده، ومعروف عنه العربدة في الشوارع وكثرة التسكع خصوصا عندما ينتهي من العمل في المساء، ولم تكن تجمعه أية علاقة جوار أو صداقة أو عداوة… بالشهيد ولا بجمعية المعطلين ولا بحركة 20 فبراير، ولم يكن يشارك في أي مسيرة أو مظاهرة ولم يكن يحضر أي اجتماع ولا لقاء، وليس له أي مستوى دراسي يذكر، بل الأمر الذي كان يشغل بال الجاني هو أن جهة ما أو أشخاص معينين كانوا يسرون له بأن المعطلين كانوا يصورونه ويدخلون صوره في الانترنيت، كما يحرضونه على الانتقام، وهي فكرة “الصور” لم يستسغها ولم يتقبلها خاطره الضيق.
الكشك … أو مقر الإجتماعات
ذات مساء جئت لفتح الكشك بعد صلاة المغرب، وكنت أحس بشيء من الضيق في قلبي، ووددت لو خرجت إلى مكان بعيد لاحتساء فنجان قهوة في احدى المقاهي خارج المدينة، لكنني تلقيت رسالة من الرفيق حليم بان حركة 20 فبراير ستعقد اجتماعها ولا مناص من البقاء لتمكينها من ذلك. فلبيت طلبه وبقيت أنتظرهم حتى وفد بعض الرفاق وقد تجمهروا على مشاهدة فيديو مصور من المعركة الوطنية على هاتف نقال لأحد الرفاق وهم جالسين، ووصل الشهيد وقد قابلته في باب الكشك فسلمت عليه وتناول كرسي من الداخل وخرج ليستريح، وكان أول مجيء له إلى الكشك بعد وصوله من مدينة الدار البيضاء عائدا من معركة التأسيس يوم 26 أكتوبر.
الخنجر على عنق الشهيد
ولم تمض على جلوس الرفيق على الكرسي بعض دقائق معدودة وكنت داخل الكشك أعد الشاي حتى باغته الجاني بخنجر كبير فوضعه على عنقه ليذبحه دون أي سابق إنذار، لكن عندما قاومه الشهيد وقام من على كرسيه وجه له طعنة غادرة على مستوى الظهر، فلما بدأ الرفاق يقاومون ضرباته العشوائية باتجاههم وتهاطل الكراسي على ظهره فر هاربا إلى مقر باشوية أيت بوعياش والرفاق يلاحقونه من أجل القبض عليه، فلما وصل إلى المكان المقصود تحصن هناك مشهرا السكين الملطخة بدماء الشهيد في وجه كل من تجمهر حوله ومهددا إياهم بالذبح وسوء الخاتمة.
وتمت محاصرته حتى قدوم رجال الدرك إلى عين المكان ليعتقلوه، لكن قبل ذلك أخرج هاتفه وراح يكلم أحد ما بالعبارة التالية: ” أنا التجاني… التجاني أصاحبي… أجيو نفكو هاد لحريرة ولا نقتل بوعياش كاملة… راه وقعات الموت” وبمجيء الدرك تم اقتياده إلى مركز النكور وقد سلم نفسه وسلم أداة الجريمة بدون أي مقاومة تذكر من جانبه اتجاه من اعتقله.
الشهيد كمال الحساني
لاصحة ولا وقابة مدنية 
بعد استسلام الجاني توجهت الأنظار إلى المركز الصحي حيث رفيقنا ممدد على الأرض أمام الباب الخارجي، غارق في دمائه دون أية إسعافات طبية تذكر، واستفسارا منا مع إحدى الممرضات التي تواجدت في المركز أخبرتنا بأن المركز خال من الممرضين وكذا الأطباء وليس في يدها شيء تقدمه للضحية، وبقيت الأبواب مقفلة ولم نجد من حيلة أخرى لإنقاذ الشهيد من الموت المحدق به غير انتظار سيارة الإسعاف تأتينا من أي جهة، سيارة الإسعاف التابعة للبلدية، سيارات الإسعاف التابعة للمركز الصحي، سيارة الوقاية المدينة… مجموعة من السيارات لكن لم تأتي إلا متأخرة بمرور قرابة 45 دقيقة على أول اتصال بها، فلماذا هذا التأخير؟
وصلت سيارة الإسعاف التابعة لبلدية بني بوعياش، وبعد أن أدخلنا الشهيد وهممنا بإغلاق الأبواب إذ بسيارة الإسعاف التابعة للوقاية المدنية تصل فاضطررنا لنقل الشهيد من السيارة الأولى إلى السيارة الثانية، نظرا لانعدام أية مواد طبية وإسعافات أولية، فقد حولها المجلس إلى عربة صالحة لحمل كل الأشياء والكائنات وحتى الأموات.
انطلقت سيارة الإسعاف وعلى متنها الشهيد ورفيقين من الجمعية على أمل أن تصل إلى المستشفى الجهوي بالحسيمة، وفي عروقه شيء من الدماء وفي قلبه نبض الحياة عن قلته. ووراءها رحنا نتسابق الزمن من اجل اللحاق بالسيارة فمما لا شك فيه أن رفيقنا سيحتاج إلى دم إن وصل بروحه إلى المستشفى، وكان أملنا يطول كلما اقتربنا من المدينة، لكن هل تجري الرياح دائم بما تشتهيه السفن؟ بالطبع لا.
في باب المستشفى … صراخ مدوي وبكاء ينبع من حرقة الفقدان
ما إن وقفت سيارتنا ونزلنا مسرعين إلى باب المستشفى حتى استقبلنا رفاقنا بصراخ مدوي وبكاء ينبع من حرقة الفقدان؛ فقدان رفيقنا الشهيد كمال الحساني. لم أصدقهما وهما غارقين في بكاء طويل بل أسرعت إلى مكان تواجد الشهيد لأسأل عنه الطبيب وأحد أفراد الوقاية المدنية، فلما أكدوا لي خبر وفاته تجمد قلبي ودار بي المكان دورات لكنني لم أسقط كما فعل بعض الرفاق والرفيقات، تمالكت نفسي لكن لم تتمالك دموعي نفسها عن السقوط، فبكينا جميعا على رحيل شهيدنا، لكن هل بالدموع نسترده من ملكوت الموت؟ بالطبع لا.
استشهد الرفيق ودماؤه الطاهرة تشهد على استشهاده أمام كشك المعطلين، وعلى طور الطريق إلى المركز الصحي بأيت بوعياش، استشهد فتركا لنا عزا وكرامة وأنفة وشهامة، استشهد فترك لنا حزنا وحسرة وكآبة، استشهد فترك لنا قضية، قضية اغتياله طبعا، فقد مات غدرا والطعنة الموجهة من الخلف هي طعنة الغدر. مات فداءا للكلمة والمبدأ، مات فداءا لما آمن به.
حليم البقالي كان الهدف 
لم تكن تجمعنا نحن معشر المعطلين أي صلة بالجاني، إلا مسألة واحدة وهي أننا حسب ما قيل له نصوره وندخله إلى شبكة الانترنيت، قد يكون من الغباء تصديق هذا الأمر، فهل يمكن لأي معطل أن تكون له وقت من أجل تصوير شخص ما، شخص لا مكانة له في المجتمع وغير محسوب قطعا، وقد تشجع ذات يوم فقصدا للاستفسار عن الأمر الذي شغل باله وأيقظ مضجعه وكنت أنا من الجالسين ومعي الشهيد كمال الحساني ورفيق آخر. فجلس معنا وراح يخرف علينا لكنني استدرجته سريعا ليبوح لنا بما يخالج ذهنه، وصرح لنا بأن المعطلين يصورنه ويدخلون صوره إلى شبكة الانترنيت ولما ألححت عليه بأن يذكر من هم هؤلاء المعطلين ويذكرهم بالأسماء، وبعد تخاريف عدة ذكر لنا الرفيق حليم البقالي وصرح لنا بأنه واحد من الذين يفعلون هذه الأفعال التي تغضبه في حين أن الشهيد كمال الحساني لم يدرج اسمه ضمن لائحة أعدائه المعطلين، وكان يكلمه كما كان يكلمني بركاكة في الكلمات وبطء في النطق لكونه كان ثملا، ورغم كل شيء أقنعته بأن المعطلين لا يصورن أحدا وما الجهة أو الأشخاص الذين يدخلون له تلك التخاريف إلا أعداء للمعطلين يريدون الإيقاع به في صراع لا ينتهي، ورغم سكره تفهم الأمر وأرشدته إلى إحدى مقاهي الانترنيت للبحث هناك عن أي صورة تعود له، وان عثر على أية حجة، بعد ذلك سنحقق في الأمر، لكن شخص أمي لا يعرف كتابة اسمه كيف له أن يجلس أمام الحاسوب؟
فجأة أقدم علينا الرفيق حليم وانضاف إلى مجلسنا فدخل معنا في نفس النقاش حول الصور والانترنيت… فشرح له حليم كل الأمور الغامضة في ذهنه، وأقسم له بأنه لم يفعل له شيء وأن الأشخاص الذين يدخلون له في مخه مثل هاته الأفكار ما هم إلا أعداء للحركة الاحتجاجية في المدينة. ولم يمكث معنا طويلا فذهب إلى حال سبيله وقد زال عن ذهنه الكثير من الغموض الذي كان يلف حوله.
لم أستشف من جانب الجاني أي خطورة، ولم أنتظر منه أية أعمال عدوانية بل انصرف وهو هادئ جدا، وزيادة على ذلك اعتذر لنا عن الإزعاج. وبدورنا طلبنا منه الحيطة والحذر من السقوط بين مخالب أعدائنا من زبانية النظام وأذياله والذين يسمون ب “بلطجية بوعياش” وهم شرذمة من المنتفعين من السوق السوداء التابعين للساهرين على تسيير الشأن العام ببني بوعياش. ولم تكن تربطنا به أية علاقة سوى ما كان يوسوس به له أعداء الجمعية وأعداء الحركة، فلم يكن يوما من المنضوين تحت لواء الجمعية، ولم ينخرط أبدا في أي حركة احتجاجية كما يزعم البعض من أذناب النظام الفاسد.
كان هم دافعيه هو تصفية رموز الحركة الاحتجاجية بالمدينة، وكان همه الوحيد هو الوصول إلى حقيقة تصويره من طرف المعطلين. الأمر الذي استعصى عنه نظرا لجهله وبداوته وإدمانه على الكحول، حيث كان يشتغل كل النهار وفي الليل يقتني الخمر والمخدرات ليعربد في الشوارع والأزقة دون أن تتحرك أجهزة الدرك لضبطه واعتقاله بتهمة السكر العلني والإخلال بالآداب العامة واعتراض سبيل المارة.
أجهزة النظام تنفي التهمة وتحمي البلطجي
وتحركت أجهزة النظام بكل أطيافها لنفي التهم عن نفسها وعن “بلطجيتها” في المدينة، بينما كنا نحن جد منشغلين بتدبير أمر الشهيد من أجل مواراة جثمانه التراب، والإعداد لمراسيم الجنازة التي حضرها الآلاف من المواطنين من مختلف أنحاء المغرب أعضاء وعضوات الجمعية الوطنية وباقي الإطارات السياسية والنقابية والاحتجاجية، وقد شهد يوم الجمعة 28 أكتوبر يوم حداد في المدينة فأقفلت كل المتاجر والمقاهي وكل الإدارات العمومية بما فيها الباشوية والبلدية، حزنا على رحيل رفيقنا الغالي كمال الحساني، فقد عرف عنه الهدوء وحسن الأخلاق والانضباط، والوقوف مع أي مظلوم وفي أي حركة احتجاجية تجده من المحتجين، وقد استشهد وهو بمعية باقي المناضلين نستعد لاجتماع لحركة 20 فبراير من أجل تدبير الشكل الذي كان سينفذ يوم الأحد المقبل ، وما كان الشهيد يعلم أن الشكل الذي كان ينوي المشاركة فيه والمساهمة إلى جانب باقي المناضلين في إنجاحه سيكون من أجله هو، وهو شهيد ينضاف إلى بقية شهداء الشعب المغربي البطل.
وقبل ختم المقال لابد من الإشارة إلى أمر مهم جدا، وهو ما تنشره وسائل الإعلام من معطيات مغلوطة سربها كل من الضابطة القضائية ووكيل الملك لدى محكمة الإستئناف بالحسيمة، هذه المعطيات التي أخذت من جانب واحد وهو الجاني ومن يقف وراءه من أجهزة النظام المتورطة في اغتيال الشهيد، في مقابل هذا نجد أن هذه الجرائد ورغم أننا تتوفر على مراسلين في المدينة إلا أنهم لم يتحركوا بعد للاستماع إلى الرواية الأخرى رواية الشهود الذين كانون في مسرح الجريمة، والذين لم يمتنعوا عن الإدلاء بشهادتهم بل كانوا منشغلين بأمور تخص الشهيد وعائلته، هي أولى من إعطاء تصريح للضابطة القضائية. هذا الأمر الذي استغله بعض المتورطين من بعيد أو من قريب للإسراع في قبر الملف، وترويج مجموعة من المغالطات والأكاذيب. لكن الأيام القادمة ستكشف الحقيقة، الحقيقة الكامل وراء اغتيال الشهيد كمال الحساني.











هناك 4 تعليقات:

  1. سقط شهيدا آخر بالحسيمة ¨كمال الحساني¨
    مرة أخرى يسقط شهيدا آخر بالحسيمة بطريقة بشعة قتلته أيادي الغدر وكلاب المخزن المسعورة ، إنها جريمة نكراء تنضاف الى سجل المصالحة مع الريف في العهد الجديد و بقتل الشهيد البطل كمال الحساني تكشف حقيقة النظام الحاكم وعن طبيعته الدموية وأدواته الارهابية الاجرامية بقتل الشرفاء في كل الوطن .
    الحسيمة الجريحة تنزف دما منذ بداية الحراك الشعبي بالمغرب فقد قدَّمت خمسة من خيرة شبابها للشهادة يومي 20-21 فبراير وقتلوا بأبشع الطرق وبعده أُحْرقوا وكان الجميع شاهد على ذلك ، ولم يتوقف شباب الحسيمة وعموم المغرب عن النضال ضد الاستبداد والفساد وكل مرة يقدم شهادة جديدة و اليوم الحسيمة تزف إبنا لها شهيد وتستقبل موكب الشهداء بخيرة فلذة أكبادها إنه الشهيد البطل كمال الحساني وتعلن الى كل الشرفاء على مواصلة النضال حتى إسقاط الاستبداد.
    يا شباب المغرب لا بد من محاكمة المجرمين قتلة أبناء الشعب المغربي الذين يعثون فساد في البلاد ويتربعون على الدولة وينهبون خيراتنا .
    يا شرفاء الحسيمة إنكم في مهمة كبيرة أولا كشف من قتل الشهداء الخمس يوم الغضب الشعبي ومن قتل الشهيد الحساني ثانيا لابد من إدراك أنكم مستهدفون من عصابات المخزن
    يا أبطال الكرامة بالحسيمة يا أحفاد عبد الكريم قتلوا الشهيد لأنه الريف يحيا من جديد بمطالبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، لأنكم أبانتم عن عزيمة الريفيين الاحرار لا تهابون من النظام الفاسد و كلابه ، لا تهابون السجون ولا القمع لا تهابون الموت بل أنتم أشرف و أعظم الناس، بصمودكم وثباتكم وايمانكم بقوة مطالبكم ستشرق فجر الحرية و يزول نظام الفساد والاستبداد
    الشهيد البطل الحساني أنت لازلت حيا بيننا و دمك لن يذهب هدرا و ستشهد قريبا نصرا عظيما
    يا شباب الريف إلتفوا حول شهدائكم و إصطفوا جماعة لتشييع الشهيد في صرخة قوية تزلزل كيان القتلة ولتكن جنازة الشهيد عبرة لك من لا يعتبر .
    يا أبناء الوطن في كل مكان في الجنوب والشرق والغرب الحسيمة تفتح أبواب بيوتها لكم جميعا وتجعل من جنازة الشهيد يوما وطنيا لمحاكمة أجهزة القتل المنظم السرية والعلنية بعد أن عجزت عن ترهيب المغاربة و عن ايقاف الزحف الشعبي في كل الوطن .
    يا أبناء بلدتي و وطني عليكم الثبات والصمود حتى النصر
    الوطن البعيد نحن فداه ** من يكرم الشهيد يتبع خطاه

    خالد بلقايدي




    http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=Q9qkE5R8kmo#!

    http://dalil-rif.com/rif/-20-kamal-elhasani/

    http://www.rifnow.com/index.php?option=com_content&view=article&id=3572:2011-10-27-21-43-18&catid=39:2009-04-12-16-06-34&Itemid=87

    http://aljazeera-rif.com/index/-kamal-hassani/

    ردحذف

  2. كلمة المعتقلين السياسيين الأربع بسجن عين قادوس في فاس
    في الذكرى الأربعينية لاستشهاد كمال الحساني ببني بوعياش

    ـــــــــــــــــــــ



    في البداية نتقدم نحن معتقلي النهج الديمقراطي القاعدي والشعب المغربي بسجن عين قادوس ـ فاس بتعازينا الحارة لعائلة الشهيد كمال الحساني ورفاقه ورفيقاته في الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب، وحركة 20 فبراير والشعب المغربي عامة، ومواساتنا لوالدته الغالية، أم الشهيد بشكل خاص.



    الرفاق، الرفيقات، عائلة الشهيد:



    لقد مرت 40 يوما على الجريمة الشنعاء التي ارتكبها النظام القائم بالمغرب في حق الشهيد كمال الحساني الذي انضاف الى قائمة شهداء الشعب المغربي الأبرار.



    إن عملية اغتيال الرفيق كمال الحساني لم تكن صدفة، أو حدثا عابرا بل اغتيالا سياسيا يندرج ضمن مخططات النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي لتصفية المناضلين والمناضلات وكل الحركات المناضلة والمكافحة، فتاريخ هذا النظام العميل للإمبريالية والصهيونية هو تاريخ الاجرام والاغتيالات في حق كل الثائرين والناقمين عليه، وهنا نطرح التساؤل المشروع لأبناء الشعب وبناته ولمن لا زال يساوره الشك أو التردد حيال حقيقة وإمكانية التعايش مع النظام اللقيط ومؤسساته المتعفنة: من قام بتصفية زعماء المقاومة وقادة جيش التحرير؟ من نظم المجزرة الدموية في حق جماهير شعبنا في انتفاضة 23 مارس 1965 المجيدة التي راح ضحيتها آلاف الشهداء والمعتقلين والمعطوبين؟



    من قام باغتيال مناضلي ومناضلات الحركة الماركسية اللينينية المغربية ووزع القرون من السجون على المعتقلين السياسيين خلال السبعينات؟ ألم يصف النظام الرجعي أبناء الشعب بالريف المتمرد والمقاوم في خطاب "الحسن الثاني" لسنة 1984 إبان الانتفاضة الشعبية بالأوباش، بعدما حصدت آلته لقمعية مئات الشهداء الذين تم دفنهم في مقابر جماعية؟ ألم يحاول النظام القائم ومعه الخونة والانتهازيين .. خداع الشعب ومسح ذاكرته وتاريخه برفع شعارات " الانتقال الديمقراطي" دولة الحق والقانون" … هذا في الوقت الذي تنظم فيه مجازر يومية في حق العمال والفلاحين الفقراء والطلبة والمعطلين …؟ أليس في عز الانتفاضة الشعبية 20 فبراير وشيخوخة "العهد الجديد" و"ملك الفقراء" … أقدم النظام الرجعي على اغتيال كريم الشايب ، 5 شهداء بالحسيمة، فدوى العروي، كمال العماري، حميد الكنوني، محمد بدروة و كمال الحساني، ونظم مجموعة من محاولات الاغتيال، وزج بالعديد من أبناء الشعب بالمعتقلات؟

    الرفاق، الرفيقات، الجماهير الشعبية:



    إننا إذ نخلد ذكرى الشهيد كمال الحساني ومعه نستحضر كل الشهداء، ليس لذرف الدموع والبكاء والأسى على فقدانهم، بل ليعرف أبناء شعبنا حقيقة نظام عنوانه الاغتيال والاجرام والتقتيل اليومي، ولنستحضر تاريخ شعبنا الذي كتب بدماء الشهداء، الزاخر بآيات البطولة والتضحية، وليعرف أباؤه كذلك أن الخلاص الحقيقي لكل المظلومين والمعذبين والمقهورين في هذا الوطن الجريح المغتصب والمسلوب لن يتأتى إلا بمواصلة طريق الكفاح والمقاومة، طريق الثورة الوطنية الديمراطية الشعبية السبيل الوحيد لنيل استقلال بلادنا الحقيقي الذي لم يتحقق بعد.



    فإذا كان النظام وأذنابه يطبلون " للاستثناء المغربي"، " الدستور الجديد"، النموذج المغربي في الانتقال الديمقراطي" أو كما يسمونه ب " ثورة صناديق الاقتراع " فعلى المناضلات والمناضلين الشرفاء والجماهير الشعبية الرد بقوة على التشويه والتزوير الذي طال ويطال حقائق الواقع وإرادة الشعب المغربي.


    ردحذف
  3. الرفاق الرفيقات الحضور الكريم:



    إن النظام يعيش أزمة حقيقية وعزلة تامة، وتعمقت تناقضاته في العلاقة مع الجماهير الشعبية التي قاطعت مهزلة "الاستفتاء" على الدستور الممنوح وانتخابات/ مهزلة 25 نونبر2011 ، رغم الزعيق الإعلامي لأبواق النظام لخداع الرأي العام وإيهامه بنجاح هذه المسرحية، وبالتالي فنضالات الشعب المغربي وكل الحركات المناضلة معرضة لمؤامرات خسيسة يحيكها خبراء قمع الانتفاضات والتمردات لخلق شروط مناسبة لتدبير مرحلة ما بعد تشكيل "حكومة الملك" ، والتي لا تمثل الا مصالح التحالف الطبقي المسيطر وأسياده الامبرياليين والصهاينة، وهي مرحلة صعبة خصوصا مع استمرار خروج الجماهير الشعبية في مسيرات حاشدة بمختلف المدن والمناطق، واستمرار المعارك البطولية للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب والحركة الطلابية بقيادة النهج الديمقراطي القاعدي، هذه الأخيرة تتعرض بدورها لهجوم شرس من طرف النظام القائم وعملائه، حيث عرف موقع ظهر المهراز ـ فاس هجوما غادرا للقوى الظلامية ليلة الأربعاء 30 نونبر في خضم النقاش الموسع لأوطم لتنظيم عملية السكن بالحي الجامعي، وفي ذات الوقت شنت جحافل القمع هجوما بربريا على موقع تازة خلف اعتقال العديد من الطلاب ـ ضمنهم 4طالبات ـ والمناضلين وتم الاحتفاظ بالرفيق عزالدين الروسي مناضل النهج الديمقراطي القاعدي، وفي الوقت نفسه أيضا شنت قوى القمع هجوما همجيا على الجماهير الطلابية ومناضلاتها ومناضليها بموقع القنيطرة مخلفة العديد من الإصابات الخطيرة.

    الرفاق،الرفيقات:

    إننا إذ نستحضر الظروف الدقيقة والصعبة التي تمر منها نضالات شعبنا بكل فئاته وطبقاته، لا بد لنا من الوقوف على حجم التحديات والمهام الملقاة على عاتق المناضلين الشرفاء، والتي تتطلب المزيد من الصمود والتحدي والاستعداد للتضحية بالغالي والنفيس، لتفويت الفرصة على النظام وحلفائه الرجعيين والانتهازيين، ولضمان استمرارية الانتفاضة الشعبية وفق أفق استراتيجي ثوري واضح، والتقدم نحو بلورة الآليات والأساليب والوسائل الكفيلة بإنجاز مهام التغيير الجذري.



    وفي الأخير نحيي الشعب المغربي على مقاطعته لمسرحية 25 نونبر، ونحيي كذلك ساكنة بني بوعياش الصامدة، ونعبر عن دعمنا المبدئي واللامشروط لمعركتهم البطولية التي يخوضونها أمام " مكتب الماء والكهرباء" من أجل الاستفادة المجانية من هذا القطاع الحيوي، وندعو مناضلات ومناضلي الج.و.ح.ش.م.م وكافة المعتقلين السياسيين إلى التصعيد في معاركهم النضالية، النتي لا تنفصل عن معركة الشعب المغربي عامة، ونؤكد استعدادنا للشهادة سيرا على ذرب كمال الحساني وكل شهدائنا الأبرار، من أجل تحرر شعبنا العظيم وانعتاقه. ونقول لأم الشهيد كمال الحساني :



    " أم الشهيد زغردي … كل الثوار أبناؤك"

    من يكرم الشهيد … يتبع خطاه


    في 03 ـ 12 ـ 2011

    المعتقلون السياسيون الأربع

    السجن المحلي عين قادوس ـ فاس

    ردحذف
  4. في ذكرى الاربعينية للشهيد كمال الحساني

    ¨ باقون على العهد ¨





    لقد احتارت أفكاري وتاهت بي الكلمات وأنا أبحث في أمواج متلاطمة من العبارات والجمل والحروف عند الحديث في حضرة شهداء الريف والوطن عموما ، الذين سَطروا بدمائهم الزكية دروب العزة والشهادة ورسموا ملامح الطريق نحو تحريرالبلاد من العبودية و الاضطهاد والاستبداد .. الذين جعلوا من أرواحهم جسرا يعبر عليه الثائرون نحو الحرية والاستقلال ... إنهم من عشقوا السلاح و القضية ليقدموا أرواحهم رخيصة في سبيل الوطن .. إنهم شهداء الحقيقة ... الذين مَنحوا قضية الكرامة و الحرية والعدالة جل وقتهم وجهدهم وأعطوا الكثير لهذه القضية المقدسة .. فقد حملوا الرسالة والهم المغربي .. وجسدوا أسمى معاني البطولات على أرض المعارك والثورات اليومية ..



    نحيي اليوم الذكرى الاربعينية لاستشهاد فارس الكرامة الشهيد كمال الحساني في إحدى بلدات الريف¨ بني بوعياش ¨ التي لها في التاريخ أدوارا بطولية في المقاومة الشعبية ، اليوم بلدة الشهيد كمال الحساني في موعد مع التاريخ تنثر الغبار عن الكرامة و الحرية وتنزع قيود القمع و الخوف عن آهاليها وتزف إبنها شهيدا للوطن والقضية ، نعم أُغْتل الشهيد البطل بطريقة بشعة بطعنات الغدر على يد كلب مسعور سَخَرَّته عصابات الاجرام المنظم التي لها باع طويل في اغتيال شرفاء الوطن و تعذيبهم وقمعهم ولنا خمسين سنة من الاجرام و القتل والتعذيب في المعتقلات السرية والعلنية نموذجها تازمامارت، قلعة مكونة، أكدز، درب مولاي الشريف ، أوطيطا،... ، فقد كشر النظام الطبقي الاستبدادي عن أنيابه في حق كل من رفض العبودية والاضطهاد خاصة بعد الحراك الشعبي وتمادى فإرتكاب فضاعات جسيمة من الاغتيالات و الاختطافات والتعذيب في دهاليز السجون ، لكنه شعبنا أصر على مواصلة النضال والصمود والنزول الى الشارع ومواصلة الطريق من أجل مغرب الغد والكرامة والعدالة والحرية ..

    فتحية وألف تحية إلى روح الشهيد كمال الحساني الذي شارك قبل رحيله قسرا عنا في تشييع شهداء حركة 20 فبراير و كافة شهداء الشعب المغربي، فظل صوته يصدح في كل الوطن الى جانب رفاقه و أهل بلدته الريف وكل الشرفاء في الوطن من أجل كشف حقيقة اغتيال إخوانه الخمس في الحسيمة الذين قتلوا على أيدي عصابات الاجرام المنظم ، ولم يتوقف في فضح المفسديين و المتاجرين بؤس الجماهير فخلال تواجده في المسيرات الشعبية ترى في عينيه الحب والوفاء للوطن وكان دائما الى جانب المضطهديين ومستعد للشهادة إفداءا لشعبه ، في ذكراك تفتقد الحركة الجماهيرية فارسا شجاعا مقداما نذر نفسه لخدمة قضيته و وطنه .. فالأرض والشوارع والطرقات لا تنسى كمال الحساني وهو يقف عليها في أقسى اللحظات وأصعبها بين الهجومات البوليسية و الحصارالمخزني ، ولم يغب يوما عن المشاركة في رفع الألم والمعاناة عن أبناء شعبه

    أيها الغالي كمال البطل لا غرابة في الموضوع حينما نسمع رد المسمى الوكيل العام بمحكمة الاستئنافية بالحسيمة وروجت له أبواق المخزن أن أساس القضية دافعه الانتقام أي أنك يا رفيقي قتلت لعدم وفائك بتشغيل العاطلين طبعا على حسب روايتهم ، فهذا كله جواب كاف وشاف على معظلة الوعود الكاذبة و الحوارات الزائفة التي يقدمها المسؤولين في الدولة والمؤسسات المنتخبة للجمعية العاطلين بالمغرب أنه يجوز قتل كل من أخلف وعده و توجيه طعنات قاتلة للذين يعدون الشباب العاطل بالشغل ، حقا إنه إجتهاد لخبرائنا و مسؤولنا في قطاع القضاء يحاولون دائما الهروب من الحقائق لأنه ببساطة ليس لدينا قضاء مستقل ونزيه بالعكس الإدارات الأمنية السرية والعلنية هي من تطبخ المحاضير و تعد سيناريو الجريمة .

    يا شهيدنا الغالي،

    أيامهم ولياليهم السوداء تمر وتذهب، أعمار تبدأ وأعمار تنتهي، وأنت شهيد ثابت في الأعالي.

    ما زالوا يدعون الى الظلم والطغيان والاستبداد ، ومنذ رحيلك والى يومنا هذا ما زلنا ندعو الى وطن ومجتمع تسوده الحق والعدل والحرية والديمقراطية الشعبية

    منذ أن تلطخت أيديهم بدمائك الطاهرة وهم مصرين على ترويج وبث مفاهيم التفرقة والحقد والقتل والكبرياء، ونحن ما زلنا نواجههم بشراسة وصلابة بمفاهيم الوحدة و التضامن والتآزر و التواضع و الصمود و الثبات

    ما زالوا يحاربوننا ومعنا كل الشرفاء من اجل بقاء شهواتهم الفاسدة ورغباتهم الباطلة ويرفضون العودة الى حياة طاهرة ونظيفة، ونحن ما زلنا نتصداهم بكل قوة وعنفوان وندعوهم الى التوبة عن الخطايا التي ارتكبوها بحقك وبحق العديد من الشرفاء الوطن ،

    كن مطمئناً أيها الشهيد فنحن كنا وما زلنا وسنبقى حاملين نبراس الحق ومشعل العدل وعنوان الصمود ورمز الحقيقة وسلامة التفكير .



    خالد بلقايدي

    ردحذف