المتابعون

الأربعاء، 25 نوفمبر 2015

أحمد أتكو..مختطف طاله النسيان !!!









الملف من إعداد حميد سكو / دادس أنفو
بحلول أمس الجمعة 6 يونيو 2014،تكون قد مرت أربعة عقود بالتمام و الكمال ،عن إختطاف أحمد أتكو بن علي.
هو من الحالات التي لم تتمكن هيئة الانصاف و المصالحة،ولا لجنة متابعة المجلس الاستشاري،من الكشف عن الأشخاص المعنيين بها،أو من الكشف عن الحقيقة كاملة بخصوصها؛ويتعلق الأمر،حسب سنوات الاختفاء،بالحالات التالية:

1-عبد الحق الرويسي؛
2-المهدي بن بركة؛
3-الحسين المانوزي؛
4-أتكو احمد بن علي؛
5-أكودار اليزيد؛
6-الوسولي عمر؛
7-الصالحي المدني؛
8-عبد الرحمان درويش

أتكو أحمد بن علي،الذي غيب في أزمنة الرصاص المغربية،وذلك أحد أيام يونيو 1974 من داخلية ثانوية ولي العهد بورزازات(محمد السادس حاليا).
أحمد أتكو،إسم آخر لمحنة الاختطاف السياسي بالمغرب،طحنته أقدار عهد الظلمات،والتي طحنت لائحة مهمة من أبناء الوطن عبر الآلة الجهنمية لمعتقلات »تازمامارت » و »قلعة مكونة » و »أكدز » و « تاكنيت » و »الكوربيس » و »درب مولاي الشريف »و »سكورة » إلخ،أحمد أتكو حصاد عاصفة السبعينات التي استهدفته كشبهة الانتماء السياسي يقول البعض من متتبعي ملفه ،في حين ينأى به البعض الآخر عن هذه الشبهة،حيث حسب هؤلاء ،قد يكون أتكو اختطف خطأ!!!
بين هؤلاء و أولائك،تضيع حقيقة سبب الاختطاف،غيرأن الثابت،أن أتكو قد اختطف ذات ليلة من ليالي السبعينات من القرن الماضي!!!
فكيف اختطف؟ولماذا أختطف؟ومن له مصلحة في تغييب تلميذ لم يبلغ بعد عقده الثاني…؟
أسئلة و أخرى،سأحاول بما توفر من معلومات على قلتها الاجابة عنها،لعلي أسلط قليلا من الضوء على حالة مختطف » أوتمازيرت » أبى الإعلام الرسمي ومعه « المستقل » أن لا يسلطا عليه الضوءإلا لماما،هذا في الوقت الذي نعرف فيه عن المهدي بن بركة وخلافه من المختطفين المسيسة ملفاتهم الكثير و الكثير من التفاصيل!!!
أحمد أتكو: الولادة و النشأة

ولد أحمد أتكو يوم 14 ذو القعدة 1373 هجرية الموافق ليوم 15 يوليوز 1954،بدوار آيت يول توغى زولي بجماعة أيت يول الحالية (حوالي 8 كلومترات عن بومالن دادس في إتجاه أمسمرير)، من والديه علي بن حماد ووالدته خيرة بنت موحا. تابع دراسته الابتدائية بمدرسة توغى زولي الى أن حصل على شهادة التعليم الابتدائي،لينتقل الى الثانوية التأهيلية بومالن دادس(إعدادية بومالن دادس وقتها) لمتابعة دراسته الإعدادية،خمس سنوات بعد ذلك،سيلتحق بثانوية محمد السادس بورزازات(ولي العهد سيدي محمد أنذلك)،حيث سجل في الرابعة إعدادي شعبة العلوم التجريبية،كتلميذ داخلي مسجل تحت رقم 508.
Sans titre 13

في داخلية هذه المؤسسة،سيختفي أحمد أتكو نهاية الموسم الدراسي 1974/1975،في ظروف تبقى إلى يومنا هذا غامضة غموض شخصيته،التي قال عنها والده علي أتكو الكهل ذو الأزيد من مائة سنة،أنه »كان منذ سنوات طفولته المبكرة ناصرا للمظلومين،ولا يرضى بالذل والمهانة قيد أنملة »،في حين قال عنه بعض أصدقائه في الدراسة،أنه »كان ذو شخصية عنيدة وانطوائية،ولا يمته بالعمل السياسي و النقابي غير الخير و الإحسان »!!!
ليبقى سبب اختطافه غامضا إلى حين!
رواية الاختطاف حسب الأب المكلوم:

يروي السيد على أتكو الكهل ذو الأزيد من مائة سنة،والدموع تنهمر من عينيه اللتان أنهكهما الزمان،وطول الإنتظار،يروي قصة اختطاف ابنه أحمد ذات يوم من أيام السبعينات من القرن الماضي،حيث يقول: »بعد التأكد من عدم مجيئ ابني أحمد عند نهاية الموسم الدراسي 1974/1975 وبالضبط في شهر يونيو،بدأت استفسر أصدقائه أبناء المنطقة منهم(م.خ) و(س.ل)… وكان ذلك يوم الأحد فأخبروني أنه غير موجود،وصباح الإثنين سافرت الى ورزازات لأتصل بإدارة الثانوية واستفسرتها حول مصير ابني وأين هو؟ فكان الجواب إن ابنك من الذين تلقوا عقوبة تأديبية و المحددة في الطرد من الداخلية لمدة أسبوع ،وبعد استنفاذ العقوبة عاد،ولا زال يمارس نفس السلوكات،والأن اذهب وابحث عنه ».
رفقة عمي علي أتكو،أب أحمد أتكو.

رفقة عمي علي أتكو،أب أحمد أتكو

وبعده اتصلت بمعلم الداخلية المدعو »ش.ل » والذي أمدني بجميع ملابسه،واستمرت رحلة البحث ابتداءا من نفس اليوم لأتصل بالمندوبية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بورزازات وأرشدوني بمراسلة مجموعة من الجهات التي منها السيد عامل الإقليم السيد وكيل جلاة الملك،المندوبية الإقليمية للشرطة بورزازت والمقر الرئيسي للدرك الملكي بورزازات،وعشت على حرارة الانتظار والترقب ولم أيأس بل اتصلت مرارا وتكرارا بمصالح الدرك والأمن ،إلا أنني نلت معاملة قاسية كلها إهانة وشتم وطرد وفي بعض الأحيان التهديد بالسجن،وأخبرت السيد الوكيل لدى ابتدائية ورزازات بذلك وبدون جدوى،وأنذك تبين لي أن كل هذه المناورات جاءت لطمس حالة اختطاف ابني.
ونظرا لتمسكي بالبحث عن مصير ابني انعقد مجلس بالعمالة وحضرته ليخبرني السيد العامل على أن ابني لم يمت وأن البحث لازال ساريا في حقه وطردني على أساس ألا أعود نهائيا.
وبعد أسبوع طالبني درك ورزازات بإعادة ملابسه وكتبه ودفاتره وحقيبته،وبعد إحضارها ثم تفتيشها بدقة ليقول القائم بالعملية لصاحبه » ولد الحرام مخلا آثر » ليطلب مني جمع الملابس ولكنني رفضت ذلك مما جعله يهددني بالسجن والضرب إن لم أفعل وامتثلت لأمره.
ومنذ ذلك الحين تابعت تقديم الشكايات الى جميع الجهات بما فيها: الديوان الملكي،السيد الوزير الأول،وزارة العدل وجميع الجمعيات الحقوقية بالمغرب،كل سنة منذ تاريخ الاختطاف 1974 لحد الآن ».
رواية الاختطاف حسب أصدقاء الدراسة: !!

جل من التقتهم دادس أنفو من زملاء الدراس لأحمد اتكو،نفوا أن كانت له صلة بالعمل السياسي وعلاقة زمالة بالتلاميذ الصحروايين الذين كانوا يتابعون دراستهم وقتها بذات الثانوية،والذين سيختطفون سنة بعد ذلك!!

فهذا (م.ل.ع) وهو من الأصدقاء المقربين لأتكو،يقول »كان أتكو أحمد بن علي كباقي التلاميذ(آيت تمازيرت)،لا صلة له بالعمل السياسي ولا النقابي،ولم تكن تربطه علاقة بالتلاميذ الصحروايين الذين كانوا وقتها يتابعون دراستهم في نفس المؤسسة ،والذين سيختطفون في ما بعد،وأن شخصيا لا زلت لم أستوعب بعد سبب اختفائه ».
الكلام نفسه يقوله (ح.م)،هو الآخر من أصدقاء أتكو،غير أن الجديد في روايته،هو أن أتكو -حسب ما حكى له- كانت له خصومة مع بعض الإداريين في المؤسسة،وعوقب بالطرد من المؤسسة،بل حاولوا ضربه حسب ذات المتحدث ونقلا عن أتكو.
وعن تفاصيل الليلة الأخيرة يقول (م.ل.ع)، »كنا في تلك الليلة في زيارة الى سينيما الأطلس،ذلك بعد تناول وجبة العشاء بالداخلية على الساعة 19:30،لنعود الى الداخلية حوالي الساعة 01:30،وبعد أخد حمام جماعي كان أتكو حاضرا وقتها،إتجه الجميع الى أسرتهم،على أن نستيقظ في اليوم الموالي،لنتسلم من مقتصد الداخليةla masse ،التي بها سنقتني تذكرة التنقل نحو بلداتنا،في صباح اليوم الموالي،استيقظنا وتوجهنا نحو المقصف لأخد وجبة الفطور،ليتبين لي غياب أتكو،قصدت غرفة نومه،فلم أجده،إعتقدنا في بداية الأمر،أنه قد خرج لقضاء غرض معين،انتظرناه إلى غاية ال 11 صباحا،بعد ذلك قام (ح.م) الذين كان يشاركه دولاب الملابس،بجمع أغراضه ،وأعطى بعض المرجوعات الخاصة به الى معلم الداخلية المدعو(ش.م) على أن يسلمها هذا الأخير للحارس العام للداخلية وسلم (ح.م) الأغراض لوالد أتكو ».
وعن ما إذا كانوا قد سمعوا صراخا أو حركة غير عادية تلك الليلة في الداخلية،نفى جميع الأصدقاء ذلك،مستغربين هم الآخرين،وكأن الأرض انفتحت وابتلعته يقول (م.ل.ع).
في بداية الموسم الموسم الموالي 75/76،ستعرف المؤسسة حراكا تلاميذيا،مطالبا بضرورة كشف مصير أتكو،غير أن إدارة المؤسسة طمأنتهم بوجود أتكو في إحدى المدارس الفلاحية بمراكش،ليتبن في ما بعد زيف هذا الخبر.
من خلال رواية الأب وأصدقاء الدراسة،يتعذر علينا معرفة السبب الحقيقي لاختطاف أتكو،حيث أن الأب يأكد أن نضال ابنه وسط الحركة التلاميذية التي كانت نشيطة وقتها وصراعه الدائم مع إدارة المؤسسة وخصوصا الحارس العام للداخلية ولربما علاقته مع التلاميذ الصحراوين هو السبب المباشر لاختطافه،في حين ينفي زملائه في الدراسة ذلك،بل منهم من يزكي الرواية التي تفيد أن أتكو قد اختطف خطئا.غير أن الثابت في كلتا الروايتين ،أن أحمد أتكو قد غيب ذات يوم من أيام سبعينات القرن الماضي،حيث منطق الحديد و النار هو المخيم على المشهد السياسي و الأمني.
أتكو علي بن حماد: لا يباع الرجال في الأسواق

يقول عمي علي أتكو بعبارات رجل حكيم بلغ من الكبر عتيا،لم يعد يطمع في الدنيا سوى معرفة مصير إبنه قبل أن يلقى ربه « هل يباع الناس كباقي الأشياء ؟هل يباع الرجال في الأسواق؟حتى ولو أعطوني كل أموال الدنيا،فذلك لن يعوضني عن إبني!!! »
ويضيف »أنا كباقي الناس ،أطالب بكشف الحقيقة،وبمعرفة مصير ابني،والتعويض يأتي بعد ذلك. »
« أن لم أتسلم لا شهادة وفاة ابني ولا رفاته،ولا أعرف شيئا عنه،ورد في لائحة المجهولي المصير الذين لا انتماء لهم لا سياسيا ولانقابيا،أطالب :
- بفتح تحقيق نزيه وعادل من أجل تحديد مصير ابني أحمد أتكو؛
- تقديم اعتذار الدولة/الجهة المتهمة بالاختطاف؛
- تمكيني من التعويض الخاص بفقدان ابني تحت مسؤولية الدولة
بهذا،يتشبت عمي علي أتكو بحقه في رؤية ابنه إن كان على قيد الحياة،أو تسلم رفاته إن كان قد قتل،وفي كل الأحوال معرفة كل الحقيقة حول مصيره،وحول القوانين التي بررت إطفاء حياة أحمد واغتيال حلمه في » أن يكون طيارا » كما يقول عمي علي أتكو،وأن يكون ما كان يريد،وما كانت تريد أسرته،خاصة وأنه حسب عمي علي « كان ابن حلال،يقبل يدي أبويه كلما دخل الى البيت،ويجتهد في دراسته،ولو قدر له أن يعيش الى اليوم لكان من أصدق الوطنيين بالفعل ».

هناك تعليق واحد:

  1. أحمد أتكو.. رجل بدون شاهد قبر
    اختفى سنة 1974. في السادس من شهر يونيو من ذلك العام حتى نكون أكثر دقة. كان تلميذا في داخلية ثانوية ولي العهد بورزازات. أما أصوله فإنه ينحدر من دوار «آيت يول» بنواحي بومالن دادس.
    شهد له كل من عرفوه يافعا بالنبوغ. إذ رغم الظروف الاجتماعية القاسية التي عاش فيها طفولته، إلا أنه واصل دراسته في وسط كان جل الأبناء فيه ينقطعون مبكرا عن الدراسة لمساعدة الأسر في الأعمال الفلاحية. سُجل في شعبة العلوم التجريبية لكي يواصل كفاحه للحصول على شهادة الباكالوريا، إلا أنه اختفى قبل تحقق الحلم.
    في نهاية الموسم الدراسي 1974-1975 اختفى في آخر مكان رآه فيه أصدقاؤه وزملاؤه التلاميذ، أي القسم الداخلي حيث كان يقيم بعيدا عن أسرته الصغيرة، التي كان يذهب لرؤيتها في العطل.
    تقول أسرة المُختفي إنها حاولت الوصول إلى ابنها في شهر يونيو بعدما أشعرهم بعض التلاميذ الذين يعرفون أسرته بأنه قد اختفى. إدارة ثانوية «ولي العهد» قالت للأسرة إن الابن من جملة التلاميذ الذين صدرت في حقهم عقوبة تأديبية لمدة أسبوع. وتركت الإدارة الأسرة لحيرتها.
    حسب ما صرح به أقارب أحمد أتكو، فإن الإدارة لم تمنح الأسرة جوابا نهائيا صريحا. إذ إن مدير الثانوية وقتها أخبر العائلة أن التلميذ قد عاد بعد انقضاء مدة العقوبة، بل وأضاف أن تلك لم تكن المرة الأولى التي يصدر في حقه قرار إداري من هذا النوع.
    لقد كان هذا الشاب يملك حسا نضاليا عاليا ويقوم بتجييش التلاميذ للمطالبة بحقوقهم في القسم الداخلي وفي المؤسسة.
    حسب إفادات الأسرة سابقا فإن أحد أساتذة أحمد أتكو الذين كانوا يتنبؤون له بمستقبل باهر، لم يملك أن يكبح دموعه في صيف تلك السنة الساخنة (1975) وجاء إلى منزل أسرته الصغيرة في الدوار حاملا «كرتونة» بها ملابس التلميذ المُختفي وأغراضه وحتى أدواته المدرسية وكتبه ودفاتره التي كانت تحمل آخر تدويناته وملاحظاته من حصص الدروس.
    الخطير في الأمر أن والد المُختفي صرّح لحقوقيين أثناء ندوة للاستماع لضحايا سنوات الرصاص في نواحي مدينة ورزازات، وقال إن رجال السلطات طالبوه بإعادة تلك المتعلقات التي تعود لابنه وقاموا بتفتيشها بدقة وكأنهم يبحثون داخلها عن دليل ما لتثبيت اتهام في حقه. هذا ما فهمه الأب وقتها خصوصا وأن عناصر من الدرك قامت بتفتيش دقيق لكل تلك الأغراض، وتبعها أفراد من العمالة أعادوا نفس العملية قبل أن تتم مصادرة تلك الأغراض نهائيا من العائلة.
    فرضية الاختطاف والتحقيق مع التلميذ تبقى قائمة بقوة خصوصا وأن بعض التقارير المتوفرة في الموضوع، والتي كان مصدرها تلاميذ سابقون ممن درسوا في نفس الثانوية مع أحمد أتكو، يؤكدون خلالها أنه تم اختطافه وأن حركة غير عادية سرت في أروقة الداخلية، مباشرة بعد عودتهم من السينما حيث كان التلاميذ يشاهدون آخر الأفلام العالمية والهندية في سينما «الأطلس» القديمة في ورزازات.
    كان هناك نشاط تلاميذي قوي، اعتُبر وقتها نشاطا نضاليا مُحرما، حيث كان يتم تأطير التلاميذ سياسيا للانضمام إلى صفوف المعارضة في المرحلة الجامعية، وربما كانت الأشكال النضالية، المتمثلة في الإضرابات لإجبار الإدارة على تحقيق مطالب التلاميذ، السبب الأكبر وراء بروز اسم أحمد أتكو بين جبال ورززات الوعرة. نظراته كانت تشي بصلابة صخور «بومالندادس». ولا زال اسمه إلى اليوم سؤالا بدون جواب، رغم أن «زوار الليل» قد مروا من هناك، لكن العائلة لا تزال تنتظر أن تعرف على الأقل في أي قبر دُفن الابن بعد تلك الأحداث، حيث سُجلت اختطافات سرية لعدد من الطلبة والتلاميذ في نفس الموسم الدراسي داخل الإقليم.
    يونس جنوحي

    ردحذف