المتابعون

الاثنين، 23 نوفمبر 2015

الشهيــد محمــد كرينــة

نبــذة عن حيــاة الشهيــد محمــد كرينــة



إزدادمحمد كرينة سنة 1959 بأكادير.ـ تابع دراسته الابتدائية بمدرسة المختار السوسي بأنزاـ انتقل فيما بعد إلى ثانوية ولي العهد بأكادير، حيث اشتهر بتفوقه وحسن سيرته.-
ـ عندما أنهى الشهيد السلك الأول من الثانوي التحق بثانوية الخوارزمي بالبيضاء لدراسة الهندسة المدينة.
ـ حظي الشهيد بثقة زملائه الداخليين في الثانوية فأصيح المتحدث بإسمه
ـ حصل في الدورة الأولى من السنة الدراسية 78ـ79 على تشجيعات مع تنويه خاص لنتائجه الدراسية وحسن سيرته وسلوكه.
ـ كان عضوا نشيطا في الشبيبة الاتحادية.
ـ ساهم أثناء الحملة الانتخابية التشريعية في نشر مبادئ واختيارات الاتحاد الاشتراكي و تعرض نتيجة ذلك لاعتداء إجرامي بتاريخ 29 ماي 1977.
ـ تناول الكلمة باسم الشبيبة الاتحادية في التجمع العام الذي انعقد بمقر الكتابة الإقليمية بأكادير بمناسبة يوم الأرض 30 مارس 1979.


ـ شارك في ذكرى إحياء يوم الأرض الذي دعت إليه المركزية النقابية الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية تضامنا مع الشعب الفلسطيني.


ـ تم اعتقال الشهيد بتاريخ 17 أبريل 1979 من داخل ثانوية الخوارزمي حيث دخلت قوات الأمن إلى داخلية الثانوية منتهكة بذلك حرمة المؤسسة.


ـ بتاريخ 23 أبريل 1979 تم تقديمه للمحاكمة، طالب الدفاع بعرض الشهيد على الطبيب إلا أن النيابة العامة واجهت الطلب بالرفض وضمها لطلب الخبرة إلى حيث البث في جوهر القضية التي أجلتها المحكمة إلى غاية 30 أبريل 1979.


ـ بتاريخ 24 أبريل 1979 لفظ الشهيد أنفاسه الأخيرة من جراء التعذيب الوحشي الذي مورس عليه

........................

شهادات بدون قيود من أجل الحقيقة
12 مارس 2005
كلمة المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق والإنسان
في جلسة الاستماع للنساء ضحايا الانتهاكات الجسيمة
المنظمة بالرباط يوم 12 مارس ‏2005
السيدة ربيعة كرينة
السيدة ربيعة كرينة من مواليد 1976أخت الشهيد محمد كرينة الذي ازداد بأكادير سنة 1959


تعرض الشهيد محمد كرينة للاعتقال في 17 أبريل 1979 من ثانوية الخوارزمي بالدار البيضاء على إثر مشاركته في تخليد يوم الأرض 30 مارس تضامنا مع الشعب الفلسطيني، و ثم اقتياده إلى أكادير مرورا بإحدى مخافر الشرطة، وقد تعرض للتعذيب الوحشي.
قدم الشهيد محمد كرينة للمحاكمة في 23 أبريل 1979 ، وقد تم نقله إلى المستشفى يوم 24 أبريل 1979 نتيجة تدهور حالته الصحية بسب التعذيب. و استشهد ليلة 24 أبريل 1979 بالمستشفى. بأكادير
و قد تم اعتقال أخت الشهيد السيدة فاطمة كرينة والتي تعرضت إلى التعذيب و ذلك في إطار البحث عن أخيها. 
.................................

الشهيد محمد كرينة: لو تعلم..!!


في كل ذكرى استشهاد، نخجل من الشهداء ومن تضحيات الشهداء ومن بطولات الشهداء..
وفي ذكرى استشهادك (24 أبريل) أيها الشهيد الشهم يتفاقم خجلنا أمام حجم نكوصنا الذاتي وضخامة انكساراتنا وتشرذمنا.. ماذا عسانا نقول أو نردد أو نكتب...؟!! فمن خطوة الى الوراء الى خطوة أخرى. إننا، في أحسن الأحوال، نراوح مكاننا ونجدد "شغبنا" (حبنا وكرهنا، فرحنا وغضبنا) في أقصى الهوامش المنسية والمجهولة..
لكم/لنا كل العزاء في استمرار نضال شعبنا، واستمرار عطائه وسخائه.. إنها نقطة الضوء التي تسكننا وتغذي حماسنا وإصرارنا على رفع التحدي ومقاومة اليأس والإحباط..
في ذكرى استشهادك، يخوض عمال جبل عوام معاركهم البطولية تحت الأرض. وفي ذكرى استشهادك تتواصل الملاحم من إيمضر الى الحسيمة ومن اكدير الى الدار البيضاء (خط انطلاقك سليما وعودتك جريحا)، وعلى كل رقعة مخضبة بدماء الشهداء.. 
لكن، كذلك في ذكرى استشهادك الثامنة والثلاثين (38) تغزونا الصهيونية من كل صوب وحدب (مشاركة صهيونية في أنشطة المركز الثقافي الفرنسي بالرباط). في ذكرى استشهادك يتواصل التطبيع مع الكيان الصهيوني (مشاركة صهيونية في المعرض الدولي للفلاحة بمكناس)..
وعشية ذكرى استشهادك عانق الحزب (الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية) الذي "ودعته" مرغما أحد أقطاب القوى الظلامية الغارقة في الرجعية والمتواطئة مع الصهيونية والامبريالية، والمتورطة في اغتيال الشهداء عمر بنجلون ومحمد أيت الجيد والمعطي بوملي... عشية استشهادك أبرم رموز الخنوع والانبطاح صفقة مذلة مع أيادي قذرة تنفذ بإحكام المخططات الطبقية وتسهر على تمريرها بكل "السلاسة" المطلوبة..
من مؤامرة الى أخرى، ومن "حكومة" الى أخرى، ومن جريمة الى أخرى.. يصنعون المكائد لتأبيد معاناتنا ويخططون ليدوم القهر والاستغلال.. يجهضون حلمنا ويجهزون على حقنا في الثورة وفي الغد الجميل الذي يحقق إنسانيتنا. 
يقمعون وبشراسة كل نهوض ثوري وكل انتفاضة.. ها هو الريف الأحمر ملتهب بتضحيات أبنائه الصامدين، أبناء شعبنا طولا وعرضا، تدميه خناجر النظام ودسائس القوى السياسية الشوفينية وباقي الأطياف الرجعية، وتتوزع أشلاءه البوم المشؤومة..
يشنفون مسامعنا من أعلى المنابر والمنصات بالخطابات المعسولة التي تقطر سما وذلا، ويتباهون بتمرير مشاريعهم التي تجهز على القطاعات الاجتماعية وتكرس التفقير والتجهيل والبؤس وتعمق جراحنا ومعاناتنا..
هل ذهب دمك سنة 1979 من أجل فلسطين هباء؟!! هل تبخرت دماء الشهداء؟!! هل انتصر أعداء الشعوب المضطهدة؟!!
بدون شك، لا. لن يكتمل "انتصارهم" ولن يهنأ بالهم مادام الشعب الفلسطيني يقاوم، ومادام الشعب المغربي يقاوم، ومادامت الشعوب المضطهدة تقاوم... إن هذه المقاومة ستبقى الشوكة العالقة في حلق الرجعية والصهيونية والإمبريالية حتى هزمها وفنائها.. 
بدون شك، لا، مادام صوتنا قويا، ومادامت ذاكرتنا حية، ومادمنا قابضين على الجمر، ومادمنا مخلصين وأوفياء للعهد.. 

مسار حيــاة الشهيــد محمــد كرينــة:
ولد الشهيد محمد كرينة سنة 1959 بمدينة أكادير. تابع دراسته بأنزا ثم بأكادير. التحق فيما بعد بمدينة الدار البيضاء. كان منتميا سياسيا الى الشبيبة الاتحادية (حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية). شارك في ذكرى يوم الأرض الفلسطيني (30 مارس).

اعتقل الشهيد في 17 أبريل 1979 من داخل ثانوية الخوارزمي بالدار البيضاء، حيث كان يتابع دراسته، إثر تدخل همجي للقوى القمعية وانتهاك سافر لحرمة المؤسسة، بتهمة "التضامن مع الشعب الفلسطيني"!!

قدم الشهيد للمحاكمة في 23 أبريل 1979 رغم ظروفه الصحية الصعبة جراء التعذيب الوحشي الذي تعرض له. علما أن النيابة العامة رفضت طلب الدفاع بعرض الشهيد على الخبرة الطبية. 
وفي 24 أبريل لفظ الشهيد محمد كرينة أنفاسه الأخيرة مدونا اسمه بمداد الفخر في سجل الخالدين من أبناء شعبنا..
 رفقة أم الشهيد امي زهرة بالمؤتمر الوطني الرابع لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي بالدارالبيضاء .دجمبر 1993

اختطفوا وأعدموا في الاستقلال .. محمد كرينة شهيد الحق وشهيد الجماهير المقموعة عذب أبشع أنواع التعذيب في الكوميسارية إلى أن وافته المنية سنة 1979


محمد كرينة إبن بار من خيرة أبناء وطنه، سليل مدرسة معطاء ألا وهي مدرسة الشبيبة الاتحادية التي يعتز بها كل المناضلين الشرفاء في حزب القوات الشعبية و التي تزخر بالطاقات الحية التي تفزع الخصوم وتفقدهم الرشد. كرينة خرج من صلب الطبقة العاملة ومن مدرسة التكوين التي تلقى فيها دروس التحدي والمواجهة ، إنها مدرسة الشبيبة الاتحادية. ابن حي شعبي انزا، من أسرة فقيرة تنحدر من إقليم الجنوب. في بداية عامه الرابع التحق بالكتاب القرآني حيث تلقى دروسه الأولى في القرآن الكريم، و بعدها ولج التعليم، كان شغوفا بالدراسة ومهتما بها. ونظرا لظروفه الصعبة، كان بعض معلميه يشترون له بعض لوازم الدراسة وقد تفوق في جميع مراحل دراسته، انتقل إلى التعليم الثانوي بأكادير وهو في الحادية عشر من عمره، حيث اشتهر بتفوقه وحسن سيرته. كانت المسافة من حي أنزا إلى الثانوية بأكادير حوالي 8 كلم، مما جعله ابتداء من سنة 1974 كان يقضي العطلة الدراسية في الاشتغال في مختلف معامل أنزا خصوصا معامل تعليب السمك، وذلك من أجل تحمل قسط من مسؤولية توفير الإمكانيات المادية رغم صغر سنه، يشتغل من الصباح إلى وقت متأخر من الليل وذلك مقابل أجر زهيد كما اشتغل حمالا بالميناء و في معامل الإسمنت. وهو في القسم الرابع من التعليم الثانوي اضطر إلى النزول بدار الأطفال الخيرية بأكادير ، وبعد نهاية السنة الدراسية (1976 – 1977 ) توفق في دراسته خصوصا في المواد العلمية و تم توجيهه إلى شعبة الهندسة المدنية حيث انتقل إلى ثانوية الخوارزمي بمدينة الدارالبيضاء، وهي مدرسة المهندسين لدراسة الهندسة المدنية وحظي بثقة زملائه الداخليين فأصبح المتحدث باسمهم. عرف بين كافة رفاقه وأصدقائه بتواضعه الجم واستقامة خلقه. عمل بقسط وافر على الرفع من الوعي السياسي لشباب أنزا وتنظيمهم. في صيف 1977 ساهم في الحملة الانتخابية التشريعية لنفس السنة في نصرة مبادئ واختيارات الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ومساندة مرشحيه . حيث جند جميع طاقاته لخوض هذه المعركة فتعرض للاستفزازات والضرب من طرف العصابات التي سخرتها السلطة آنذاك وعلى الخصوص المواجهة التي وقعت بقرية تكوين بين احدى العصابات والمناضلين الاتحاديين حيث تعرض محمد كرينة لاعتداء إجرامي في منطقة تكوين يوم 29 ماي 1977. حصل في الدورة الأولى من السنة الدراسية لسنة 1979 على التشجيعات وفي الدورة الثانية على التهاني في « السنة السادسة» من التعليم الثانوي أنذاك مع تنويه خاص من طرف معظم أساتذته. 
كان حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قد اعتبر المعاهدة التي أمضاها السادات خيانة للشعب المصري وللشعب الفلسطيني وللأمة العربية جمعاء، ودعا إلى جعل يوم 30 مارس يوما للتضامن مع نضال الشعب الفلسطيني وذلك عبر بلاغ أصدره يوم 27 مارس 1979. تناول كرينة الكلمة باسم الشبيبة الاتحادية في التجمع الذي انعقد بمقر الكتابة الإقليمية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بأكادير بمناسبة يوم الأرض في 30 مارس 1979. وشارك في مسيرة سلمية تضامن مع الشعب الفلسطيني بأكادير. وكان كرينة يقول: ان المعركة الطبقية يجب خوضها دون خوف وأنه بدون تضحية لايمكن تغيير هذا الواقع... وعند رجوعه من تلك التظاهرة في المساء إلى البيت، قام بالسفر إلى الدارالبيضاء من أجل مواصلة دراسته.. وفي الدارالبيضاء تم اعتقاله وتم تسليمه إلى قائد مقاطعة أنزا بأحد مراكز الاعتقال بإنزكان. وتوفي بعدما تعرض لأبشع أنواع التعذيب، في الكوميساريات وذلك يوم 24 أبريل 1979، ولهذا يعتبر محمد كرينة شهيد الحق وشهيد الجماهير المقموعة من تلاميذ وطلبة وعمال وفلاحين... لقد قتله المجرمون الجلادون وهو في عمر الزهور، لالجرم، أوذنب ارتكبه، سوى أنه لبى نداء الواجب في يوم التضامن مع الثورة الفلسطينية والتنديد بمعاهدة الردة. و ظنوا أنه سينهار تحت وابل تعذيبهم الهمجي. فاستشهد وهو في بداية الطريق النضالي كاشفا عورات النظام.




محمد كرينة دم مغربي لفلسطين

نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 29 - 10 - 2013


من مواليد 1959 باغزديس وهو حي شعبي صغير يقع على الطريق الرابط بين ميناء أكادير وحي انزا ، من أسرة فقيرة تضم بالإضافة إلى أبويه ينحدران من إقليم الجنوب ، ثلاث أخوات وثلاثة إخوان هو أكبرهم ، أبوه كان عاملا بإحدى محطات البنزين ، بعد ولادة محمد كرينة بشهرين تم طرد أبيه من العمل وذلك في بداية سنة 1960 ، ثم أصبح عاملا مياوما في الميناء ، وقبل أن يتم كرينة عامه الأول يقع الزلزال الذي أصاب مدينة أكادير والذي كاد أن يؤدي بحياته وحياة أمه لولا رعاية ومساعدة الجيران. في بداية عامه الرابع التحق بالكتاب القرآني حيث تلقى دروسه الأولى في القرآن الكريم ، ومن بعد التحق بالتعليم ، كان شغوفا بالدراسة ومهتم بها . ونظرا لظروفه الصعبة ، كان بعض معلميه يشترون له بعض لوازم الدراسة وقد تفوق في جميع مراحل دراسته ، بعد دراسته الإبتدائية بمدرسة المختار السوسي بأنزا ، انتقل إلى التعليم الثانوي بأكادير إلى ثانوية ولي العهد وهو في الحادية عشر من عمره ، حيث اشتهر بتفوقه وحسن سيرته ، كانت هناك تكاليف النقل من حي أنزا إلى الثانويةبأكادير حوالي 8 كلم ، مما جعله ابتداء من سنة 1974 يقضي العطلة الدراسية في الإشتغال في مختلف معامل أنزا خصوصا معامل تعليب السمك السردين ، وذلك من أجل تحمل قسط من مسؤولية توفير الإمكانيات المادية رغم صغر سنه ، يشتغل من الصباح إلى وقت متأخر من الليل وذلك مقابل أجر زهيد كما اشتغل حمالا بالمناء و في معامل الإسمنت. وهو في القسم الرابع من التعليم الثانوي اضطر إلى النزول بدار الأطفال الخيرية بأكادير ، وبعد نهاية السنة الدراسية (1976 ? 1977 ) توفق في دراسته خصوصا في المواد العلمية و تم توجيهه إلى شعبة الهندسة المدنية حيث انتقل إلى ثانوية الخوارزمي بمدينة الدارالبيضاء ، وهي مدرسة المهندسين لدراسة الهندسة المدنية حظي بثقة زملائه الداخليين في ثانوية الخوارزمي فأصبح المتحدث بإسمهم . عرف بين كافة رفاقه وأصدقائه بتواضعه الجم واستقامة خلقه . عمل بقسط وافر على الرفع من الوعي السياسي لشباب أنزا وتنظيمهم . انخرط محمد كرينة في نادي جيدو كراطي بأنزكان لممارسة هوايته الرياضية . وفي صيف 1977 ساهم في الحملة الإنتخابية التشريعية لنفس السنة في نصرة مبادئ واختيارات الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية ومساندة مرشحيه . حيث جند جميع طاقاته لخوض هذه المعركة فتعرض للإستفزازات والضرب من طرف العصابات التي سخرتها السلطة أنذاك وعلى الخصوص المواجهة التي وقعت بقرية تكوين بين العصابات والمناضلين الاتحاديين حيث تعرض محمد كرينة لاعتداء إجرامي في منطقة تكوين يوم 29 ماي 1977 . حصل في الدورة الأولى من السنة الدراسية لسنة 1979 على التشجيعات وفي الدورة الثانية على التهاني في » السنة السادسة« من التعليم الثانوي أنذاك مع تنويه خاص من طرف معظم أساتذته . كان حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قد اعتبر المعاهدة التي أمضاها السادات خيانة للشعب المصري وللشعب الفلسطيني وللأمة العربية جمعاء ، ودعى إلى جعل يوم 30 مارس يوما للتضامن مع نضال الشعب الفلسطيني وذلك عبر بلاغ أصدره يوم 27 مارس 1979 . تناول الكلمة بإسم الشبيبة الاتحادية في التجمع الذي انعقد بمقر الكتابة الإقليمية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بأكاديربمناسبة يوم الأرض في 30 مارس 1979 . وشارك في مسيرة سلمية بمناسبة يوم الأرض مع الشعب الفلسطيني بأكادير ، وهي الذكرى الثانية حين أعلن الشعب الفلسطيني الإضراب العام في 30 مارس 1977 ، وخرجوا إلى الشوارع في انتفاضة عارمة ? متحدين سلطات الإحتلال الصهيوني ، معلنين رفضهم للإجراءات التي اتخذها العدو بالإستيلاء على ما تبقى لهم من أرض ، بل رفضهم للإحتلال الصهيوني نفسه . وكان كرينة يقول : ان المعركة الطبقية يجب خوضها دون خوف وأنه بدون تضحية لايمكن تغيير هذا الواقع . وعند رجوعه من تلك التظاهرة في المساء إلى البيت ، قام بالسفر إلى الدارالبيضاء من أجل مواصلة دراسته .. وفي الدارالبيضاء تم اعتقاله وتم تسليمه إلى قائد مقاطعة أنزا بإحدى مراكز الإعتقل بإنزكان . كما اختطفت أخته فاطمة كرينة وعمرها أنذاك 16 سنة يوم 5 أبريل من نفس السنة من ذاخل ثانوية أنزا ، وتعرضت لتعذيب وحشي بالكهرباء ، سئلت خلاله عن نشاط أخيها ومهامه في الشبيبة الاتحادية . ومن جهة أخرى استدعت الشرطة في نفس اليوم والدة محمد كرينة ووالده وقدمت لوالده مجموعة من الوثائق وطلبت منه أن يوقع عليها بدون أن يوضح له بأنهما لن يرى إبنهما بعد ذلك اليوم . لقد وافته المنية في مستشفى الحسن الثاني بأكادير بعدما تعرض لأبشع أنواع التعذيب ، في الكوميساريات وذلك يوم 24 أبريل 1979 ، ولهذا يعتبر محمد كرينة شهيد الحق وشهيد الجماهير المقموعة من تلاميذ وطلبة وعمال وفلاحين ... محمد كرينة إبنا بارا من خيرة أبناء وطنه ، سليل مدرسة معطاء ألا وهي مدرسة الشبيبة الاتحادية التي يعتز بها كل المناضلين الشرفاء في حزب القوات الشعبية و التي تزخر بالطاقات الحية التي تفزع الخصوم وتفقدهم الرشد . كرينة خرج من صلب الطبقة العاملة ومن مدرسة التكوين التي تلقى فيها دروس التحدي والمواجهة ، إنها مدرسة الشبيبة الاتحادية



محمد كرينة، شهيد الارض الفلسطينية


يحتفل الشعب الفلسطيني وكل القوى التحرر وكل داعمي القضية الفلسطينية بالذكرى السنوية ليوم الارض التي تصادف 30 مارس من كل سنة ، والتي تبقى خالدة في وجدان الشعب المغربي بصفة عامة وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وشبيبته بصفة خاصة باستشهاد المناضل محمد كرينة ، حيث سيلفظ انفاسه يوم 24 أبريل 1979 . 
وتحل يومه الاربعاء 30 مارس 2016 الذكرى 40 للاحتفاء بيوم الارض إثر قرار إسرائيل مصادرة الأراضي الفلسطينية الخاصة والمشاعة في مناطق ذات أغلبية سكانية فلسطينية، وإعلان حظر التجوال على قرى فلسطين ابتداء من مساء يوم 29 مارس 1976 ، فعم إضراب عام ومسيرات ومظاهرات واندلعت مواجهات أسفرت عن سقوط شهداء واعتقال المئات من الفلسطينيين.
وأصبحت القوى الديمقراطية والحداثية ترتبط يوم الارض بذكرى استشهاد الرمز الاتحادي الشهيد محمد كرينة يوم 24 أبريل من كل سنة ، وهي ذكرى مقرونة بيوم الأرض، القضية القومية الأولى ، وقضيتنا الوطنية بامتياز، ويتعلق الامر بتحرير فلسطين ، لهذا استجاب الشهيد كرينة لنداء التشبث بالأرض غير أن القمع ومنتهكي الديمقراطية ، صادرت الحق في التعبير ، فكان الشهيد في صدر قائمة الذين أدوا ضريبة الالتزام والصمود والنضال وسلطت آلة القمع السياط وكل أنواع التعذيب الذي مورس على جسد شاب فأسلم روحه للديمقراطية وفلسطين ، واليوم صوره ولجت وتلج رفوف العديد من مناضلي الحركة الاتحادية والمقرات والجرائد الحزبية .
بوفاة محمد كرينة ستفقد الشبيبة الاتحادية وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مناضلا صمودا ومعطاء ومثابرا، مناضلا شابا يحمل آمالا وأحلاما، مثابرا في الدراسة ولا يتهاون في تأدية رسالة النضال ، شاب متيقظ ومتقد، سابق لعصره في ذكائه وتفكيره ومسؤول في أسرته وحزبه، مرتبط بهموم الشعب المغربي، مساند ومنغمس في القضية الوطنية حين دعا حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والكونفدرالية الديمقراطية للشغل لإنجاح اليوم التضامني مع الشعب الفلسطيني في الذكرى الثالثة ليوم الأرض .
مع ميلاد الحركة الاتحادية سنة 1959 ازداد محمد كرينة بالحي الشعبي اغزديس في الطريق الرابط بين ميناء أكادير وحي أنزا، وولج الكتاب القرآني في السن الرابعة، تفوق في جميع مراحل دراسته، تابع دراسته الابتدائية بمدرسة المختار السوسي بأنزا ثم التحق بثانوية العهد بأكادير، حيث عرف واشتهر بتفوقه الدراسي وحسن سيرته وقدوة التلاميذ.
بعد تفوقه في المواد العلمية نهاية السنة الدراسية 1976- 1977 ، أضحى مؤهلا بجدارة واقتدار ولوج مدرسة المهندسين السنة السادسة تقني مقيم بداخلية الخوارزمي بالدار البيضاء لينال ثقة زملائه التلاميذ الداخليين ليصبح المتحدث باسمهم. حيث تابع تفوقه الدراسي لينال درجة التشجيع مع تنويه خاص بنتائج الدورة الأولى من السنة الدراسية 1978 - 1979.
كما انخرط في الشبيبة الاتحادية كمدرسة للنضال الديمقراطي والفكري تشق درب المستقبل تجسيدا لشعار مجلسها الوطني التأسيسي : «الإرهاب لا يرهبنا والقتل لا يفنينا وقافلة التحرير تشق طريقها باستمرار».
شاب يافع متواضع ، مشهود له بالاستقامة ، يهوى فنون الحرب إذ انخرط في نادي جيدو - كراطي بانزكان لممارسة هوايته الرياضية، عضو نشيط في الشبيبة الاتحادية يسعى إلى بناء مستقبل سياسي جديد يرقى إلى تطلعات الشباب المغربي والجماهير المنخرطة في نضالات حزب القوات الشعبية، ساهم في أداء رسالة الحملة الانتخابية التشريعية لنشر مبادئ واختيارات الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ليساند إصرار مرشح الاتحاد الاشتراكي، حيث عمدت السلطات إلى التصعيد من ممارسات الغش والتزوير، بلغت ذروتها في مدينة أكادير حيث تدخلت للحيلولة دون انتخاب عبد الرحيم بوعبيد 1977 .
وبانخراطه في دينامية الحملة الانتخابية ، تعرض لاعتداء إجرامي بتاريخ 29 ماي 1977 بقرية تكوين ليؤدي أول ضريبة النضال. لكنه لم يتوقف ، واصل النضال في مسيرته الطويلة، وازداد عزيمة فسبر أغوار القوات الشعبية عن كثب وبالمباشر. ليتناول الكلمة باسم الشبيبة الاتحادية في التجمع العام المنعقد بالمقر الإقليمي للحزب بأكادير بمناسبة يوم الأرض 30 مارس 1979 ،غير أن أصحاب الحال لم يهدأ لهم بال، فخططوا للاختطاف والاعتقال، هاجموا ثانوية الخوارزمي بالدار البيضاء لينفذوا الاختطاف منتهكين حرمة المؤسسة 17 أبريل 1979 ليؤدي الضريبة الإضافية للنضال مرة أخرى لإيمانه ككل شباب اليسار المغربي بعدالة القضية وعاشق للحرية ومؤمن بالديمقراطية.
ولم تسلم عائلته الصغيرة من همجية المعاملة حيث تعرضت للمضايقات فتم اختطاف فاطمة كرينة (16 سنة ) من داخل ثانوية أنزا الجديدة بأكادير يوم 5 ابريل 1979 وتعرضت للتعذيب الوحشي بالكهرباء والجلد لانتزاع تصريحات حول نشاط أخيها ومهامه في الشبيبة الاتحادية وعنوان مقر سكناه بالدار البيضاء، كما تم اعتقال واستنطاق والديه أكثر من مرة.
عرض محمد كرينة أمام المحكمة يوم الاثنين 23 ابريل 1979 ، جيء به محمولا على أكتاف بعض رفاقه مما دفع هيئة الدفاع : نذكر البعض منهم (الطيب الساسي، عبد الحق السوسي ،حسن وهبي، محمد المتوكل ،احمد بوبريك ،عبداللطيف اوعمو، اليوسفي) إلى التماس إحالته بشكل استعجالي على إحدى المستشفيات وإجراء خبرة طبية .غير أن المحكمة رفضت ذلك وأصرت على إحالته على طبيب السجن فقط مع إرجاء موضوع الخبرة وضم البت فيها إلى يوم النظر في الجوهر يوم 30 أبريل 1979 . ورغم معاينة وكيل الملك لآثار الانتهاك والتعذيب وعجز المعتقل والوضع الصحي المتدهور لم يشفع ذلك، فتمت إحالته على السجن وبعد أن ساءت حالته الصحية أكثر اضطر مدير السجن بعد إذن وكيل الملك لإحالة محمد كرينة على المستشفى وذلك يوم الثلاثاء 24 ابريل 1979 بعد فوات الأوان، ومساء ذلك اليوم عند الساعة التاسعة وخمس دقائق سيلفظ أنفاسه.
شيع جثمان الشهيد محمد كرينة يوم السبت 28 ابريل 1979 انطلاقا من مستشفى الحسن الثاني بأكادير، حيث أقيمت صلاة الغائب بمسجد لبنان في الساعة الواحدة زوالا بحضور الكاتب الأول عبد الرحيم بوعبيد ، وسط حشد هائل من الجماهير الشعبية والتنظيمات الحزبية والشبيبة وثلة من أصدقائه بالثانوية من الدار البيضاءوالنعش ملفوف بالعلمين الفلسطيني والمغربي ودفن الشهيد بمقبرة احشاش أقديم بأكادير.
في 12 فبراير 2004، فتح الملف من جديد من لدن الشبيبة الاتحادية التي قطعت على نفسها أثناء كلمة التشييع أن الشبيبة:» لن تركع مهما بلغ حجم التضحيات ومهما تلونت وتعددت ضخامة المؤامرات» ، اذ تقدم المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية بمذكرة توضيحية مرفوعة إلى هيئة الإنصاف والمصالحة يلتمس فيها باسم مناضلي الشبيبة الاتحادية والحزب كشف الحقيقة عن الظروف الكاملة حول أسباب وظروف اغتيال الشهيد محمد كرينة وجبر الضرر ، إنصافا للحق والمصالحة حتى تضمن عدم العودة إلى الوراء والقطع مع الممارسات والأساليب القمعية في أفق ضمان حق الرأي والتعبير والتفكير، والعيش الكريم لأبناء هذا الوطن خدمة للوطن.
في كلمة التأبين التي ألقاها الكاتب الأول عبد الرحيم بوعبيد ورد في الشهيد :» كنت موضع إعجاب من طرف إخوانك وزملائك وأساتذتك الذين يشهدون بأخلاقك الكريمة وسلوكك المستقيم . كنت أمثولة في الجد والنشاط والوطنية والدفاع عن الطبقات المضطهدة . هذا هو ذنبك، أما ما أريد إلصاقه بك من تهم ملفقة يريدون إلصاقها بمنظمتك». وأضاف : « إن الدرس الذي يجب أن نتعلمه من هذا الشاب البطل هو الصمود والثبات والتحلي بروح المسؤولية».
 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق