المتابعون

الاثنين، 7 نوفمبر 2016

الشعب في واد والمخزن في واد...الرفيق الحبيب التيتي

الشعب في واد والمخزن في واد
كان خطاب اليوم 6 نونبر هو اول خروج رسمي للملك بعد مأساة 28 اكتوبر التي تم فيها طحن المواطن محسن فكري مع اسماكه في شاحنة الزبالة بالحسيمة بعد ان تم حجزها من طرف السلطات المحلية وبعد قرار اتلافها خارج المسطرة القانونية، وطبعا لم يتقبل محسن فكري هذه الاجراءات التعسفية والشطط والإسفاف في السلطة. فكان استشهاده عنوان الرفض المطلق للحكرة من طرف شاب في مقتبل العمر ابن ارض تتكلم الحرية كما علمها لها البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي .
لم يهتم الخطاب بالأمر لا تلميحا و لا تصريحا .انه انشغل بأمرين اثنين وهما اهتمام النظام المخزني بعلاقاته بالدول الافريقية الى حد انه القى خطابا رسميا من عاصمة السينيغال داكار، وهو بذلك يريد ان يعطي دفعة قوية لسياسته الجديدة الرامية للحصول على عضوية المغرب بالاتحاد الافريقي بعد ان ندم على ممارسته لسياسة الكرسي الفارغ. والمسالة الثانية تطرقه لمسألة تشكيل الحكومة المرتقبة والتي كلف بها بنكيران، وعلى ما يبدو من صريح العبارة الواردة في الخطاب ان القصر غير راض على سير احداث تشكيل الحكومة.بات بنكيران يحس نفسه في حال من قال فيه المثل الدارج : طلع تاكل الكرموس انزل شكون لقالها ليك. بنكيران استطاع في جولة معينة ان يجمع عليه جوقة من احزاب ما كان يشكل الكتلة الوطنية فحصل بذلك على اغلبية "مريحة" لكنه اليوم يتلقى صفعة من داكار لان اغلبيته حسابية وفيها شبهة اقتسام كعكة الانتخابات.
بذلك يكون الخطاب قد سعى الى دفع المشهد السياسي الى المزيد من الفذلكة وخلط الاوراق و تأجيج سوق التكهنات والمزايدات مراهنا على اقبار اسباب كل الاحتقان الاجتماعي والتذمر السياسي الجاري بالمغرب.بتجاهله التام للحراك الشعبي يؤكد النظام من جديد انه هو في واد والشعب في واد ولعل رمزية المخاطبة من داكار تساعد على تشخيص هذه الحقيقة الفاقعة.انه نظام فاقد للإحساس بنبض الشارع وهي حقيقة نرجو صادقين ان يستوعبها بعض اليسار الذي يعتقد بإمكانية اصلاحه من داخل مؤسساته.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق